الفصل السابع عشر

1.8K 75 23
                                    

الفصل السابع عشر

يارجل في كلماته يسبح ضد التيار، متى حللت بكلماتك علي القلب أهلًا! 

متى تراكم بداخلي كل حديث لك 

حتى صار الأمر على نبضي جللًا. 

ومتى رأيت فيك جوانب لا تُرى 

كأنك قد توغلت في صدري أملًا 

إني قاب قوسين أو أدنى من سقوطٍ.. تسارع له نفسي التي نهيتها عن ذلك عجلًا.

لا تبريء نفسك من أمري سيدي 

فعيناك تُرسل لي من النظرات غزلًا، وتحاصرني أينما وليت وجهي بعيدًا عنك، وترجوني بصمتها الرزين المهيب مهلًا. 

يا رجل أسمع انفعالاته وضجيج أنفاسه، جد لي في أمري وأمرك نهاية وحلًا 

ضع النقاط على الحروف دون تردد. 

وكفاك أن تكتم مشاعرك عني وجلًا 

فإني في صمتي أعلنت عليك محبتي، ولكني عالقة ما بينك وبين الاعتراف خجلًا 

بادرني  أنت بخطوة تحمل الإقدام دون تحير.

ولا تجعل لنيران العشق ما بين أضلعنا هولًا 

فما الحب سوى أن تبلغ في قلبي مقامًا، ما سبقك بشر إليه.

وتعتليه دون هوادة لتبقى مقيمًا أزلًا. 

ثم ترسخ في جوانحي كشموخ لا يشبهه شيء.

فكم امرأة بكامل عقلها  قد تتورط في غرام جبل. 

كم امرأة قد لا يهزمها ثقل الصمت ولا تزعزها 

فورة الكلمات الجارفة عن الغرق في حب رجل. 

يا سيدي أليس العشق على القلوب سلطانًا!

فما مبررك إذًا في كونك لا تجعل الأمر علينا سهلًا! 

يارجل يستطيع أن يفني الكون بيد ويبنيه بالأخرى . 

لا تقُل لي أن الحب في عرفك انهزامًا وقتلًا. 

لا تخبرني أن الشدائد التي لا تتهاون أمامها، لديك أهون وأيسر وأبسط من محض قول 

متى بربك سيكون لنا عن الإعراض بدلًا! 

ومتى تأتيني طوعًا أو كرهًا مستسلمًا تلقي 

لي عن أكتافك شاهقة العلو ثقلًا وحملًا. 

وكم سيطول انتظاري وكم سأقف وحدي 

وأنا لا أدرك لاعترافك أجلًا.

༺༻

لا شيء مطلقًا يشبه اللحظة التي حين تأتيك تجعلك تدرك أن  كل القادم بعدها وكل ما ينتظرك سيكون كلوحة فارغة لا توقع لك أو تخمين عما سيخط بها، كأن تلك اللحظة أتت بضباب شديد يجعل عينيك لا ترى أبعد منه، تعجزك عن إدراك ماهية مصيرك لأن لا أحد يقف أمام نقطة تحول جذرية ويملك أية ضمانات، لا شيء مسموح لك في تلك اللحظة سوى أن تكون ذا يقين بالغ فإما أن تتقدم وتغامر وإما أن تنسحب وتعود لتقف في صفوف الذين يعيشون بجوار الحائط، يتلمسون طريقهم من خلاله، يحتمون به غير مدركين أن حائطهم قابل للسقوط …أنه قابل لأن يكون مصدر الفزع لا الأمان، فبهذا العالم لا ثوابت قد نؤمن بها سوى شيء واحد …هو أن البقاء للأقوى عقلًا وروحًا وقلبًا.

أرض السيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن