تَخيَّلْ رَوعةَ المَشهدِ، أن يَغارَ اللّٰهُ علىٰ قَلبِكَ

42 11 1
                                    

سبحانك ربِ ما ارئفك بنا ..

يُرسِلُ اللّٰهُ تَعالَىٰ لنَا الهَدايَا بطَريقةٍ لا نَفهمُها، هَذا لأنَّ فِكرَنا قَاصِرٌ، ونَظرتُنا مَحدُودَةٌ!

تَأتيْنا المِنحَةُ علىٰ شَكلِ مِحنَةٍ، والعَطاءُ في هَيئةِ مَنعٍ، والجَبرُ في هَيئةِ كَسرٍ!

ولَكنْ مَتىٰ اِستقَامَ لكَ الفَهمُ عَلمْتَ أنَّ اللّٰهَ أرحمُ بكَ مِنكَ، وأنَّ ربَّ الخَيرِ لا يَأتيْ إلَّا بخَيرٍ!

قالَ عَبدُ اللّٰهِ بنُ عَبَّاسٍ لتِلميذِهِ عَطاءُ بنَ أبيْ رَباحٍ:
ألا أُريَكَ اِمْرأةً من أهلِ الجَنَّةِ؟!
فقالَ: بَلىٰ!
قالَ: هَذهِ المَرأةُ أتَتِ النَّبيَّ ﷺ فقالَتْ:
يا رَسُولَ اللّٰهِ، إنِّيَ أُصرَعُ، وإنِّيَ أتَكشَّفُ، فاِدْعُ اللّٰهَ لي!
فقالَ النَّبيُّ ﷺ: إن شِئتِ صَبرْتِ ولكِ الجَنَّة، وإن شِئتِ دَعَوتُ اللّٰهَ أن يُعافيَكِ!
فقالَتْ: بلْ أصبِرُ، ولكنِّيَ أتكشَّفُ، فاِدْعُ اللّٰهَ ليَ أن لا أتكشَّفَ!
فدَعَا لهَا ﷺ. ( اسفًا وأشد الأسف لمن تتكشف بملئ إرادتها)

المَرضُ إحدَىٰ هَدايَا اللّٰهِ!
وإنَّهُ يَبتلِيْكَ بهِ ليَغفِرَ لكَ ذُنوبَاً، لمْ تكُن لتَبلُغَ غُفرانَها بطَاعتِكَ، ويَبتلِيْكَ بهِ ليُرقِّقَ قَلبَكَ، فلا شَيءَ أنفعُ للقَلبِ من لَحظةِ ضَعفٍ، تُريهِ الدُّنيَا علىٰ حَقيقتِها!

ويَبتليْكَ بهِ ليُقرِّبكَ، فرُبَّ مَنزلَةٍ في الجَنَّةِ خُلقْتَ لهَا، وعِباداتُكَ أقلُّ من أن تَبلُغَها، فيُصِيبُكَ ليَرفَعكَ!

ويَبتليْكَ بهِ لأنَّهُ رآكَ تَبتعدُ عنهُ، فأرادَ أن يُعيدَكَ إليهِ!

تَخيَّلْ رَوعةَ المَشهدِ، أن يَغارَ اللّٰهُ علىٰ قَلبِكَ!

عجب. !! أما آن انتبصر العقول Donde viven las historias. Descúbrelo ahora