الفصل العاشر

3.3K 81 37
                                    

الفصل العاشر 

سيدتي توقفي عن العبث في صمام أماني.

فالانفجار وشيك ومن تبعاته ليس لدي ضمان.

انزلي عن أبراجك الشاهقة واقتربي.

فذلك البعد لن يمنعني عنك ولن يتوانى عن العصف بوجداني.

سيدتي لا تشعلي حربًا لست بقبل لها، فالحرب قرار شعب وليس أوطان.

الحرب دمار واستنزاف وفجيعة 

ومساحات حزن في البقاع تتوسع 

وظلمة تطفئ بقوتها جميع الأنوار.

سيدتي لا تخوضي في دروب تجهليها وتؤلميني عمدًا، فوحشة قلبي لا تأتي سوى بأضرار 

لا تأتي سوى بنكبات لا أسيطر على فتكها، فأنا بقيدك لم أعد يومًا من الأحرار.

سيدتي ألجميني عن جنوني واختزلي مصيري في كلمات بُوحيها لي كما الأسرار. 

سيدتي هادنيني واحتويني وامحي الحواجز بيننا، 

فثورتي إن هاجت يزلزل من حدتها ألف مدار

وأعلمي أن جميع حروبي لا تقارن بك. 

فوحدك من أدخلتني في صولات لا تنتهي

ووحدك من سجلت بالانهزام والاستسلام إقراري.

سيدتي إني عاشق لعينيك منذ الأزل 

فلمَ تهدرين عمري في صراع وأسفار 

سيدتي إن الوقت بعيد عنك يداهمني، 

دقات ساعاتي ترهبني وحنيني إليك يقتلني، 

والموت يحدق في وجهي بجمود شديد الإصرار 

سيدتي إني لن أرحل وأصير لديك كما ذكرى 

إن طافت لا ترعد بدنك وتحيل حياتك لمرار 

فأنا رجل لا يعبر، لا ينسى،  وإن صار ركاما 

لا يمحى وإن كان بعينيك يجسد كل الأشرار. 

سيدتي إني ملحمة ستخلد في قلبك أبدا وستنقش كتاريخ ممتد من الشريان وحتى أدق الأوتار.

༺༻

لم تنتظر أن تصبح في حياته أنثى عابرة تخطاها كما لو أنها لم تكن، كأنها لم تترك بصمتها بداخله وتصل فيه إلى ما لم يصل إليه بشر، لقد أرادته أن يظل عالقًا بها إلى أبد الآبدين كما تركها خلفه منبوذة معلقة بائسة مهزومة الروح كما لم تكن من قبل، فليس من العدل أن يكون بكل هذا الهدوء.

ملامحه لا تشي أنه قد ظل بداخله أثرًا لها، كان يضم اخته بحنان واحتواء كبيرين، كان يقدم لها الدعم والحماية الغير مشروطين، كان يرهن راحته براحتها ويعدها بالكثير، عيناه تحيك وعودًا تقرأها جيدًا كما قرأت ما بداخله تجاهها من قبل أن يتكلم، قرأت تباعده وتفهمت أسبابه كما تفهمت قربه الذي أتى بلا مقدمات ليقلب الموازين ويغير كل شيء، وهي قبلت بكل ما يتعلق به، قبلت أن تبقى جواره ولا تلتفت لشيء، أحبته بقوة لا تقارن بتلك القوة التي استخدمها ليدفعها بعيدًا عن حياته، لقد كانت قادرة على البقاء رغم كل شيء خاصة بعدما علمت بأمر حملها لكن قسوته التي أشعرتها  بأنها بلا قيمة داخل عالمه جعلتها لا تلتفت محاولة أن تخرج من عالمه بأقل الخسائر الممكنة لكن هيهات…أطلقت سيادة أنين قهر وهي تلقي هاتفها بعنف وقد اكتفت من تأمل صورة مؤيد وكنزي التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تنخرط في بكاء حاد استيقظت على أثره ماسة التي شاركتها البكاء فأحنت سيادة جبهتها نحو صغيرتها تحاول أن تتلمس الدعم من وجودها وتمحي بقربها بعضًا من مرارة الغصة العالقة بروحها.

أرض السيد Where stories live. Discover now