٤

441 60 39
                                    

من وجهة نظر الراوية:

غريس كانت نائمة قبل أن تسمع عواء في الخارج ويصحبه صوت كلابها الثلاثة وضوء الغرفة المزعج فوقها فصاحت باِنزعاج "أنا قادمة ما خطبكم!" لم تعلم متى عاد التيار الكهربائي وكل ما كانت تريده هو بعض النوم فقد أشرقت للتو.

نزلت السلالم لتعثر على كلابها الثلاثة يخدشون باب المنزل بأظافرهم بقوة، سرعان ما فتحته شاهدت كلب ماتيلدا في الخارج وظهره ينزف وبدى خائف بشدة وعلى الفور ركضوا معاً للخارج لتصرخ "مهلاً مالذي يحدث لكم!!"

لم تتمكن من فعل شيء غير اللحاق بهم لتجد نفسها بعد مطاردة طويلة واقفة أمام منزل زميلتها ماتيلدا ذو الباب المفتوح وكان المكان من الداخل في فوضى عارمة وسيارات الشرطة واقفة أمام البيت والعناصر في الداخل لتبتلع ريقها بخوف والكلاب مازالت تنبح.

***★****★***

كيت:

رائحة معدن صدئ وصوت قطرات ماء تسقط ببطء... صدري يؤلمني وحلقي جاف بشدة وأشعر كأن المكان يدور بي، لم أكن متأكدة إن كانت عيوني مفتوحة أم لا فمازلت بالظلام، حركت جسدي وذراعي على جوانبي لأدرك أن يدي اليسرى مُقيدة بسلسلة ملفوفة بأنبوب غريب، كان هناك ثقب صغير بجانبي فحاولت النظر خلاله وأدركت أني في شاحنة مُغلقة، في الظلام الحالك، تحت المطر وعلى الطريق السريع حيث لن يسمع صوتي أي أحد أو حتى يراني.

حاولت تحرير نفسي ولكن القيود متينة جداً، كانت عيوني قد اعتادت على الظلام أخيراً، ما جعلني أرى ماتيلدا نائمة في الزاوية، هرعت إليها وأخذت أهزّ كتفيها وأهمس "استيقظي!"

"كيت!؟" همست بإرهاق وبالكاد سمعتها من ضوضاء السيارات، سرعان ما أدركت ما حولها جفلت وارتمت إلي لتعانقني بقوة لأصيح لها "أأنتِ بخير!"

قالت من بين شهقاتها "أنا خائفة!"

مسحت دموعي الهاربة "لا تخافي سننجو، سنجد حل!"

"كيت أنا لا أرى أمل للنجاة! سنموت هنا..." اختفى صوتها مع الشهقة الأخيرة وفقدانها للأمل يُعديني فحاولت مواساتها مُعرِبة "بل سننجو، أعدكِ بذلك"

أجابتني بشهقاتها وبالكاد سمعت كلمات منها "سأحاول إخراجنا من هنا" لم تكن ماتيلدا مُقيدة ما أثار استغرابي، مررت يدها على الأنبوب بجانبي وحاولت إتلاف القيد معتمدة على حاسة اللمس لتتذمر "ولكن لماذا يقيدك!"

"توقفي هذا القيد لن يفتح، حاولي البحث في المكان عن شيء..."

"سأحاول" همست وهي تنهض وكنت أتبع صوت خطواتها، شعرت أن هذه الشاحنة قد غيرت مسارها بعدما اختفت أصوات السيارات الأخرى والطريق أسفلنا كان مليء بالحصى بلا شك مما يسبب هذا الإهتزاز.

كانت ماتيلدا تسير في زوايا المكان وتتلمس الجدران الباردة لتهمس "المكان غريب جداً كيت! مهلاً لحظة...... وجدت باب!! إنه باب فولاذي، تباً لا أستطيع فتحه"

|| مفتون ||Where stories live. Discover now