١٦

453 55 22
                                    

سأعطيها دمائي… ربما لم تعمل طريقة ليون لأنه ليس مصاص دماء أصليّ… لنأمل ذلك على الأقل"

مسحت دموعي باِستعجال وأخذت نفس مرتجف "حسناً… حسناً! لنجرب ذلك!"

اقتربت من ماتيلدا وباعدتُ شفتيها برفق بأصابعي المرتعشة، كايلر أومأ لي ثم عضّ كفه لتسيل الدماء من جلده، وضع يده فوقها وأسقط قطرات من دمه في جوفها، كنت أراقب عينيها التي لم تتحرك، مسحت الدماء من جوانب شفتيها وهمست "استيقظي… أرجوكِ"

بقيت هناك جالسة أترقب أي حركة، أي صوت، كانت فقط نائمة وشعرها منثور حولها.
سالت دموعي مجدداً وشعرت بيد كايلر على كتفي وكلامه الخافت "كيت، ربما علينا الذهاب الآن"

حركت رأسي برفض "لا… لا أريد مفارقتها… أنت لا تعرف شيء… لا تعرف شيء عنها"

قال بإصرار "يجب أن نغادر، هناك طريقة أخرى بلا شك ويجب أن نبحث عنها، هي لا تبدو ميتة، لديها نبضات قليلة ولكنها فقط لا تستيقظ"

أبعدت يده عن كتفي وجثوت قرب التابوت قائلة "إذهب أنت… أريد البقاء هنا"

"كيت_" قاطعه ليون بهمس "يجب أن نغادر"

كايلر حدق به بسخط ليتنهد الآخر ويهمس "ثق بكلامي فقط، يجب أن نخرج"

ألقى كايلر نظرة علي واستطرد "سأنتظرك بالخارج"

بقيت وحدي معها، أراقب وجهها، كان من المفترض أن آخذها من يدها ونرجع للبيت فقط وننسى كل هذه الأمور، من سيكون صديق لي غيرها بعد الآن؟…

ابتلعت ريقي وهمست لها "أنا آسفة يا ماتيلدا… آسفة حقاً… وعدتك أننا سوف ننجو"

زفرت أنفاسي المرتجفة "أنا لن أحصل على صديقة مثلك مهما عشت… نوماً هنيئاً يا عزيزتي" مسحت على وجهها برفق ثم نهضت باِنهزام.

كنت أنعم بآخر لمحة من وجهها وعندها شدت ماتيلدا جفنيها ما جعلني أجفل وأسقط على ركبتي أمام تابوتها، حركت كتفها برفق وكلمتها بيأس "ماتيلدا! استيقظي، إنها أنا، كيت، صديقتك! أرجوكِ…"

رأيت صدرها يعلو مع أخذها لنفس عميق، فتحت عينيها فجأة ومباشرة نظرت إلي، مازالت نفس الأعين، كانت حركاتها أسرع من استيعابي، بطرفة عين وجدتها تعانقني بقوة.

شهقت بقوة وشددت على عناقها، لقد استيقظت! أخيراً!
كنت أبكي، أبكي بشكل فوضوي جداً وهي كانت قوية بشكل لا يصدق، فصلت العناق وتمعنت بوجهي لثوانٍ ثم دفعتني عنها مجدداً وتقهقرت بضع خطوات للخلف، مسحت دموعي وحاولت التقرب منها لكنها وضعت يدها أمامها وقالت مبعدة وجهها "لا! إذهبي كيت… أنا خطر عليكِ"

"هذا ليس صحيح! ما كنتِ لتكوني خطر علي أبداً" قلت واقتربت منها مجدداً.

دفعتني عنها بعنف وصاحت "أهربي… أنا لست نفس الفتاة بعد الآن" أدركت بعدها أن أنيابها كانت تبرز وأظافرها تنمو، اقتحم كايلر الغرفة وعندما شاهد مظهرها الهجومي حرك يده بمحاولة إبعادها لكني أمسكت ساعده وصحت "لا! دعها… هي لم تكن لتؤذيني"

|| مفتون ||Where stories live. Discover now