Happy birthday to Anna
Happy birthday to you
Happy birthday
Happy birthday
Happy birthday to youنيران الشموع ليست نيران عادية أنها لا تؤدي أحد و لا تأكل ما حولها و تحوله إلى رماد ، إنما تكتفي بكبت الأمر داخلها ، إنها دموع صامتة ، شيئا فشيئا ثواني و دقائق و ربما ساعات هو الحيز الزمني الذي يشغل حياتها المعدودة ، في النهاية و عندنا تنتهي من التآكل الداخلي تنطفأ و تموت داخل رمادها ، و لكن لا أحد يتذكر الابتسامات التي أحرقت شموع أعياد الميلاد نفسها لترسمها على وجوه هؤلاء .
"آنستي هيا اقطعي لنا الكعكة " كان الصوت الذي أخرجني من التحديق في تلك الشموع التي انطفات و هي تمسك كف يدي تهزه ، يبدو أنها قد نادتني عدة مرات و لكني كنت في عالم آخر تمام .
رأيت ابتسامتها التي نمت على شفتيها و شفاه هؤلاء الأطفال و هو ينتظرون تناول قالب الكعكة ، الأمر سخيف أن يحتفل المرء بتناقص عمره صحيح ، يلا الغباء !!!
رفعت السكين و أدرت القالب حتى أستطيع تقطيعه و لكن قبل أن أفعل تنهدت لأقول : " أو تعلمون علي اخباركم بالأمر و يجب أن تعرفوا الحقيقة !!! "
منهم من عقد حاجبيه مستنكرا ، و من هم من رفعها في دهشة و من هم من فقط توقف ينظر لي ينتظر ما الذي سأتفوه به ، أردت جعلهم يخافون قليلا لأقول : " منذ سنوات قليلة احتفلت فتاة صغيرة بمثل أعماركم الآن بعيد مولدها التاسع و قد نظمت حفلا ضخما و دعت كل من في مدرستها إلى حظوره ، لقد كانت ذات شعر بني و عينان بلون العشب الأخضر بمثلك تماما يا آن " ....
كان الأطفال قد بدأو حقا يشعرون ببعض الحيرة الممزوجة بالتوتر ، و آن المسكينة تمسك بأطراف فستانها و تنظر لي بعينان متوجسة ، إلا أن صوت أحد الأطفال الملقب بكريس صدح متسائلا : " ماذا حدث بعدها ؟ اكملي "
اومات بنعم لأتحرك بجانب آن و اضع يدي على اكتافها و اقترب من أذنها قليلا ثم اتحدث ببطيء محاولة بث الخوف في عظامها لاكمل :" لم يحضر الطاهي لها قالب الحلوى لقد نسي إعداده " علت الدهشة وجوه الأطفال جميعا عدى ذلك المدعو كريس و الذي يبدو غير خائف البتة بل مستمتعا إلى أبعد حد ، لأسمع همس طفلا أشقر بجانب آن يقول بهمس بلغ مسامعي :"و لكن قالب الحلوى هو أهم شيء لا يوجد عيد ميلاد دونه "!
حركت رأسي مواسية له و انا أضع تعابير حزينة على وجهي ، أعدت نظري إلى آن و التي كانت تتمالك نفسها بصعوبة لاكمل :" أجل و لذلك غضبت الفتاة جدا و بدأ كل الحضور بالسخرية منها و لم تستطع الذهاب إلى المدرسة منذ ذلك الحين ، لم يراها أحد بعد ذلك ابدا ، و لكن مع مرور الزمن أصبحت روحها تعود غاضبة في كل ذكرى احتفال في هذا المطعم ، تنتظر بصبر حتى يقبلوا على قطع الكعكة ثم تظهر لهم فجاءة و تأكلها كلها وحدها ، بل و تطارد جميع الأطفال و ترميهم بقطع من الكعك و تغرقهم بالعصير "
YOU ARE READING
Pandora Backing of The darkness
Fantasyالمصدر الأول لكل هذا العبث الداخلي والوجع الأكبر والسواد المخيّم على روحي هو "الفقد". أنت لا تعرف معنى أن تتوق لعناق جسدٍ غير موجود، أنت لا تعرف معنى أن تذعر لأن ذاكرتك بدأت بخيانتك ونسيان صوتٍ دُفن. فلتجتمع مشاعر الوجع كلها من خيبة وعجز وخيانة وألم...