مجدداً ، هل تلاحقني ؟

175 13 42
                                    

ليس تعبًا فحسب.. ثمة شيء محطم في الداخل. كل شيء محطم في الداخل، وفي الخارج أيضًا، لكن ما في الخارج أشياء يمكن ترميمها، أما الروح من يرمم كل هذه التصدعات فيها ؟

وكل شيءٍ بات مرهِقًا للغاية، الصمت لا يطاق، والكلام أشد ثقلًا، ثمة تعب لا تسعه الكلمات، ثمة تنهيدة تحت كل كلمة، ثمة حزن في كل عين، ثمة ألم في كل قلب، والابتسامات المزيفة لم تعد كافية لإخفاء ذلك.

وبالرغم من هذا، لم يلاحظ أحد هذا التعب، ولستُ أدري هل أفرح لهذا أم أحزن؟ هل يجب أن يكون المرء سعيدًا عندما لا يلاحظ أحد انهزامه؟ ماذا لو أُعجب الآخرون بقوته وحاولوا اختبارها في حين أنه لا يقوى على شيء؟
لست أدري لماذا أشعر دائمًا بضرورة إخفاء هزائمي، ربما أخاف أن أتلقى هزيمة أخرى، ربما أخاف أن يعتبرها أحدهم ضعفًا، ربما لأن لا أحد يفهم هزائم أحد. ربما قد يحتفل معك أحدهم عند انتصارك، لكنك حين تُهزم ستبكي وحدك.

لكنني الآن لستُ منهزمًة ، ولا أمر بلحظة ضعف، ربما أن ما يُتعبني حقًا هو رغبتي في أن أكون سعيدًة ، تلك الرغبة التي لا تكاد تتحقق حتى تتلاشى، تتعبني بشكلٍ ما، يتعبني أنها تزرع فيّ القليل من الأمل، ثم تنزعه فجأةً من أعماق روحي.

قد لا يكون هذا تعبًا، أعني التعب أيضًا شعور، وأنا لم أعد أشعر بشيء، لست حزينًة كما أنني لست سعيدًة، لم أشعر بالدهشة منذ وقتٍ طويل، وخيبة الأمل كذلك لم أعد أشعر بها، كل شيءٍ بات مملًا وباهتًا وعاديًا للغاية.
قد يكون هذا مجرد تعب، وكل ما يجب علينا فعله هو البكاء. لكن كيف نبكي نحن الذين جفت دموعنا ؟

أنا لا أُجيد البكاء ، إنني أحمل حزني معي طوال الوقت، كل شيءٍ يتعبني يبقى هنا في صدري، ثمة الكثير من الآلام المتعفنة هنا، وإنني بكل قوتي عاجزٌ عن إخراجها، ولو بدمعة، ولو بكلمة.
أنا لا أستسلم ، لكن هذا ليس تعبًا فحسب.

انتهى الأمر بي نائمة هنا!

حديقة فانزريل التعيسة ، المملوءة بالسعادة الكاذبة جدا حتى تكون حقيقة ، كنت قد استلقيت بالفعل على الكرسي الخشبي أسند راسي على هذ اللوح الخشبي المؤلم حقا و اضع سماعات الرأس استمع لبعض الصخب لعله يهدأ دماغي قليلا .... عندما اكون غاضبة استمع لشيء صارخ كما لو اني احاول اسكات غضب دماغي بصوت اكثر ضجيج منه حتى يتشتت و ويتوقف ...

أحد عيوب كونك ذكي أن دماغك لا يعرف الصمت ، و جينات هذه العائلة تزيد الأمر سوء ..

السماء صافية بعض الشيء هذا اليوم ! حتى الجو يتصرف عكس رغبتي ..

فجاءة و بدون سابق إنذار و بينما قد قررت إغماض عيناي لإنام قليلا حتى أجد طريقة للاتصال بسيبستيان شعرت بأحدهم قد كان حائلا عن أشعة الشمس التي تعطيني بعض الدفء ..

تأففت بضجر لأتنهد قائلة : " اي كنت لا رغبة لدي في خوض شجار فأنا الآن بالفعل قنبلة موقوتة ، الأفضل لك ان تبتعد أن أردت الحفاظ على حياتك "

Pandora Backing of The darkness حيث تعيش القصص. اكتشف الآن