٧

450 56 17
                                    

نهار آخر في الجحيم، استيقظت متجاهلة الألم واغتسلت ثم مباشرة بدأت أضرب يدي بالباب وأصيح "أخرجوني من هنا! لمرة واحدة فقط!"

سمعت صوت القِفل من الخارج، فتح كايلر الباب وكان مثل عادته يطعنني بنظرات مستصغرة لأحدق فيه بغضب وأتلفظ "هل جئت لتأخذ دمائي من جديد؟"

تنهد بملل وقال "كيت أنتِ تتصرفين مثل شخص ثمل، يجب أن ترتاحي بعد أن تفقدي الدماء"

أجبت بسخط "أريد أن أثمل هذا ليس من شأنك! منذ متى تهتم ببشرية مثلي! أخرجني من هنا أريد التنفس أنا سأموت من الملل، سوف تتسببون لي بعُقد نفسية"

"أقنعتني بحق، ليس الوقت المناسب بعد حتى تنتحري"

تحدث بسخرية وخرج مقفلاً الباب، بعد قليل عاد مع تلك الطاولة البغيضة وطلب مني أن آكل، إن لم أفعل ما يطلبه لن يدعني أخرج، لهذا حشوت معدتي وحسب، رغم أني لست معتادة على الأكل وهو يراقبني، كانت طاقتي تعود لي شيء فشيء وشعور الدوار يزول لكن لم أتخلص من الصداع.

تراجعت عن الطاولة ليتحدث على الفور "الآن… إرتدي معطفك"

رفعت رأسي وحدقت خلال أسوار النافذة لأتفوه "الجو معتدل"

"مهما يكن" تمتم بنفاد صبر وسحب معصمي المصاب إليه لأصيح "أنت تؤلمني!" تركني على الفور لأربت على معصمي بتألم فقال هو "لا تبالغي، هيا بسرعة ليس لدي وقت لترهاتك"

كززت على أسناني "أريد رؤيتك مكاني مرة واحدة فقط"

تجاهلني وسحب ذراعي هذه المرة، أوصلني إلى عتبة الباب وقال "تنزهي كما يحلو لكِ، يجب أن تعرفي أنك لن تستفيدي شيء من الهرب" ضم ذراعيه لصدره فأومأت باِستسلام وخرجت، كنت سعيدة بأنه تركني وشأني لبعض الوقت بالرغم من أني متأكدة بأنه يراقبني من المنزل.

ركضت عكس اتجاه البحيرة ورأيت غابة ليس لها نهاية وليس فيها طريق إسفلتي، كان هذا مخيب للآمال، ولكن لم يجعلني أتراجع عن فكرة الهرب، عندما أهرب لن أتوقف عن الركض حتى أصل إلى مركز الشرطة ولكن كما قال مارتن، سأنتظر غياب كايلر أولاً.

كنت أتمشى في المكان وبعدها جلست لألعب بالماء، كان هذا يعيد الذكريات، كنت جالسة على الجسر الخشبي وقدمي مرميتان في الماء وتتحركان بلا ملل مستمتعة بالصوت الذي أصدره، البحيرة عميقة جداً، في العادة يفترض أن يكون زورق مربوط بالجسر الذي أجلس عليه ولكنه ليس موجود الآن وربما هذا بسبب خوفهم من هربي به.

جاء كايلر ووقف بجانبي ليحجب عني ضوء الشمس ويقاطع صفو مزاجي "هذا يكفي هيا إلى الداخل"

قلت باِستياء "ولكن لم تمضي نصف ساعة بعد!"

"ليس لدي الوقت لأجلك يجب أن أغادر"

تنهدت باِنزعاج ووقفت حتى أمشي معه، لكن بشكل لا أفهمه انزلقت قدمي وسقطت في البحيرة، وجدت نفسي في غمضة عين أغرق إلى العمق رغم أني أحاول ألا أتحرك حتى أطفو للسطح ولكن لم يحدث ذلك، أحبس أنفاسي وأغمض عيني، كنت خائفة من الموت ونادمة على الأشياء التي لم أفعلها بعد… أردت أن أعيش وأموت حرة…

|| مفتون ||Where stories live. Discover now