الفصل السابع عشر

1.8K 176 3
                                    

ـ قولي اسمك أيه؟
ـ عبعزيز.
ـ مش كنت بتقول نوح؟
هكذا سأل ذلك الطبيب الذي يقوم بالكشف العقلي على نوح.
بينما نوح؛ فكان قرر أن ذلك المكان لابد أن يخرج منه بأي طريقة! وهذا أخر أمل له.
كان يعبث في أصابعه على الطاولة بعشوائية، سمع سؤال الطبيب الثاني، رفع وجهه له وبملل أجاب عليه قائلًا:
ـ يوم الخميس والسبت بيكون أسمي نوح، ولكن باقي الأسبوع عبعزيز.
ـ وأنت منين بقى؟
ـ المستقبل يا دكتور، ما توديني بقى!
هكذا هتف وهو على وشك البكاء! فحقًا كان يتحدث بجديّة! بينما الأخر ضيق عينه بعدم فهم ثم سأل:
ـ مستقبل إيه؟
ـ المستقبل المشرق، متعرفهوش؟
لم يفهم منه شيء، عقد جبينه بتعجب وهتف قائلًا:
ـ لأ، تعرف توصفه؟
ـ طبعًا ده مستقبل كبير، في ناس كتير.
كان سيواصل ويبدأ شرح المستقبل كيف يكون بحق؛ لكنه تذكر خطته؛ لذلك غيّر مسار الحديث، تذكر تلك المقوله القديمة التي كان يسمعها في ذلك الكرتون المفضل لديه، وهتف:
ـ تعرف كوكب البيتزا؟ أنا عايش جمبه.
ـ مش قولت المستقبل!
ـ ما هو المستقبل جمب كوكب البيتزا.
أقترب بجسده عليه بحذر، نظر يمين ويسار ثم واصل بجانب أذنه هامسًا:
ـ أحنا أصلًا جيران، والسهم المنطلق ده حبيبي أوي!
ـ بجد؟
ـ أيوا، أوعى تقول لحد بقى!
ـ طب كنت بتسرق المخزن ليه؟
اقترب من أذنه من جديد وهتف قائلًا:
ـ عشان نعمل آلة زمن، ونرجع لكوكب البيتزا في المستقبل! مش أنا قولتلك؟
ثم بدأ في العبث بأصابعه من جديد على الطاولة.
بينما الطبيب فكان أخذ قراره بنسبة لحالة نوح، نهض من مكانه وترجل للخارج بعدما غلق الباب خلفه، قابله الضابط الذي يحقق في قضية نوح، سأله فور خروجه متسائلًا:
ـ قولي حصل إيه؟
نظر في تلك الورقة التي كان يكتب فيها ملاحظاته وهتف قائلًا:
ـ واضح أن عنده مشكلة عقلية فعلًا، مش بيسعبط عليكم لأن كلامه مش بيتغير هو مصمم أن اسمه نوح وأنه من المستقبل وأنه عايز حد يرجعه، وأنه كان عايز يصنع آلة زمن!
ًـ وأنت شايف إيه دلوقت؟
ـ يتحوّل لمستشفى العباسية للأمراض العقلية.
وهكذا نجحت خطتهم!
                        *******************
ـ مصطفى!
هكذا هتفت أسيل دون تصديق! مصطفى هو السبب في كل ذلك!
أقتربت من عمر بعيون تطلق شرار وسألته:
ـ هو أنت قولتله إيه بالظبط؟
رفع كتفيه بعدم أهتمام وأجابها:
ًـ اللي كنتِ قولتيه ليا، أن الكارنيها دي تلزمك أنتِ وقريبك، وحتى قالي وقتها أنا مالي وعمل فيها من بنها بعد ما عرف كل حاجة.
أقترب سفيان منهم، كان في يده هاتف صغير، وجه حديثه لعمر وقال له بحذم:
ـ طب دلوقت زي الشاطر كده هتكلم مصطفى وتقوله يجيلك على العنوان اللي هقولك عليه، وتقوله عايزك ضروري في أقل من ربع ساعة، أمين؟
وبالفعل أتصل سفيان بمصطفى، لم يعطي فرصة لعمر لكي يرفض، والأخر كان لا يملك حق الأختيار، أجرى المكالمة وأعطاها له وهو يحذره من أي حركة غدر، وبالفعل خاف الأخر ونفذ ما طُلب منه.
مر نصف ساعة وكان باب المنزل يطرق عليه مصطفى.
أسقبله سفيان بذلك البخاخ الصغير،  وبمساعدة أسيل وليلى قيده هو الأخر على كرسي ثم بدأ في أفاقته.
وبالفعل فاق وهو يشعر أن رأسه تدور بهِ، وقبل أن يستوعب ماذا حدث وأين هو من الأساس كانت أسيل تنهال عليه باللكمات والضرب المتفارق وهي تصرخ في وجهه قائلةً:
ـ أنت عايز مني إيه؟؟ مش كفاية دمرتني! كمان رايح تودي الشخص اللي حبيته في ستين داهية! أنت إيه يا أخي أنت إيه؟ عملتلك إيه عشان تعمل فيا كل ده؟!
كان يشيح بوجهه يمينًا ويسارًا محاولًا تفادى لكماتها، كان يثور على الكرسي ويريد أن يتحرر وهو يصرخ فيها ويسبها.
أبتعدت عنه خطوة للخلف وهي تأخذ أنفاسها بعنف، ولكنها واصلت صراخ عليه قائلة:
ـ قولي عملتلك إيه عشان تدمرني بالشكل ده؟ أذيتك في إيه أنطق؟
ـ عشان سبتيني عشانه يا أسيل، عشان سبتيني عشان واحد ميسواش تلاتة تعريفة، ركبتيلي قرو..ن وأنتِ خطبتي وعلى اسمي! كل ده وبتسألي عملتي إيه؟ أنتِ بت بجحة، وأهلك كلهم ماتوا منغير ما يربوكِ.
عند هذا الحد وأنفجر سفيان فيه، أنهاب عليه بالضرب والسبّات دون رحمة، كان مصطفى يستغيث ويصرخ مثل النساء، وجهه أصبح لا يوجد فيه معالِم على الأطلاق! أصبح ينزف من كل مكانٍ فيه، بعدت ليلى سفيان عنه بصعوبة بالغة وهي تترجاه أن يتركه.
بينما أسيل فكانت تجلس في ركن بعيد تبكي! كلماته جراحتها! فتحت كل جروحها القديمة! وبغضب أقترب منها سفيان وصرخ فيها أن تتماسك.
وبالفعل، مسحت دموعها وتقدمت لعِنده من جديد، مسكت شعره بعنف وجعلته ينظر لها رغبًا عنها، ابتسمت بسخرية ثم هتفت قائلةً:
ـ ناوي تقول عملت إيه؟ ولا نكمل؟ أصل أنا بصراحة لسه مكتفتش وعايزة أخد حقي، يمكن الكلام اللي عايزة أعرفه منك هو اللي هيبعدني عنك ويخليني أحلّ عنك. 
كان يتألم بشدة، وجهه ينزف وكل جسده بدأ أن يألمه.
دفع رأسه من يدها ثم قال لها:
ـ أنا معلمتش حاجة، كل اللي عملته أني أتصلت بإسلام عشان هو شغال تبع الجيش، وقولتله أن في عيال هيروحوا يسرقوا حاجة من المخزن اللي في.... وأنهم متنكرين في عمال نظافة، وهو قفل معايا وقالي أن دي مصيبة ولازم يلحقها، فعرفت إنكم هتروحوا وراه الشمس.
ختم كلماته بضحكات عالية، ضحكاته ثارت غضبها، ضربته لكمة قوية وهي تسبّه، بينما هو بتآوه بعنف بسبب لكمتها.
أبعدها سفيان وأقترب منه ثم قال له بتحذير:
ـ أسمع بقى، حضرتك دلوقت هتتصل بإسلام ده، وتسأله حصل إيه مع العيال اللي أنت بلغت عنها، وتعرفلنا كل التفاصيل اللي ممكن تتعرف، أتفقنا؟
لم يرد، ولكن على أي حال سفيان لم ينتظر رده، خرّج هاتف مصطفى من جيب سرواله وأجرى مكالمة لإسلام، لم يرد من المرة الأول، ولا في المرة الثانية، ولكنه جاء رده في المرة الثالثة.
كان سفيان يقف فوق رأسه يحذره، والأخر تذكر ألم جسده لذلك خضع لهم، وبعد الترحاب والسلاّم سأله مصطفى:
ـ قولي يسطا، قبضوا على العيال اللي قولتلم عليها؟
ـ أسكت يا مصطفى، أول لما بلغت صاحبي اللي شغال هناك وقولتله لقيته بيقولي ده في ناس لسه داخلة فعلًا، وقفل معايا وراح يكشف على الكارنيهات وطلعت فعلًا مضروبة.
ـ وعملوا إيه معاهم؟
ـ بنت فيهم هربت، والتاني أتمسك وتقدر تقول إنه طار مع اللي بيطيروا.
ختم كلماته بضحكات عالية، بينما أسيل فوقع قلبها مع كلماته، أخذت منه الهاتف سريعًا وكتمت الصوت وقالت له أن يسأله على مكانه بالتحديد.
وبالفعل عادت المكالمة وسأله، جاءه رد إسلام بعد صمت دام لثوانٍ قائلًا:
ـ يا بني أصلًا الواد طلع مجنون، أتحجز في معتقل شوية حلوين، لكن لما سألت عليه الصبح، يعني كنت بسال على أخباره وكده، عرفت إنه أتحوّل على العباسية، طلع عنده سلك ضارب!
وتعالت ضحكاته هو ومصطفى، بينما أسيل فلطمت على خديّها بصدمة.
أشار سفيان لمصطفى أني ينهي المكالمة في الحال.
ولكن قبل أن ينهي المكالمة جاءه سؤال إسلام:
ـ وأنت بتسأل ليه يسطا؟
نظر له سفيان بتحذير، نظر للهاتف وقال:
ـ ولا حاجة، الموضوع جيه على بالي الصبح قولت لما أتصل اسألك.
وبعدها غُلقت المكالمة بعد السلامات.
تقدم سفيان من ليلى وأسيل وسألهم:
ـ عرفنا هو فين، إيه الخطوة اللي بعد كده؟
توترت أسيل للغاية، مسكت يد ليلى وبدأت دموعها تتسرب على خديّها، وهي تقول:
ـ أنا السبب يا ليلى، هنعمل إيه؟
نظرت لها ليلى بتركيز وقالت لها وهي تربت على كف يدها:
ـ هنفكر هنعمل أيه بس مش دلوقت، لازم نخلص من المصايب دي الأول.
آيد سفيان حديث ليلى، أقترب من عمر ومصطفى في الحال وهو يقول لهم:
ـ أنا هفككم دلوقت، أي حركة غدر أنتوا اللي هتخسروا.
وبالفعل حرر عمر أولًا ثم ترجل نحو الباب في حذر وفتح له الباب، كانت ليلى تقف أمامه بعصا كبيرة، وأسيل تمسك في يدها سـ ـكينٍ صغير.
ودون مقاومة خرج من المنزل ومن العقار بأكمله.
ثم تقدم من مصطفى وحرره هو الأخر، وقبل أن يبتعد سفيان عنه كان مصطفى يلكمه بكُل غِلّ، تهجّم عليه يريد أن يرُد له الضربات الذي نالها منهم.
جاءت أول لكمة في وجهه بالتحديد، ولكن صدّ اللكمة الثانية، وبحركة سريعة كان يقيد كف يداه حلف ظهره.
جاءت أسيل سريعًا ووقفت بجوار سفيان وهي ترفع في وجهه السـ ـكين، مهدده أياه أن أي حركة أخرى ستكون نتيجتها جرح في وجهه.
دفعه سفيان بعنف خارج المنزل، ومع خروجه من المنزل ضربته ليلى بالعصا في رجليه بعنف ثم غلقت الباب سريعًا خلفه.
بينما مصطفى فتآوه بألم وهو يُسّبّهم جميعًا، وضرب بيده على الباب بغضب.
لم يهتموا له، فقط أرتموا ثلاثتهم على الأريكة بتعب، دقائق حتى بدأوا في التفكير بصوت مسموع.
وبتوتر سألتهم أسيل:
ـ حد عنده حل؟
كانوا جميعهم صامتين، وكانت أسيل تنظر لكل واحد فيهم بتركيز، وقبل أن تفقد الأمل هتف سفيان قائلًا:
ـ مش هو أتنقل للعباسية؟
ردت عليه أسيل بالتأكيد قائلةً:
ـ أيوا.
ـ يبقى أحنا هنعمل نفسنا دكاترة ونهربوه.
ـ يا عسل!
                        *******************
في زمانٍ مختلف، كان يامن وزين وليان مازالوا يجلسون سويًا، حل عليهم الليل وهم على نفس الوضع، كانوا يفكرون بصوت مسموع على الخطوة القادمة، إذا نوح نجح وتحوّل للعباسية كما خططوا، ماذا بعد؟ وما مسير نوح؟ ولكن مناقشاتهم لم تاتِ بفائدة، ولم يصلوا لأجابة أي سؤال!
ومع طلوع النهار نهض زين واستأذن من يامن لأنه لديه مشوار هام، وبالفعل هندم نفسه وصفف شعره وترجل في أتجاههُ للجامعة، كان أخذ قرار أن اليوم سيضع النقاط على الحروف كما يقولون، ماذا ينتظر؟ قلبه أصبح ينبض بشده عندما يراها، يصبح أكثر توتر وأكثر بهجة عندما يراها تضحك، أصبح يحب الحياة التي تشاركه فيها، أليس كل ذلك من علامات الحب؟ ليس لها نسب؟ لم تكن مشكلة بالنسبة له، بل كانت نقطة تميز، تميزت بها في نظره، مَن يستطيع أن يواجهة العالم بأكمله وهو بمفرده؟ أليس ذلك وسام يحتسب لها؟
بعد وقت ليس قليل كان وصل الحرم الجامعي وبدأ في البحث عنها كالعادة، كان يبحث عنها في جميع الوجُه لعله يعثر عليها، ولكنه فشل!
جلس على تلك الكافتريا التي أعتادوا أن يتناولوا فيها فطارهم منذ فترة.
طلب طعامه وجلس ويده على خديّه بيأس.
دقائق مرت هكذا وهو يجلس ينظر في وجوه كل من يمر من أمامه لعلها تظهر، وبالفعل ظهرت، وكأنها كانت تقصد أن تمُر من أمامه.
ورغبًا عنه مسكها من معصمها وهو يهتف باسمها!
بينما هي فنقلت بنظرها على يده التي تقبض على معصمها وعلى الناس!
أدرك ماذا فعل للتو، نهض وفلت يده سريعًا وهو يهتف قائلًا:
ـ آسف مش قصدي، بس بدور عليكِ من بدري.
نظرت حولها بحرج، نظرت له وسألت:
ـ وبتدور عليا ليه؟
جلس مرة أخرى على كُرسيه، أشار بيده على الكرسي الأخر وقال:
ـ أقعدي طيب يا بحر، وأسمحيلي أني أقولك يا بحر.
رق قلبها، لا تنكر إنها تشعر بمشاعر لطيفة إتجاههُ، وأهم شعور بالنسبة لها هو أحساسها بالأمان! ذلك الشعور الذي فقدته منذ زمن، كان يحاوطها دائمًا الخوف والقلق وعدم الثقة في أي شيء حولها، إذا كانوا أشخاص أو حتى أفعال صدرت من أشخاص! ثقتها أصبحت معدومه من الكل، ولكن مهلًا؛ فكل ما رأته في حياتها لم يكن سهلًا على الإطلاق! من يستطيع أن يعيش بمفرده في الدنيا؟ كل من يسألك أين عائلتك أين جذورك، تقف أمامه عاجز عن الرد، لأنك لا تعلم! عليك أن تعمل وتكذب وتتصنع وجه ثابت قوي شجاع لكي تستطيع أن تواصل بمفردك، دون أن يمس أحدهم عرضك أو خصوصيتك التي تحاول جاهدًا أن تداريها عن أعين الكُل!
جلست أمامه على الطاولة في صمت، نظرت له ثم سألت:
ـ عايز إيه يا زين؟
ـ عايز أعرف أنتِ بتعملي كده ليه؟!
ـ هو أنت فاكر أنا حكيتلك إيه؟ ولا عامل نفسك مش واخد بالك!
هكذا هتفت بسخرية، بينما هو فنظر لها بثبات وأردف قائلًا:
ـ لا فاكر يا بحر، وفاكر برضه أن كل اللي أنتِ حكيتيه ملكيش ذنب فيه، حاجة كانت خارجة عن إرادتك، بالعكس، أنتِ قدرتي تتغلبي عليها وتقفي على رجلك، مستسلمتيش، وده شيء يخليني فخور بيكِ، ومتمسك بيكِ، وعايز أتجوزك بصراحة!
لم تصدق ما وقع على مسامعها! نظرت له بملامح معقوده وسألت:
ـ عايز إيه؟
ـ أتجوزك.
حقًا قلبها كان على وشك القفز من مكانه، لا تعلم سبب تلك الابتسامة التي كادت أن تشق وجهها بعدما كان عابث!
ولكن ثوانٍ وتبخرت تلك الفرحة، علقت عينيها على مقلتيّه وسألت في ثبات:
ـ ويا ترى عايز تتجوزني عشان يعيني صعبت عليك؟ ولا عشان قولت تعمل فيا ثواب؟
صدمه ردها! بينما هي فترقرت الدموع في مقلتيها في الحال، نفى برأسه سريعًا وهو يمد يده ويمسك كف يدها المرتجف وأردف بصدق:
ـ ولا ده، ولا ده، عشان حبيتك، حسيت أن الحياة ليها معنى بوجودك، أنا دايمًا لوحدي، عايش لوحدي وبعمل كل شيء لوحدي، حتى صحابي نوح ويامن، كنت بحس إنهم مش بيفهموني، وجودهم معايا فارق بس مكنش بالشكل اللي مستنيه، يمكن عشان أهتماماتي مختلفة عنهم، لكن... لكن مع وجودك كل شيء بقى مختلف، أحنا نعرف بعض من فترة قليلة يا بحر، لكن اقسم لك أني حقيقي معرفتش يعني إيه حب غير على أيدك! يعني عرفت أن الحب هو لما أشوفك أكون فرحان، أكون عايز أشاركك كل شيء وأي شيء، مش عايز أسيبك، لما كنت زعلان ومخنوق كنت بروح أحكيلك وأشكيلك عشان تخففي عني، مش هو ده برضه الحب؟
هبطت بعض الدموع على خديها، مسحتها سريعًا ومسكت ورقة صغيرة كانت على الطاولة ومسكت قلم أيضًا، كتبت فيهم شيئًا ثم قالت وهي تنهض وتستعد للرحيل:
ـ ده عنوان بيتي، وده رقم تليفون تمارا، أختي اللي عيشت معاها من يوم ما جيت هنا، لو عايز تتجوزتي فعلًا، أتصل بيها وخد معاد، يمكن توافق عليك!
ختمت كلماتها بضحكة رقيقة ممزوجة ببعض من قطرات دموعها!
بينما هو فالفرحة طرقت باب قلبه دون سابق إنذار، مسك تلك الورقة وقبلها بهيام شديد! لاحظ عيون الناس عليه، تنحنح ثم نهض هو الأخر وترك الجامعة بأكملها! فهو عثر على مراده، ليس له أهمية وجوده في الجامعة الآن!
                        *******************
ولكن دعنا نعود للحاضر، بعد مناقشات وأختلاف في الأراء وتوتر في الحديث تركتهم ليلى وفرّت هاربه، لا تعلم أين تذهب، ولكنها دون أن تشعر أخذتها قدميها لعيادة فريدة، طبيبتها النفسية، أخذت معاد معها وكان حظها بعد ربع ساعة فقط، أي بعد الجلسة التي على وشك الأنتهاء، كانت تفرك في يدها بتوتر، لا تعلم ماذا تقول لها، تحاول جاهدة ترتيب حروفها، ولكنها فشلت، فاقت من تلك الدوامة على صوت موظفة الأستقبال التي تقول لها أن معادها أتى والطبيبة تنتظرها.
أخذت حقيبتها ودخلت لها، بعد السلامات والسؤال على حالها في الفترة الماضية قالت لها ليلى:
ـ دلوقت يا دكتور أنا في حاجة مطلوبة مني لكن خايفة أعملها!
عدلت نظارتها، مسكت المذكرة الصغيرة وسألتها:
ـ حاجة إيه يا ليلى؟
فركت في يدها بتوتر، كانت فريدة تتابعها، ولكنها هتفت هي قائلةً:
ـ دلوقت في واحد زميلنا في مشكلة كبيرة، وعشان يخرج من المشكلة دي لازم أعمل حاجة خطر، خطر أوي يا دكتور، ممكن أتعرض فيها لأذى مثلًا، أو أن حد يجري ورانا، لازم اتعامل بحكمة عشان محدش يكشفنا، أنتِ فاهمة حاجة؟
هكذا ختمت حدثها عندما شعرت أن حدثها غير مرتب على الأطلاق، بينما الأخرى فكانت تحاول فهم ما تريد أن توصله لها ليلى، وبالفعل أستشفّت ما تريد أن تقوله لها، نظرت لها بتركيز وسألتها:
ـ وأيه اللي مانعك يا ليلى؟
أعتدلت في جلستها فورًا، فزعت من كلمات الطبيبة! لذلك هتفت سريعًا:
ـ طبعًا خايفة يا دكتور! بقولك حاجة جديدة! وناس معرفهاش، وأحتمال يكون في خطر! كل ده طبعًا موترني وخايفة، خايفة أوي!
ابتسمت لها فريدة بهدوء ثم قالت:
ـ أولًا أنتِ مش هتكوني لوحدك صح؟
ـ آه.
ـ حلو جدًا، كده أنتِ بطريقة فعليّة هتحاولي تكسري هوس الرتابة والنظام اللي اتكلمنا عنه قبل كده، تجربة جديدة، مش مترتبلها أبدًا، وهتبدأي تستقبلي أي تصرف مش متوقع في التجربة دي.
هكذا قالت لها ببساطة! بينما الأخر فكانت تحاول أن تستقبل كلماتها بنفس تلك البساطة، ولكن توترها كان يطغى عليها، جلست على ذلك الفراش بعدما كانت تتسطح عليه وقالت:
ـ يعني رأيك أني مخفش؟ طب مش ممكن أفشل؟ أو أنا اللي أغرقهم؟ لا لا بلاش أعمل فيهم كده، ده حتى يبقى حرام!
تركت فريدة تلك المذكرة والقلم، أقتربت بجسدها لليلى وقالت لها بهدوء:
ـ أنتِ مش هتكوني لوحدك، هيكون معاكِ صحابك زي ما بتقولي، مش هتفشلي لأنك شاطرة، والتجربة الجديدة مفهاش حاجة تخوّف.
هكذا طمئنتها فريدة، ابتسمت لها ليلى بمتنان، هي محقة، ماذا يعني أن تدخل في تجربة جديدة؟ تجربة مختلفة سوف تفرق معها ومع مرضها، ومن أجل كل ذلك ستدخل تلك التجربة. 
كانت أخذت قرار أنها سوف تفعلها، نهضت من مكانها وودعت فريدة بعدما شكرتها ثم عادت لمنزلها
                        *******************
عادت ليلى لمنزلها وكانت والدتها تطهو الطعام في المطبخ، لم تشعر بها من الأساس، لكنها هي صاحت عليها إنها أتت ثم ترجلت نحو غرفتها، كانت رهف تتسطح على الفراش وتأكل في أظافرها بتوتر، وضعت ليلى حقيبتها في مكانها المخصص ثم جلست بجوارها وهي تسألها بتعجب:
ـ مالك قاعدة بتاكلي في نفسك كده ليه؟
لم ترد عليها على الفور، فقط صمتت لثوانٍ على نفس الحال ثم بندفاع وتهجم شديد هتفت قائلةً:
ـ عشان أختي سيباني طول الوقت وقاعدة مع صاحبتها أسيل، أنتِ بقيتي بتقعدي مع أسيل أكتر ما بتقعدي معايا! أسيل أقربلك مني يا ليلى! هو مش أنا أختك؟ مش أتفقنا أننا هنفضل صحاب دايمًا؟ ليه وخده جمب وأسيل دي هي محور الكون في حياتك!
كانت ليلى تستمع لها وفمها يكاد أن يلامس الأرض! غير مستوعبه أن شقيقتها تغار من أسيل؟!
عقدت جبينها بتعجب وهتفت هي قائلةً:
ـ هو أنتِ عبيطة؟ أنتِ بتقارني علاقتي بيكِ بأسيل يا رهف؟ رهف مال عقلك صغر كده ليه يا حببتي؟ أنتِ أختي الكبيرة على فكرة مش العكس!
بينما الأخرى أدركت ما قالته، وضعت كف يدها على وجهها بيأس من حالها، فهي حقًا لا تعلم ماذا تريد! منذ متى وهي تغار من علاقة أسيل وليلى؟ ليلى منذ زمن وهي قريبة من أسيل، من الممكن لأن تلك الفترة هي تحتاجها بجانبها، وفي ذات الوقت ليلى نفسها تحاول جاهدة أن تتعافى من عدة أشياء تزعجها في شخصيتها!
على أي حال؛ فرهف تعلم جيدًا إن لا يكمن في قلبها بغض لأسيل، لذلك مسحت وجهه بيدها ثم أردفت:
ـ أنا مش قصدي، أنتِ بس بتخرجي كتير اليومين دول وأنا بكون لوحدي؛ فبزهق.
هكذا بررت لها موقفها، بينما ليلى فرفعت رجليها وربعت قدمها على الفراش وهي تقول لها:
ـ طب أي رأيك أني أنا مكنتش مع أسيل أصلًا يا رهف.
ـ أومال كنتِ فين؟
صمتت وهي تفكر لثوانٍ، هل تفصح لها عن سرها؟ وتكشف لها عن مرضها؟
فاقت من تفكيرها على يد رهف وهي تلوح أمام عينيها، نظرت لها ثم أجابت:
ـ أنا كنت عند الدكتورة بتاعتي يا رهف.
لم تفهم رهف، وبتعجب سألت:
ـ دكتور إيه؟
تنهدت بهدوء ثم هتفت وهي ترسم على ثغرها ابتسامة بسيطة:
ـ دكتورة نفسية يا ستي، وقبل ما تسألي ليه ومش ليه، أحب أجاوبك على طول، وهو بسبب أن عندي وسواي قهري.
هكذا قالت لها دون مقدمات، بينما الأخر فشعرت أن أحدهم سكب عليها دلو ماء بارد! هل شقيقتها تعاني من ذلك المرض؟ هي تعرف معلومات كثيرة عن ذلك المرض بسبب الأنترنت والمسلسلات الدرامية التي أصبحت تطرح ذلك الأمراض بصورة كبيرة، ولكنها لم تتوقع أو تلاحظ أن شقيقتها تعاني من ذلك المرض!
نظرت لها بعدم تصديق وسألتها:
ـ أزاي؟ عرفتي منين؟ مين شخصّك؟
ـ الدكتورة يا رهف، هيكون مين؟
ـ أشرحيلي أكتر يا ليلى، عرفتي أمتى أنه عندك؟ وبتتعالجي من أمتى؟ ووصلتي لأيه؟
أستقبلت ليلى اسألتها ببتسامة عريضة تشق وجهها، كانت سعيدة بهتمام رهف بمرضها، وبالفعل بدأت في سرد كل شيء حدث يخص مرضها، وما وصلت له بفضل فريدة، ولكنها أوقفتها رهف عندما قالت لها:
ـ  كل ده كنتِ بتمري بيه وأحنا منعرفش!
لم ترد عليها ليلى، ولكنها أكتفت إنها تربت على كتفيها وهي تبتسم لها، وقبل أن تتفوه بشيء كانت رهف تسألها:
ـ كلميني أكتر عن المرض ده يا ليلى، أنا عارفه أنه هوس من حاجة معينة زي ما قولتي، لكن مش فاهمة بتتعالجي منه أزاي؟ ولا أنتِ بتحسي بإيه؟ ليه مش بتمنعي التصرف الموسْوّس ده؟ أنتِ عندك إرادة!
هكذا سألت رهف بستنكار، عقلها غير مدرك إن يمكن لشخص أن يفعل أي فعل رغبًا عنه! كانت ليلى متفهمة اسألتها، وهي نفسها كانت تحتاج أن تتحدث معها، تريد أن تشاركها ما مرت بهِ، كفى ما مضى كانت فيه وحدها، ابتسمت ثم قالت موضحة لها ما سألت عنه:
ـ اللي عرفته يا ليلى أن الهوس بيكون درجات، وأغلبه أصلًا بيروح بالوقت.
ـ والعلاج؟
ابتسمت نصف ابتسامة وهي تتذكر حديثها مع فريدة ثم أردفت:
ـ طبعًا بشوية علاج والجلسات النفسية اللي فرقت معايا، بما أن المرض في الأصل هو هوس في التفكير؛ فدكتور فريدة قعدت معايا فترة كانت بتخليني أقولها كل الأفكار الهوسية اللي في بالي، زي مثلًا خوفي من فقدان شخص معين؛ فهي كانت بتطمني وبتقولي أن مفيش مبرر يخلي الشخص ده يمشي!
ضحكت وسط حديثها ثم واصلت:
ـ ولا أنا الساحرة الشريرة اللي هأذي الناس اللي بحبها! أنا كنت فكرة أني ممكن أخليهم يزهقوا ويمشوا أو يتأذوا سببي.
راق الحديث لرهف، أعتدلت في جلستها ثم سألتها:
ـ طب هو أصلًا أنتِ وسواس الترتيب ده مثلًا، بيضايقك في إيه؟ ما أصل الحاجة كده كده هتتلخبط تاني!
هكذا أستفهمت بتعجب، ابتسمت لها الأخرى وأردفت:
ـ الفكرة أن عقلك مش بيكون مقتنع، هو اللي بيديكي الأمر أنك تنظمي الحاجة بشكل دقيق جدًا، وإلا هتتعصبي بغباء! مش فكرة لما كنت بزعق وبتعصب عليكِ بسبب حاجاتي اللي مش بلاقيها في مكانها؟
أومأت لها رهف؛ فواصلت:
ـ هو ده اللي بيحصل للعقل لما يلاقي الأمر اللي عايزه مش موجود، أو مش متنفذ، والمشكلة أني لما بخضع لعقلي وبسمع كلامه بيخليني أفضل ألف في دايرة! الدكتورة هي اللي قالتلي كده!
ـ كملي.
هكذا قالت لها رهف وهي تضع يدها على خديّها بستمتاع، بينما الأخرى فنهضت وهي تقول لها:
ـ أكمل إيه ده حوار كبير وأنا عايزة أنام، عندي حوارات بكرا يا حببتي مش فضيالك!
نهت حدثها وهي تتجه للمرحاض لكي تبدل ملابسها تحت تمتمه رهف المعترضه لكي تواصل!
                        *******************
أما بحر أو عشق كما أعتدنا أن نلقبها فقط ذهبت لمنزلها، ذلك المنزل الذي تعيش فيه هي وصديقتها تمارا، تلك الصديقة والأخت التي تعرفت عليها منذ ثلاث سنوات من خلال كليتها؛ فتمارا طالبة من محافظة أخرى، وتأتي هنا في أيام الدراسة، وعندما ألتقت ببحر أصبحوا أقرب صديقات لبعضهم،  مر على تمارا الفصل الدراسي الأول وهي في السكن الجامعي، ولكن بعد ذلك أتفقت هي وبحر على تأجير شقة صغيرة يسكنوا فيها سويًا؛ لكي يكونوا على راحة أكثر؛ فهنا لا يوجد قيود، وكل شيء لهم مباح، إذا كان من مأكل ومشرب حتى صعودهم أو هبوطهم من المنزل في أي وقت يريدوه دون التحقيق معهم، وأيضًا أكثر أمان من إنهم يكونوا وسط مبنى جامعي بهِ من كل جنس ولون.
منذ ثلاث سنوات وهم يعيشون سويًا حياة هادئة أمنة.
دخلت بحر على تمارا، كانت السعادة تطاير من مقلتيها.
رهلت إليها سريعًا، كانت تمارا جالسه على الأريكة وتشاهد التلفاز في هدوء،
جلست بجانبها وحضنتها سريعًا وهي تقول لها:
ـ شوفتي اللي حصل انهاردة؟
بادلتها الأخرى العناق وهي تضحك عليها، قرصتها في وجنتيها وسألتها قائلة:
ـ قوليلي حصل إيه؟
توردت وجنتيها قليلًا ثم هتفت قائلة:
ـ زين أتقدملي، عايز يجي يتقدملي يا تمارا!
ـ بجد يا بحر؟؟
هكذا سألت بفرحة ظاهرة في نبرة صوتها، هزّت لها رأسها سريعًا بالموافقة، بينما الأخرى فأخذتها في احضانها وهي تهتف في سعادة:
ـ مبرووك يا حبيبي، وهتبقي عروسة يا واد!
ـ بس أنا خايفة.
ـ ليه يا بومة؟
هكذا سألتها الأخرى بستنكار، أما بحر فعبثت ملامحها وأردفت:
ـ ما أنتِ عارفه! هيجي يطلبني من مين! أنا معنديش أهل يا تمارا!
هكذا قالت لها والدموع تتكوّن في مقلتيها؛ فتمارا تعلم عنها كل شيء، تعلم أصلها وأصل حكايتها، وتعلم أيضًا أنها كانت مُعجبه بزين منذ فترة، وأخيرًا تقدم هو وأخذ خطوة مثل هذا.
دفعتها في كتفيها بعنف ثم عنفتها قائلة:
ـ أنتِ مش لاقيه نكد؟ مش أنتِ حكتيله أخر مرة حكايتك؟ والولد موافق وفاهم وأنهاردة طلب أيدك؟ فين مشكلتك؟
ـ ممكن تقوليلي هيطلبني من مين؟ مين هيجي ويخلص معاه حاجات الجواز وبتاع!
هكذا وضحت لها مخاوفها، بينما تمارا؛ فستقبلت مخاوفها هذا ببساطة وهي تقول لها:
ـ أهلي يا بحر، مش أهلي هما أهلك برضه؟ هروح أتصل بِ بابا وأخلي يجلنا في يوم هو وماما ويقابله، نديله معاد محترم، ونعمله عزومة محترمة ويجي وبابا يقوله طلبات بنتنا، وملكيش دعوة أنتِ بأي حاجة.
هكذا قالت في سلاسة وبساطة، كانت كل كلمة تتفوه بها صادقة؛ فهي حقًا تعتبر بحر أو عشق أختها التي لا تلدها والدتها، وأيضًا أهلها يحبوها كثيرًا، وإلا لم يوافقوا على إن أبنتهم تمكث معها كل ذلك السنوات.
نظرت لها بحر بأمتنان شديد، كل شيء تمارا تفعله من أجلها أصبح كثير عليها، لا تعلم كيف ترد ولو جزء صغير من خيراتها عليها!
لم تعقب على كلماتها، فقط عانقتها وهي تهمس في أذنها شاكرة لها على وجودها في حياتها.
                          *******************
ولكن في الحاضر، كان نور الشمس ملىء المكان، وها هم الثلاث أصدقاء مجتمعون في منزل أسيل لعلهم يعثروا على حل لكي ينقذوا نوح، كانوا واقفين حول طاولة دائرية.
ـ هو ممكن تبطلوا دوشة ونركز شوية؟ الواد هيتنفي للسلوم!
هكذا صرخت أسيل في سفيان وليلى بنفاذ صبر، كانا الأثنين يمزحون مع بعضهم وتناسوا أمر نوح الذي أجتمعوا من أجله في الأساس!
كتمت ليلى ضحكاتها وقالت بجديّة مزيفة:
ـ خلاص أهو، ها الخطة بتقول إيه؟
رمقتها أسيل بتحذير، ترجلت نحو الأريكة وأخذت ذلك فرخ اللوح الأبيض الكبير ووضعته أمامهم، ساعدها سفيان في فرد تلك الورقة وهو يعقد حاجبيّه بتعجب ثم سأل:
ـ ودي إيه يا أسيل؟
ـ أصبر بس وهتعرف.
مسكت القلم وفتحته، أقتربت من تلك الورقة وهي تقول بتركيز شديد:
ـ دي عشان الخطة اللي هنحطها، أسمعوا بقى؛ دلوقت نوح في العباسية حلو؟
أقتربت ليلى من تلك الورقة الفارغة وهتفت بتأكيد:
ـ حلو.
ـ دلوقت هو محجوز عشان مجنون صح؟
أقترب سفيان هو الأخر وهتف بتأكيد هو الأخر:
ـ حصل.
أقتربت من الورقة وبدأت في رسم دائرة في منتصف الورقة وهي تقول:
ـ  هنقول أن نوح هنا، وتحت هنا في الأستقبال والموظفين، وعرفت أن في 3 أدوار فيهم عنابر مختلفة، وطبعًا الزيارات لازم بِ ورق مصرح وحوارات، تفتكروا بقى أحنا ندخل للمسكين ده أزاي منغير ما حد يسألنا رايحين فين؟
هكذا سألتهم ببساطة بعدما عقدت لهم كل شيء! نظر لها سفيان بغباء ثم هتف قائلًا:
ـ أنتِ بتسألينا أحنا؟ أومال فين الخطة!
رمت القلم بعصبية طفيفة وجلست على الكرسي بتذمر وهي تقول:
ـ منا مش عارفة أحط زفت! عشان كده قولت اسألكم.
ـ أستنوا أستنوا.
هكذا قالت ليلى وهي تمسك القلم من جديد، أقتربت هي من الورقة وأقتربوا هم أيضًا معها، بدأت في التخطيط في تلك الورقة وهي تقول بحماس:
ـ أسمعوا بقى؛ أحنا هنعمل نفسنا عيانين، ليه بقى؟ عشان ندخل لنوح العنبر ونعرف نهربه.
حقًا أبهرتهم بذكاءها، ابتسم سفيان على ذكاءها الخارق هذا ثم هتف وهو يصفق لها بإعجاب مزيف:
ـ لا لا هايل بجد! وبدل ما كنا عايزين نهرب واحد ندور على اللي يهربنا كلنا، تصدق شكلك فاهم يا نصّة!

يتبع...
#رحلة_عبر_الزمن
#الفصل_السابع_عشر
#NORA_SAAD

رحلة عبر الزمنWhere stories live. Discover now