الفصل الخامس

636 70 142
                                    

~ الكاتبة ~

دائماً ما تعطينا الحياة خيارات لا مُتناهية ، حياتك لن تتوقف عند فرصة واحدة أو مُستقبل حلمت به و لم يتحقق !

الآفاق واسعة إلى لا نهاية ، أكبر من أن تتمسك بشيء واحد مُعتقداً أنه لا يتكرر أو يعوض ...

لذا أجل ، تضيع بعض الأحلام و نفشل ببعض الخطط ، تأتي الأوقات السيئة و بمقابل ذلك تتحقق أحلام أخرى ، تتفتح أمامك خطط ما كنت تتوقعها و كما تأتي الأوقات السيئة فإن لتلك السعيدة منها نصيب .. ! ..

... فلا تستسلم ...

تلك الكلمات كانت مكتوبة على ورقة بيضاء كبيرة قام كارل بتعليقها بخزانته الطرف الداخلي !

والده طالما كان يرددها بابتسامة حانية عندما يحدث أمر سيء له أو لتوأمه ، أحياناً يُفكر بأن تذكره لهذه الجُملة هو ما حماه من الجنون ..

لا ، هل هو حقاً حافظ على نفسه من الجنون ؟ بالنهاية ألم يستسلم و كاد يدمر توأمه بل قبل أن يسلبه حياته مقابل النجاة من الشارع ؟!

ألقى بجسده على فراشه بينما يحدق بالسقف بشرود ، كلارنس سامحه و منذ ذلك اليوم لا أحد حاول أن يُلمح حتى لفعلته تلك و عادت الأمور طبيعية فحسب ..

كسب توأمه و أسرة مُجدداً ، استعاد حياته التي كاد يفقدها بطريقة فظيعة لا يعلم أحد عنها شيء !

رعشة سرت بجسده ما إن بدأت ذاكرته تعود لتلك الأيام الصعبة ، ماذا يعرف البقية عن ما واجهه سوى الأمور الظاهرة ؟

أمور هو لا يرغب بتذكرها حتى بينه و بين نفسه ، أغلق عيناه يحاول طرد تلك الصور من عقله بينما يشتت أفكاره بالعمل و أمور عشوائية عله يعيد لذاته الهدوء !

ثوان فقط و فتح عيناه سريعاً ما إن شعر بتواجد أحدهم معه بالغرفة ، أنفاسه كانت مضطربة و لم يستطع إخفائها حقاً ..

_:" سيدي كارل ؟ ماذا يحدث هل أنت بخير ؟ "

لويس تقدم منه بتقطيبة قلقة فهو يشعر باضطراب دقات قلب الأصغر أمامه و خلال ثوان كان كلارنس بالغرفة أيضاً !

وجود كلاهما دفع ابتسامة صغيرة للغاية على شفتيه ينطق :" آسف على إزعاج كِلاكما ! أنا بخير هيا ليتجه كل منكم للنوم لدينا عمل طويل بالغد "

عدم الاقتناع بدى ظاهراً على وجه كِلاهما حيث اقترب كلارنس منه يرفع يده يضعها على جبهة توأمه لينطق بعدها :" لست مُصاباً بالحُمى لكنك تتصرف بشكل سخيف للغاية أخي ! من الذي سيذهب للنوم دون تفسير مقنع ها ؟ "

على ضفاف الأمل ٢Where stories live. Discover now