الفصل الثاني " الرقصة الأولى"

566 85 61
                                    

إحتفالاً بقدوم الربيع اجتمعت القرية للإحتفال لثلاثة أيام
الجميع كان معه عائلته و أصدقائه و البعض أحبابهم .

أما عني فكنت أسير بمفردي وسط هذا الحشد .. لا أحد يعلم بوجودي و كذلك لا أعلم بوجودهم حتى رأيته .

كان يتراقص بإتقان و كأنه راقص في إحدى الفرق الشعبية المعروفة .

جميع الأنظار عليه وتعالت تمتمة المراهقات عن كم هو وسيم و مذهل في رقصاته ،لكن ما كان يهمني هو أن يظل أمام عيناي .

كلما كان تتمايل يداه وترسم في الهواء أشعر و كأن هذا التمايل علي ، كأنني ورقة بيضاء ترسمها يداه ، قدماه وثباته القوي رغم أن الأرض غير مستوية و الطين يكسوها لكن قدماه لم تكن تبالي لتلك الشكليات ، خصره المنحوت واللين كان يجعلني أذهل منه كيف له بأن يقوم بتلك الحركات بسهولة ؟؟!!!

كل شيئ به مذهل ، آخاذ ، مُحبب لقلبي  

لم استوعب أنه انتهى من الأداء حينما رأيت عيناه تنظر لي بسعادة رغم إجهاده ، ثم أعطاني غمزة وضحك ولكم أنا أعشق ضحكاته تلك...

جاء إلي و مد يداه و أردف بينما مازالت يده ممتدة

"هل تسمحي لي بأن نرقص معًا؟"

مددت يدي ومازلت ناظرة له وابتسمت لأجيب

"بكل تأكيد"

وقبل أن نبدأ بالرقصة أخرج من جيبه زهرة اللوتس ووضعها في شعري بمقربة من أذني ثم أقترب مني وهمس

"الآن علمت سبب طلبك للزهرة ، إنها تشبهك على كل حال همم"

ثم وضع يده على خصري و اليد الأخرى محتضنة يداي وبدأنا بالرقص.

لم يشح نظراته عني طوال الرقصة رغم تغيير الحركات مازالت عيناه ثابتة علي وكأن لايوجد هناك ما يراه سواي وهذا ما يجعلني ارتبك بعض الشيئ .

وبسبب ارتباكي كِدتُ أن أسقط أرضًا لكنه حاوطني بكلتا يديه من خصري واحتضنت رقبته بيداي ، ظللنا لوهلة نتأمل أعين بعض رغم ما أشعر به من توتر لكني تناسيت... ياله من رجل غريب ! يجعلني أنسى العالم في حَضرته .

ظن الجميع أننا انهينا الأداء و قاموا بالتصفيق الحار لنا وقمنا بالإنحناء لهم احتراما ثم بدأ الجميع يحتفل في زوايا مختلفة بالساحة.

ظللنا نسير مع بعضنا البعض على ضوء القمر دون أن نتحدث حتى وقفنا أمام النهر ، ليستدير لي و بثقة أردف

" أنا أدعى لي مينهو ، و أنتِ؟"

ضحكت قليلاً على جرأته لكنني أحبتتها لأستدير و أجاوبه

" أنا أدعى تشوي ران"

THE RED POPPY | الخُشخاش الأحمرWhere stories live. Discover now