أم قتلها الشوق 💔..

16 3 3
                                    





هـذهِ رسالـة مـن أم قتلهـا الإشتيـاق ، لرؤيـة ابنهـا العـاق ،*

*تقـول الأم وهي تُعاتب فلـذة كبدها ، وقرة عينها ، التي هجـرهـا فـي أحلك ظُروفهـا ، وتركهـا فـي أصعـب أوقاتهـا مُتناســي فضلهـا ومعـروفهـا ...*

*يا بُني هذهِ رسالة حزينة ، من أمـك المِسكينـة ،* *التـي أصبحــت كاليتيمة ، تفتقـد الأيادي الحميمة ،*
*وتنتظـر القلـوب الرحيمـة ، كتبتُها على استحيـاء بعـد تـردد وطـول انتظــار ، أمسكـت بالقلـم مــــرات ومرات فحجزته الدمعة ، وأوقفتهُ العَبـرة ، فجرى أنين القلب ، وسـال دمـع العيـن ...*

*يا بُني بعـد هذا العمر الطويل أراك رجـلاً سـويــاً مُكتمـل العقـل ومُتـزن العاطفة فمن حقـي عليك أن تقـرأ هـذهِ الـورقـة وإن شئـت بعـد فمـزقهـا كما مـزقـت أطـراف قلبـي مـن قبـل ...*

*يا بُني منذُ خمسة وعشريـن عاماً كان يوماً مُشرقاً في حياتي ،*
*عنـدمـا أخبـرتنــي الطبيبـة أننـي حامـل ،* *والأمهـات يا بُنـي يعـرفـن معنـى هـذهِ الكلمـة جيـــداً ، فهـي مزيج من الفرح والسرور ،* *وبدايـة مُعـانــاة مـع التغيــرات النفسيــة والجسمية ،* *وبعــد هــذه البشــرى حملتك تسعـة أشهـر فـي بطنــي ،*
*فرحة جذلى ، أقوم بصعوبة وأنام بصعوبة ، وآكل بصعوبة ، وأتنفـس بصعوبة ولكن كل ذلك لـم يُنقص محبتي لك ، وفرحي بك ، بل نمـت محبتك مع الأيام وترعرع الشوق إليك ...*

*حملتك يـا بُنـي وهنــاً علـى وهــن وألمـاً علـى ألـم ، أفـــرح بحـركتـك وأسـر بزيـادة وزنـك ، وهي حمل علي ثقيل ، إنها مُعاناة طويلة أتـى بعـدهـا فجـر تـلك الليلة التي لـم أنــم فيهـا ولــم يغمض لي فيها جفن ، ونالني من الألم والشدة والرهبة والخوف ما لا يصفـهُ القلـم ، ولا يتحـدث عنـه اللسـان ، ورأيــت بعينــي المــوت مـرات عــدة حتـى خـرجـتَ إلـى الدنيا فامتزجـت دمـوع صراخـك بدمـوع فرحـي وأزالت كل آلامـي وجراحـي ، واشرقـت بميـلادك أفراحـي ...*

*يـا بُنـي مــرت سنـوات مـن عمــرك وأنـا أحمـلك فــي قلبـي وأغسلك بيدي ، جعلت حجري لك فـراشـاً ، وكان صــدري لك غــذاءً ، أسهرت ليلي لتنام واتعبت نهـاري لتسعـد ، أمنيتـي كـل يوم أن أرى ابتسـامتـك ، وسـروري فـي كـل لحظـة أن تطلـب منــي شيئـاً فأحقـق لك رغبتـك ، فتـلك هـي مُنتهـى سعادتـي ..*

*ومـرت الليالي والأيـام وأنـا علـى تلك الحـال ، خادمـة لـم تُقصــر ،* *ومُرضعـة لـم تتوقـف ،*
*وعاملـة لـم تفتـر ، حتـى اشتـد عـودك ، واستقام شبابك ، وبدت عليك معالـم الرجولـة ، فـإذا بـي أجـري يمينـاً وشمـالاً لأبحـث لك عـن المــرأة التي طلبـت ، وأتـى مـوعــد زفافـك فتقطـع قلبـي وجـرت مدامعي ، فرحة بحياتك الجديـدة ، وحـزنـاً علـى فراقـك ، ومـرت الأيام ثقيلة فإذا بك لست إبني الذي أعـرفـك لقـد أنكـرتنـي وتناسيـت حقـي‼  تمـر الأيـام لا أراك ولا أسمـع صوتـك وتجاهلت مـن قامـت بـك خيـر قيـام ...*

عجب. !! أما آن انتبصر العقول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن