على ضفاف الأمل ٢

الفصل الأول

الأحلام ما هي سوى طريق طويل مليء بالصعاب و الأشواك يستسلم المُتخاذلون قبل الوصول لنصفه حتى , وبعضهم يستسلم دون أن يدرك أنا ما بينه وبين حُلمه خطوة واحدة !

و فئة نادرة فقط هي من تصمد للنهاية , تتخطى كل شيء للوصول , و السلام الأبدي ما هي سوى كلمة خُرافية لم يتم إيجادها لتُخلق على هذه الأرض الفانية ..

أولائك الذين يحلمون بالسلام ويسعون لنشره عليهم التيقن بأنه حتى لو نجحوا فلن يكون سوى سلام مؤقت قبل أن تبدأ دودة الفساد بعملها لنشر الفتن مُجدداً , وهنا يأتي الأهم أتتحطم أحلام ناشر السلام فيستسلم ؟

أم أنه سينهض مُجدداً ليُعيد كِتابة مجده مرة أخرى ؟! مع كامل معرفته بأن المزيد قد يحدث ؟! و إن لم يستسلم هل سيقع بحفرة الخداع ؟! الكذب و الخيانة ؟! أيتخلى عن مبادئه أم لا ؟!

~ الكاتبة ~

عمت الضوضاء بتلك الشركة و التي يستعد موظفيها لإستقبال مالكها و مدير مجلس الإدارة بزيارة روتينية , إلا أن تلك الضوضاء ما وصلت للإثنان المُتشابهان بشعرهما الأسود الحالك وعيناهما العُشبية الندية , و كالعادة من سيراهما لن يفكر ولو لثانية بأنهما موظفين هنا بل ربما أبناء أحد العاملين !

نطق الأكبر منهما بملل شديد :" لماذا كل هذه الضجة بكل مرة يأتي بها كلارنس هُنا ؟! يُفترض أنهم إعتادوا على قدومه وووضعوا برنامج مُحدد لليوم "

أجابه توأمه بشيء من السخرية :" برنامج مُحدد ؟! مُنذ متى و ألفريد يدير الشركة ولليوم بكل زيارة له يحدث الأمر ذاته ! فما بالك بكلارنس حديث العهد هُنا ؟! هم يخافون منه ولا يعلمون حقاً أنه يأتي بالإجبار لذا لو مهما فعلوا لن يهتم ! "

ضحك لويس بخفة قبل أن تلتمع عيناه بتحدٍ وهو ينطق بمرح :" لوسيان أراهن أن سيدك هو من سيرافق كلارنس اليوم للشركة لا سيدي "

قطب لوسيان حاجباه وهو يتحدث بتساؤل :" غير صحيح ! فسيدي أخبرني أنه لن يغادر اليوم قرية السحرة "

أجابه بذات نبرته السابقة :" كما تشاء لكنني أخبرك بذلك و سأعطيك راتبي بأكمله إن أتى سيدي "

حرك كتفيه بلا إهتمام وهو ينطق :" لن أشارك برهان خاسر يا أخي ! "

عبس لويس وهو يتحدث :" جبان "

إبتسم له توأمه بخفة وهو ينطق :" لستُ كذلك يا عزيزي لكنني توأمك وأعلم تماماً أنك تريد ضعف راتبك لأجل شراء هدايا للجميع بمُناسبة الذكرى الثالثة لإنتهاء تلك المعركة , وأنا قررت مُسبقاً إعطائك مُرتبي لذا لا فائدة من الرهان "