١٣

389 57 23
                                    

فتحت عيني وأخذت نفس عميق، لقد كانت ليلة طويلة، الغريب بالأمر أني لم أستيقظ خلال الليل لأول مرة، كايلر مايزال هنا ويغلق عينيه، يبدو مسالم في هذه اللحظة، لن يتوقع أي أحد أن ملاك مثل هذا اختطف فتاتين للحصول على الدماء. كيف يمكن أن يكون هذا الشخص نفسه الذي يثير رعبي.

ماذا كان ليحدث لو أنه لم يختطفني، لو أننا عشنا لحظات سوياً دون أن أشعر بالذنب وأذكّر نفسي باِنتقامي في كل مرة أكون معه، ودون أن يبالغ هو بمحاولة نيل رضاي حتى لا أتركه، تنهدت عندما وجدتني أنجرف بمشاعري.

فتح عينيه وترابطت نظراتنا للحظات، قبل أن تحمرّ خدودي وأشيح بوجهي بعيداً.

أستطيع رؤية ابتسامته الصغيرة بزاوية عيني.
"شكراً لأنك وثقتِ بي"

تباعدت شفتي باِستغراب "هاه؟"

"أنتِ تعرفين القطة لا تنام بعمق إلا مع شخص تثق به وتشعر بالأمان معه"

"أنا لست قطة، قد أستيقظ بسهولة"

كان يملك لهجة خبيثة "حقاً؟ رغم أني كنت أقبلك طوال الليل ولم تستيقظي أبداً"

اتسعت عيني واحمرّت خدودي "ماذا!"

قبّل خدي الساخن وهمس "مئة وواحد"

لقد تلاعب بي مجدداً وأنا غرقت كالحمقاء في كلماته المعسولة، نهضت باِستعجال "يجب أن نغادر"

نهض ولحق بي "انتظري" أمسك ذراعي وقبلني مجدداً في نفس المكان "مئة واثنان، لا أحب الأرقام الفردية"

"كايلر!" صحت به لأشيح بوجهي المحمرّ وأهرب إلى الحمام بأقصى سرعتي، البقاء معه خطير جداً، اغتسلت واستبدلت ملابسي ومجدداً كان علي تخطي كايلر بسرعة، كنت مسرعة وارتميت خارج عتبة النزل لآخذ نفس عميق، ما الذي يحصل معي؟ لما علي أن أكون سريعة الذوبان هكذا بوجوده!

يجب أن أتماسك، لن يحصل على الكثير من المعاملة الجيدة بعد الآن، لقد حصل على القليل في الأمي واليوم لا يمكن لأحد إيقافه

ارتمى كايلر للخارج ليقطع سلسلة أفكاري بقوله "كيت أنتِ هنا! لماذا تهربين!"

"أنت أرغمتني…" تمتمت.

تباعدت شفتيه بذهول ليتنهد باِرتياح، وضع يده على وجنتي قائلاً "هكذا إذاً… ظننت أنكِ مازلتِ تخافين مني ولكن كل ما بالأمر أنكِ قطة خجولة"

"توقف! فقط أريد الذهاب…" قلت باِنزعاج وذهبت باِتجاه موقف السيارات، أنا واثقة أنه يبتسم ويشعر بالفخر الآن، ربما أستطيع ادعاء الصلابة ولكن لا يمكنني منع وجهي من أن يصبح أحمر.

بعد دقائق سلّم مفتاح الغرفة للمالكة وعاد إلي، كنت أتجنب النظر في وجهه، لم يحاول الاحتكاك بي بل دخل السيارة فقط وهذا مريح بالنسبة لي، ومجدداً كان عليه القيادة لست ساعات متواصلة، توقفنا مرتين للإستراحة، كنت دائما أفكر كم من الوقت كنا لنستغرق لو أني سمحت له بأخذي بسرعته الغير طبيعية.

|| مفتون ||Where stories live. Discover now