الفصل الثاني

2.8K 85 7
                                    

الفصل الثاني ...

لن نسعى لتغيير العالم اليوم

ربما غدًا أو بعد غد.

ربما حين نستطيع المُضي قدمًا

متحررين من سطوة الرصد.

ربما حين تنادينا الأوطان

بصخب من جحيم الماضي أشد،

لكنه ليس اليوم فدع اثقالنا للغد.

إنا من وضعنا فوق الهوامش عُراةً من حرية سُلبت منا في المهد،

من رجونا أبسط الأحلام رجاءً

وسيمتد رجاءنا للحد،

فلا تبتأس لحظة حين أرجوك هدنة، لا راحة فيها ولا وسن حتى تشرق شمس الغد.

دعنا لا نقاتل في عوالمنا الخفية اليوم، وارخِ عينيك المشهرة كنصل من السيوف أحد،

كن آخرا ودع الأحباب دهرًا

نازحًا عن الأوطان قهرًا. وفرت منه السنوات عمرًا

ليس يعاش ولكن يُعَدّ.

لنرخي حصوننا للغد

فاليوم جارف كسطوة بالأبدان تستبد،

وكمعركة حامية للنزال تستعد.

ولأن المنطق لوهلة قد غاب عنا فلنحتشد، تاركين الغد للغد.

༺༻

نيران الثأر قد إشتعلت بالأجواف بعدما كانت مجرد جمر يحترق عليه الجميع لسنوات بصمت، لم يعد أحد مطالبًا بكبت ما يعتريه من عنف تجاه أشخاص يكن لهم العداوة والبغضاء والثأر، الوضع إنقلب من مد وجزر إلى فيضان ناري ابتلع الكل ولا سبيل للنجاة. سيارة شاهين تنطلق في طريق مظلم نحو أحد المخازن الخاصة بعائلته لا يُسمَع لمن يجاورونه بالسيارة حسيسْ، وهو يراقب سيارات رجاله الذين انسحبوا يحاوطونه دافعين إياه للفرار من تلك الكارثة بمجرد سقوط ذلك الشاب فأسرع يسحب أخاه ونصار مدركًا أن ذلك العيار الناري الذي انطلق لم يسرق حياة شاب منهم بل هو بوق حرب أُجِّلَت بما فيه الكفاية، والشافعية لن يتهاونوا أبدًا في نزالهم.

اصطفت السيارات ليقفز شاهين من السيارة يتبعه زكريا ونصار الذي يداري رعشة يديه وزلزلت نبضه محاولًا الثباث برجولة قد أخفق في إدراك معانيها، ليسرع نحوهم عمه منصور يتمسك بأكتاف شاهين يناظره بفخر قائلًا " الحمد لله الحمد لله أنكم بخير، رجل وابن رجل يا صقر آل الجوهري ذهبت وعدت بأخويك من فك السباع " قال شاهين بغضب " لم يكن الأمر ليتطرف إلى هذا الحد لولا أن ذلك الأرعن أشهر سلاحه في ظهري " سارع نصار يقول " لم أقصد قتله، كنت أحمي ظهر شاهين " اقترب أبوه منه قائلًا " ما بك تنتفض هكذا، اثبت. لقد فعلت ما وجب عليك فعله ودافعت عن عائلتك، لم نكن لنتحمل خسارة واحد منكم " قال شاهين بعنف " الشافعية لن يمرروا ما حدث، سوف تهيج حشودهم وستكون العواقب وخيمة إذا ما كنا لها " تقدم عمه شاكر يقول بعجرفة " على ماذا!! ليس أول شاب يقتل، فليأخذوا ديته وننتهي لن يكون أغلى من بناتهم اللاتي تُباع في زيجات من أجل تجميع المال وشراكة الأعمال، لا تهول الأمر " التفت له عاطف يقول " لا أظن ذلك، إنهم ينشدون الثأر ولن يتراجعوا هذه المرة، فمنذ تفشى الخبر وهم يخربون كل ما يحمل إسم الجوهري مشعلين النار في كل ما يمت لنا بصلة، حتي الشرطة دفعوا بها طرفًا بالأمر ".

أرض السيد Où les histoires vivent. Découvrez maintenant