٢

1.1K 108 50
                                    

مرت بضعة أيام من بعد تلك الحادثة، جرحي يبدو كأنه لا يلتئم أبداً والشرطة لم تتوصل لشيء لكنهم وضعوا احتمالية أنه نفس الشخص الذي اختطف الفتيات الثلاثة، كانت ماتيلدا مُصِرّة على أنه مصاص دماء وأنه أخذ ما يريد من دمائي ورحل، أو أنه مجرد شخص مجنون يعتقد بأنه مصاص دماء.

لكن على كل حال أصبحت أكثر حذراً في ذلك المنزل وبدأت أشاهد مقاطع تعليمية للدفاع عن النفس كل ليلة ولكني فاشلة بهذا بقوة.

هذا النهار كنت في المطعم مع ماتيلدا وكانت كالعادة تذكرني بأمر العضة فهي متحمسة لإثبات وجود مصاصي الدماء لكنها قلقة بشأني لدرجة أنها أحياناً كانت تستيقظ ليلاً وتفتح باب غرفتي للاِطمئنان علي، منذ أن سكنت في شقتها.

وبينما كانت تثرثر كالعادة عن نفس القضية قطعت جملتها بشهقة وهمست "كيت حاولي النظر خلفك لكن لا تجعلي أحد يلاحظ!"

عقدت حاجبي بتساؤل فتمتمت هي "بسرعة!" نظرت خلفي للحظات لأشاهد تلك الشقراء غريس ذات الخُطى الواثقة والنظرات المُستصغِرة لكل شيء حولها فهمست هي مُتابعة باِشمئزاز "إنها غريس مجدداً أنظري كيف تقوم بقياسنا بعينيها"

تأففت لأضع القشة في فمي وأشرب عصيري فهذه الفتاة كالعادة تظهر لنا في كل مكان، ربما لأنها تسكن معنا في الحي _في أجمل منزل بالحي_ منذ ستة أشهر ولكن لا شيء منطقي يبرر هذه النظرات المستحقرة لنا في كل مرة ترانا.

همست ماتيلدا "يا للهول لقد جلست في أكثر مكان تسهل مراقبتنا منه!"

رفعت زاوية شفاهي لأهمس مجيبة "يجب أن تعتادي عليها عزيزتي، سمعت أنها ستنشئ عملها الخاص هنا… أي أننا سنبقى بوجوه بعضنا للأبد"

طقطقت بلسانها باِنزعاج "لن أكون ماتيلدا إن لم أجعلها ترحل من الحي! أو على الأقل تتوقف عن كرهنا والحديث بالسوء عنا بشكل مبالغ بدون سبب"

قلبت عيني قائلة "رجاءاً لا تضيعي أي ثانية من حياتك بالتخطيط لأجلها… دعيها تكرهنا وتشغل نفسها بشيء مفيد أكثر من مواعدة جميع شبان الجامعة" قلت الأخيرة بسخرية فكتمت ماتيلدا ضحكتها لتضرب قبضتها بالطاولة بخفة وتهمس "تباً لا تُضحكيني هنا!"

أمسكت صديقتي الشرهة شوكتها مستعدة للجولة الثانية من ابتلاع كل شيء غير آبهة لوجودي لكنها أسقطتها من يدها وشهقت مرة أخرى لتهمس "أنظري مَن جاء!"

نظرت خلفي حيث بوابة المطعم وكان ذلك الملاك المُنقذ ذو العيون الجميلة، كايلر، وقد صُدمت من وجوده هنا ولم يخطر لي غير أن أخبئ نفسي، لا أعلم لماذا، لكنه لاحظني فشعرت بالإحراج وبدأ قلبي يخفق لأني أطلت النظر، لوّح لي بخفة بيده لألوح بحماقة مثله وأعيد تركيزي على ماتيلدا وأنا ألتصق بالكرسي أكثر وأكثر، صديقتي أظهرت تعابير خبيثة على وجهها وهمستْ باِبتسام "يا للهول إنه يبحث عن شخص ما لنرى مع من سيجلس"

|| مفتون ||Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt