الفصل التاسع

2.5K 216 20
                                    

هي فين أسيل؟ مش باينة يعني، ولا حتى نوح!
هكذا سألت ليلى نوح.
نظر حوله وقال:
ـ صحيح هي فين! مشوفتهاش من بدري.

ولكن عند أسيل؛ فكانت أنتهت من كوب العصير للتو، وهي مازلت تقف عند تلك العصارة وفي يدها كوب العصير الفارغ، وفي يدها الأخرى هاتفها تعبث بهِ.
تذكرت إنها لم تخبر أحد إنها خرجت من الشركة، قررت إنا تتصل بِ ليلى وتخبرها بإنها آتيه.
وقبل أن تضع الهاتف على أذنها كان يأتي شخص يركب دراجة نارية بسرعة فائقة، وشدَّ الهاتف من يدها بعنف ثم فرّ سريعًا بتلك الدراجة! أما هي فنظرت لأثره وبدأت في الصراخ والسّب فيه قائلة بصراخ:
ـ يا عم التليفون! يا بني أقف مش هعرف أجري وراك! طب سبني أكلم البت عشان الشغل طيب! ربنا يخدك تليفوني!
ولم تلبث أن تنتهي من صراخها هذا وجاء ولد صغير كان يركض وخلفه ولد أخر يركض خلفه، ودون مقدمات كانوا الأثنين يصتدمون بأسيل دون قصد !
ومع ذلك الأصتدام وقع من يدها الكوب الزجاجي وتهشّم لأشلاء!
نظرت لأثره ثم للأطفال الذين همّوا بالركض بعيدًا عنها ثم هتفت وهي على وشك البكاء.
ـ ما هي كملّت بقى!
جاء صاحب العصارة فورًا، كان ينظر لها والشر يتطاير من عينه!
نظرت له وهي تبتسم كالبلهاء ثم هتفت.
ـ هما اللي وقعوها والله مش أنا.
ختمت كلماتها وهي تشير للطريق الذي ركضوا فيه الأطفال!
جزّ على أسنانه بغضب ثم قال:
ـ مش أنا قولتلك خديه تيك واي؟ مسمعتيش كلامي ليه؟
ـ كنت عايزة أشرب في كوباية!
هتفت بها وهي على وشك البكاء حقًا، نظرت له بملامح عابثة ثم صاحت:
ـ وبعدين أنا تليفوني لسه مسروق من عندك أعمل إيه أنا دلوقت قولي؟
ـ وأنا إيش عرفني! إيدك سايبه حتى في تليفونك! أمشي يا بنتي، أمشي وعوضي على الله في الكوباية.
وبالفعل مشّت من أمامه، كانت تحبس دموعها بصعوبة، كل ما حدث لها ضغط على أعصابها بشكل مبالغ فيه! ماذا تفعل في أمر هاتفها؟ وهي لم تمتلك جنية واحد! والمرتب يكفي مصاريفها فقط! كانت عائدة للشركة من جديد، وصلت في أقل من عشر دقائق  للشركة، ترجلت لها بملامح باهتة، وقبل أن تذهب لمكتبها أستقبلها حبيب بملامحه الغاضبة التي يحاول أن يداريها، وقف أمامها وسأل ببرود.
ـ كنتِ فين؟
ـ كنت بشرب عصير قصب.
هكذا أجاب ببساطة! نظر لها بشر ثم صاح بعصبية:
ـ والله؟ وده وقته؟
وهكذا كان أعطى لها التصريح في البكاء؛ فبسبب صياحه عليها كانت تبكي وتتنحب وهو ويقف أمامها لا يفهم شيء، هل كل ذلك بسبب صراخه فيها؟ لا؛ فهو دائمًا يفعل فيها هكذا!
تقدم منها سريعًا وربت على كتفيها وهو ينظر للموظفين الذين بدأوا في التركيز معهم ثم سألها بصوت منخفض.
ـ حصل إيه؟
رفعت وجهها الغارق في الدموع، وبشفتان يرتجفان قالت:
ـ تليفوني أتسرق يا حبيب.
ختمت كلماتها ثم عَلى صوت بكاءها أكثر.
نظر لها لثوانٍ ثم هتف قائلًا لها.
ـ طب خلاص كل ده عشان تليفون، أهدي خلاص هجبلك غيره متعيطيش.
ـ لا وعشان أنت لسه هتخصملي!
هكذا قالت وهي مازلت تبكي!
نظر لها وهو غير مدرك هل هي تبكي لأي سبب بالضبط!
دفعها برفق وهو يقول لها:
ـ بطلي أواء بقى مش هخصم، روحي على شغلك بدل ما أخصم بجد يا أسيل يلا.
مسحت دموعها سريعًا وهي تنظر له وهو يتركها ويمشي بعيدًا عنها.
بدلت نظراتها بين الموظفين الذين كانوا يشاهدون ما يحدث، رفعت رأسها للأعلى وكأن لم يحدث شيء وترجلت لمكتبها؛ وبالتأكيد اسقبالها نوح وليلى باسألتهم وبدأت هي في الصياح وندّب حظها معهم!
                        *******************
دعنا ننتقل لزمانٍ أخر.
حيث كانت تجلس ليان تبكي كعادتها في الأونه الأخيرة.
وأثناء نحيبها وبُكاها الذي يوجع القلب دخل عليها والدها، دفع الباب بعنف وهو يصيح عليها بغضب:
ـ البيه برضه مظهرش! هو يعني مصمم يطلعني عيل قدام الناس؟ عايز يهدّ كل اللي بنيته عشان يرتاح!
نهضت من مكانها وهي تمسح دموعها بعنف، وقفت أمامه وبصوت مهزوز كانت تهتف وتقول له:
ـ أنت ليه مش عايز تصدق أنه أتنقل لعالم تاني! هو فعلًا اللي بيحصله وبيحصلك غصب عنه مش بمزاجه زي ما أنت فاكر!
كلماتها ثارت غضبه أكثر، أقترب هو منها أكثر ومسك مُعصمها بعنف وأردف بصراخ صاخب :
ـ يعني هو ده كلام يتعقل! أسمعي بقى المفيد يا ليان؛ كتب كتابك على أبن رأفت خيري كمان تلات تيام، وده عشان أثبتله أن البيه مهربش، وفرحك وفرح أبنه هيتعمل في المعاد اللي كنا محددينوا للبيه، أنتِ سامعه؟
نهى كلماته وهو يدفعها بعنف على الفراش، بينما هي فجنّ جنونها، لم تهتم لدفعه لها؛ بل نهضت بعصبية وصاحت فيه غاضبة:
ـ أنت بتقول أيه؟؟ أتجوز مين! أنت... أنت عايز تبعني عشان مشاريعك! أنت أتجننت ولا أيه؟؟؟
-أتجننت! أخرسي يا حيوانة.
ختم كلماته بصفعة قوية تضوي على خديّها، وضعت يدها المرتجفة مكان الصفعة وهي مازلت تنظر له غير مستوعبه تظروفه هذا!
بينما هو فلم يهتم لها ولا لرجفة جسدها من الأساس؛ بل كانت يده تقترب نحو شعرها؛ ولكن يد ليان أوقفته وهي تصرخ في وجهه قائلة:
ـ أنت بجد أتجننت.
بعدت عنه لخطوات حتى ألتصق ظهرها في الباب ثم واصلت:
ـ أنت... أنت مش همك أن أبنك مختفي! أنت... أنت أيه بجد؟؟ أنت أزاي أب؟؟ أنت.. أنت أب على ورق مش أكتر، طول عمرك متعرفش عننا حاجة، كل اللي بتعمله أنك بتدينا أوامر وبس، وأنهاردة جاي  تديني أمر أني هتجوز زي.. زي البهيمة! وكل ده عشان اللي أنت بنيته ميتهدّش، يعني حيات بنتك تدمر عادي، لكن مشاريعك وفلوسك محدش يمسّها! أنت بجد مستوعب!
كان يستمع لحدثها وهو يضع يده في جيب سرواله غير مكترث لها من الأساس! عندما أنتهت من صياحها هذا كان هو يقترب منها بهدوء ثم مسكها من خصلات شعرها بعنف، أشتد عليها ثم صاح:
ـ هو أنا بعمل كل ده لمين؟ بعمله لامي الميته؟ ولا ليكِ وللبيه اللي طفشان، عمرك ما هتفهمي عشان غبية.
دفعها بعنف مرة ثانية حتى أصتدمت بخزانة ملابسها، لك يكترث لها ولكنه واصل:
ـ اللي عندي قولته يا ليان، ولسانك لو طول تاني هقطعهولك، أنتِ فاهمة؟؟
أنتهى من صراخه ثم تركها وغادر الغرفة بل المنزل بأكمله وهو على وشك الأنفجار بسبب كلماتها.
بينما هي فترجلت نحو فراشها، تكورت عليه وبدأت في واصلة جديدة من البُكاء والنحيب، كانت تبكي وتُنادي على اخيها؛ لعله يسمعها ويأتي وينقذها من كل ذلك الهراء الذي سيحدث لها! فهي لحد الآن لم تستوعب ما قاله له والدها من الأساس!
                        *******************
ولكن في حقبة زمنية مختلفة، كانت رهف تجلس على فراشها وتبكي هي الأخرى، ولكن لم يكن بسبب والدها؛ فوالدها توفى منذ زمن، ولكنها تبكي بسبب ذلك المأزق الذي وضعت حالها بهِ دون أن تشعر.
مسكت الهاتف بيد ترتجف للمرة المئة؛ ولكن هذه المرة حزمت قرارها وأرسلت له رسالة كانت محتواها.
-يا خالد، من فضلك أمسح الصور، أنت.. أنت ليه بتعمل كده؟ أنا معملتش ليك أي حاجة وحشة!
دقائق مرت وهي تنتظر رده، كان قلبها يضغ الدم بطريقة غير طبيعية، وأخيرًا جاء لها أشارة بإنه يكتب، وجاءها الرد بالفعل، وكانت رسالة محتواها.
-أنا قولتلك اللي عندي يا عسل، يأما تكلميني فديو كول، يأما الصورة اللي وصلتلك هتتشير في أقل من 24ساعة على كل المواقع، خدي وقتك وفكري، بس ياريت متتأخريش، تمام؟
قرأت كلماته ودموعها تنهمر بقهر؛ فبسبب غباءها كل ذلك يحدث لها، وكل ما يحدث لها بسبب ذلك الأحمق الذي أعطت له ثقتها؛ وقامت بكل سهولة أرسال صورها له؛ الآن يبتزها بتلك الصور بعدما قام بتركبها على صور لجسم فتيات عاريات! وكل ذلك حدث في يومين فقط! من يصدق أن ذلك الأشياء التي كانت تسخر منها دائمًا، الآن تحدث معها بالفعل!
كان طلبه في غاية البساطة بالنسبة له، وهو أن تحدثه في مكالمة صوت وصورة؛ وإلا سينشر تلك الصور في كل مكان، وبالأخص في المجموعات التي تتخصص في مثل هذا الأشياء بالتحديد، وإنه سيترك مع صورتها رقم هاتفها ورابط صفحتها الشخصية!
توقف عقلها عن التفكير، لا تعلم ماذا تفعل، كل ما جاء في بالها هو الفضيحة فقط، سيرتها التي ستأتي بكل سوء على ألسنة الجميع، وأمها التي بالطبع سيحدث لها شيء عندما يصلها الخبر، وأهم كلمة كانت تتردد في أذنها دون رحمة؛ هي أن بعدما توفى الأب أنحرفت الفتيات!
رأسها على وشك الأنفجار؛ فهي على هذا الحال منذ البارحة، ولكن وقفت كل ذلك الضجيج عندما حزمت أمرها وقررت إنها ستستنجد بأمها، بالتأكيد ستساعدها  وتمد لها يد العون؛ فهي لم تفعل شيء خطأ، كل ما فعلته إنها حبته ووثقت به!
مسحت دموعها وترجلت للباب، كانت أمها تجلس على الأريكة وتتحدث في الهاتف.
جلست بجوارها ورغبًا عنها بدأت في سماع حدثها المُنفعل.
- يلهوي! دي سعاد معرفنش تربي، بقى البت مكنتش بتروح الدروس! أكيد كانت بتقابل شباب، أصل أنا عارفه بنات اليومين دول، مش متربين وبيدورا على حلّ شعرهم.
أذدردت لعابها بتوتر، نظرت لها بطرف عينيها وسمعتها وهي تواصل.
-يعني شايفة رهف بنتي، اللهم ما بارك أنسة متخرجة وبتشتغل أهو بس عمرها ما كلمت شاب حتى! ولا زمايل ولا غيره، بناتنا متربين ويعرفوا الصح من الغلط، يختي يجوا ويتعلموا من بناتنا.
طب يا حبيبتي سلام دلوقت.
ـ لا لا روحي لعيالك.
بعدما سمعت المكالمة كادت أن تنهض؛ ولكن أوقفتها كلمات أمها وهي تقول لها:
ـ شوفتي اللي حصل يا رهف؟
كانت تفرك في يدها بتوتر، نظرت لها بعيون خائفة وسألت:
ـ حصل أيه؟
-بنت طنطك سعاد أمها عرفت أن بقالها شهر مش بتروح الدروس، ومحدش يعرف كانت بتنزل تروح فين، البلد بقت تخوف يا رهف والله، ده أنا لسه سامعة من يومين أن بت طفشت من أهلها وهربت مع عاشقها! أنتِ متخيلة الدنيا وصلت بينا لفين؟
زينت ثغرها ببتسامة بسيطة وهي تقول لها:
ـ ربنا يرحمنا يا أمي.
ابتسمت لها وربتت والدتها على ساقيها وهي تقول بحنو:
ـ  ربنا يحفظكوا ليا يا بنات، محدش متربي زيكم، أنا.. أنا بقيت بتباهى بيكم قصاد الكل؛ حتى مقصوفة الرقبة اللي أسمها ليلى، بالرغم من إن لسانها مترين لكنها زي السيف بالظبط، ربنا يحميكم يا حبايبي.
شعرت بالغصة التي تملكت من قلبها؛ فأمها تفتخر بهم أمام الجميع وهي بكل بساطة ألقت بكل هذا بعرض الحائط! وكل ذلك بسبب غباءها ليس إلا!
أومأت لها موافقة لكلامها ثم إستأذنت منها وترجلت لغرفتها من جديد، تكورت في فراشها وبدأت في واصلة بكاء جديدة هي الأخرى؛ تُسّب فيها نفسها والرجال والعالم.
                        *******************
كانت أسيل أنتهت من عملها، فبعدما أنتهت من عمالها جاء لها حبيب ومعه هاتف جديد وقدمه لها، شكرته كثيرًا وأخذته منه؛ فهي في أمس الحاجة له في هذا الوقت؛ وحقًا هي أصبحت ممتنة لحبيب بكل شيء يفعله من أجلها.
وفي طريقها للعوة لمنزلها كانت تستخرج بدل فائد لشريحتها القديمة، وبالفعل  أخذت شريحة بنفس الرقم، والأن هي تجلس على الأريكة في منزلها، ونوح يقف على رأسها.
كان مازال يُلح عليها لكي توافق على مساعدته، لا يعلم إنها تبحث لطريقة لكي تساعده بالفعل لكن كل الطُرق باتت بالفشل!
كان الباب مفتوح على مذراعيه كالعادة، ونوح يجلس أمامها على الكرسي وهو يقول لها:
-يا أسيل بقى دي مش معامله على فكرة، ما تساعديني بقى وكفاية ذُل!
ضربت بكفيها على ساقيها بنفاذ صبر ثم أردفت:
ـ يابني هو بمزاجي؟؟؟ بقولك مش لاقيه حل، مش لاقية زفت!!
أشاح بوجهه بعيدًا ثم هتفت بتذمر:
ـ يعني عايزة تفهميني أن مفيش أي طريقة نوصل بيها للأسطوانة دي؟؟ هو ده معقول.
نهضت من مكانها بعصبية ثم صاحت فيه:
ـ أنت ليه محسسني أنك بتتكلم على لعبة بلاستيك، أنت مجنون ياض!
-طب حاولي تساعديني طيب.
هكذا قال لها برجاء، بينما هي فقلبت عينيها بملل وقالت وهي تجلس من جديد:
ـ يا نوح أفهم، أنا عرفت أن....
وبدأت في قصّ كل شيء وصلت له؛ حتى أنها تملك اليأس منها! كان يستمع لها وملامح وجهه تبهت رويدًا رويدًا، ونستطيع أن نقول إن تملك اليأس مِنه هو الأخر.
شعر أن ساعة اليد تهتز في جيب سرواله، نظر لها ثم للساعة وخرجها من جيب سرواله، كان يستقبل أتصال من شقيقته ليان، فتح المكالمة في الحال وهتف بشوق ولهفة.
-ليان... ليان أنتِ كويسة؟
وهكذا أعطى لها التصريح للبكاء للمرة التي لا تعلم عددها، أنفجرت باكية أمامه، بينما هو فنظر لأسيل ثم صاح عليها بخوف:
- مالك يا ليان؟؟ حصل أيه؟ حصل أيه يا ليان؟
شهقت وبدأت أن تتنحب، ومن بين نحيبها أردفت:
ـ أبوك عايز يجوزني مازن اخو چيچي يا نوح، عايز يجوزنا عشان يثبت لأبوها إن أختفاءك غصب عنه، و.... و عشان الفرح ميتفركش! ألحقني يا نوح ألحقني أنا مش عايزة أتجوز حد!
غَلِت الدماء في عروقه، نهض بعصبية وصرخ فيها بغضب:
ـ أنتِ بتقولي أيه؟؟؟ مازن مين اللي تتجوزيه، ده... ده عيل صايع و... وأصغر مِنك! هو أبوكِ أتجنن خلاص!
ذاد بُكائها، وضعت يدها عل وجهها بعدما ثبتت الساعة أمامها وهتفت بقهرٍ وهي تُزيد في البكاء:
ـ ده... ده لما أعترض ضربني يا نوح، ضربني وسابني ونزل زي الكلاب بالظبط! أنا محتاجك يا نوح، أرجع بقى.
كان يمسك الساعة بيد واليد الاخرى يشتد بها على شعره بغضب،  شعوره بالعجز يسيطر عليه، لا يعلم ماذا يفعل! فصرخ فيها من جديد قائلًا:
ـ أهربي يا ليان، أهربي بقولك.
ليان! ليان روحتي فين؟؟؟
أنقطعت المكالمة! أنقطعت المكالمة وهو على وشك الأنفجار، نظر لأسيل وصرخ فيها بصخب وهو يرمي الساعة على الأريكة.
ًـ أنا لازم ارجع يا أسيل أنتِ فاهمه؟ انا لازم أرجع..
نظرت له بخوف من حالته هذا، وبحروف مرتجفة قالت:
ـ بس.. بس مفيش حل يا نوح! أنا مش لاقيه حل!
-يعني أيه مفيش حل؟؟؟؟ أنا لازم أرجع أنتِ فاهمة أنا بقول إيه؟
ختم صراخه وهو يمسك ذلك الطبق الزجاجي ويهشّمه في الأرض بعنف.
بينما أسيل فنظرت له بخوف وهي تضع يدها على أذنها ونغمض عينيها بعنف.
بينما هو فظل ينظر لأشلاء الطبق الذي أنتشر على الأرض وهو مكوب رأسه بين يده.
لا يعلم ماذا يفعل! هل يخترق الكون ويذهب لشقيقته؟ أم ماذا يفعل بالضبط؟؟؟
فتحت أسيل عينيها، أقتربت من وهي تنظر لحالته بشفقة وهو عاجزة أمام شقيقته، أقتربت منه وربتت على كِتفه وقالت:
ـ أهدى وأنا هحاول أتصرف.
دفع يدها بعنف، نظر لها والشرار يتطاير من عينه وقال:
ـ أنتِ لازم تشوفيلي حل، لازم تتصرفي أنتِ سامعة؟؟؟
ثم تركها وصعد لغرفته في الحال!
بينما هي فظلت تنظر للاشيء أمامها وهي لا تعلم كيف تساعده! فهي تقدر عصبيته وحالته الأن، ورغبًا عنها أخذتها ذاكرتها لتلك الذكرى البعيدة، التي تحاول جاهدة أن تمحيها من ذاكرتها بأي شكل.

رحلة عبر الزمنWhere stories live. Discover now