الفصل الثالث والعشرون ج٢

1.4K 80 32
                                    

يا ضاري الهوى كأن عطرك مني ينتقم …ويبتر المسافات بيننا شوقًا وبأنفاسي الهاربة يلتحم، ويباغت نبضي المنفلت عشقًا بمشاعر تهيج في الحشا و كما النيران تضطرم، ويلملم أنصال الألم ليأتي بجرح جديد حشاه أبدًا أن يلتئم، يا مستوطنًا قلبي حتى الصميم دعني بالسقوط في تجويف عنقك أنهزم، دعني أخبرك أني أحببتك مثقال كوني وتكويني ومكنونات صدري التي تكويني ولبقايا صبري وثباتي تلتهم، وأنك لي أكثر مما تظن وأظن فكلي بك صبا هائمًا مزدحم.

 يامن تزداد بالبعد اقترابًا دع عنك من تراهم أحبابك فوحدي الذي يحيا بك ووحدي الذي بميله إليك يستقم، يا بضعة مني أنا معك وإن كنت ترأس صفوف العدا سأخترق سلام نفسي وأعبر إليك رغم أني أراني في عينيك بالخيانة متهم، وسأصنع من أشواقي فرص لأنتهزها كلما أخفق قلبي معك فقد بلغت فيه النصاب وبات لأجلك باللين يتسم، يا ورطة تخلق في فراغ عالمي فوضى لا تكن في الردود مختصر وتقتل على شفاهي كلمات تنتظر لمجالك أن تقتحم، تنتظر أن تطلق كل الحديث دفعة واحدة بعناق عساك من شدته ألا تنصدم، يا قدرًا أدرك أني لن أنجو منه إن الوضع ما بين جوانحي في غيابك كقتال محتدم، نبضًا بعد نبض جوارحي تمتليء بك ولدفعات جديدة من الضياع تستلم.

༺༻

هناك ذبذبات حين تخترق مدارنا يصبح القلب عاجزًا عن تجاهلها، ويصبح العقل عاجزًا عن ترجمتها وتصبح الروح ممزقة ما بين شعور وجد داخلنا بلا منطق يرشده عن طريقه الصحيح ما بين أروقة القلب، فليس من السهل مطلقًا أن تقف أمام نفسك وتنظر لها مليء عينيك وتعترف بكامل وعيك أنك سقطت في الغرام، أنك بت عاشقًا لشخص ربطتك به كل القيود الغير ملموسة في الحياة، شخص بات وجوده سببًا من أسباب السعادة التي لم تأتِك طوعًا مطلقًا، كأنك منسي أتى إلى هذا العالم فلم تلتفت إليه المشاعر التي تحوي بين طياتها ألوان تمحي رمادية التفاصيل، وكأن شمس عالمك التي غابت كثيرًا حتى امتلأت بالصقيع باتت تشرق من انفراجة شفتين بات مصيرك مرهون بهما وبإنسان لا تملك السلطة الكاملة لتجعله يظل في مدارك …يظل هناك وهو يدرك أن ما بينكما بات أقوى من أن يرفضه، من أن يراه أقل مما تمنى أو أن يشعر أن فسيح أضلعك لا يليق به، إنسان عليه تقبلك وتفهمك وإحتوائك وإدراك نقاط ضعفك التي تجعلك حين تقف أمامه متخبطًا كما لو أنك تسقط عن ارتفاع تخطى غيمات السماء، سقوط مهول عيناك وحدها من تشي به لكن جسدك رغم انتفاضة أدق خلاياه يبقى ثابتًا شامخًا مدعيًا محافظًا على آخر ذرات التعقل التي تجعلك تلجم ذراعيك كي لا تجذبه إليك أكثر وأكثر عله يستقر بين أضلعك كما تريد وتتمنى، مشاعر متضاربة ونبض منفلت وحزن شديد كل هذا كفيل بجعل سلطان الذي لا يرف له جفن وإن ضرب خاصرته مئة نصل يغرق في حمى شديدة كما لو أنه طفل يحتاج إلى أن تعتني به والدته وتبقى جواره حتى يذهب عنه بأسه.

وقفت سارة تتأمل أخاها بعيون كأنها وجدت سببًا قويًا لتذرف دموعها والتي كانت لا تظهر ولا تسقط إلا لأمر جلل، وهو هناك بهذا العالم من حولها أمر أعظم من أن ترى سندها بالحياة، الوتد الشامخ الذي تدعو الله ألا ترى فيه ما يؤلمها خائر القوى بهذا الشكل، الممرضة تبحث له عن وريد بينما الطبيب يقف ليفحصه باهتمام بالغ كأنه يعلم أن من بين يديه شخص يجب ألا يمسه مكروه أو سوء، إنهارت سارة أكثر بدون مقدمات كأنها تخرج كل الضغط الذي يملؤها منذ 

أرض السيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن