الرِّضَـىٰ

20 6 9
                                    



إنْ لمْ يَكُن للرِّضَىٰ علىٰ قَدَرِ اللّٰهِ إلَّا الرَّاحَةُ الَّتِي يَجدُها المَرءُ فكَفَىٰ بها نِعمَةً؛

وإنْ لمْ يَكُن للسَّخَطِ عَلىٰ قَدَرِ اللّٰهِ إلَّا الشَّقَاءُ الَّذِي يَجدُهُ المَرءُ فكَفَىٰ بهِ نَقمَةً!

إنَّ اللّٰه سُبْحانَهُ وتَعَالَىٰ جَعلَ هَذهِ الدُّنيَا دَارَ اِمتحَانٍ لا دَارَ جَزاءٍ، وقَد اِقتضَتْ حِكمتُهُ أن يُوزِّعَ الأرزَاقَ بَينَ النَّاسِ بالتَّفاوُتِ ليَرَىٰ سُبحانَهُ مَاذَا يَفعَلُ المَرءُ بما أُعطِيَ؛ أيَشكُرُ أمْ يَكفُرْ؟!

وليَرَىٰ مَاذَا يَفعَلُ مَن حُرِمَ؛ أيَصبِرُ أم يَفجُرْ؟!

اللّٰهُ تَعَالَىٰ حِينَ خَلقَ الفَقيرَ لمْ يَجعَلْهُ فَقيرَاً عَن قِلَّةٍ، فبِيدِهِ سُبحانَهُ مَقالِيدُ السَّمٰوَاتِ والأرضِ؛

لكنَّهُ اِمتحَانٌ لبَعضِ النَّاسِ في الفَقرِ!

وحِينَ خَلقَ إنسانَاً قَبيحَاً أو مَريضَاً، فهُو لمْ يَخلِقْهُ هَكذَا عَن عَجْزٍ، سُبحَانَهُ قَد أبدَعَ خَلقَ كُلِّ شَيءٍ؛

لكنَّهُ اِمتحَانٌ لبَعضِ النَّاسِ فِي الدَّمَامَةِ والعَجْزِ!

مَا مِنَّا إلَّا وقَد أُعطِيَ أشيَاءَ وحُرِمَ من أُخرَىٰ؛

هَذهِ الدُّنيَا لا تَكتمِلُ لأحَدٍ، لكنَّنا نَحسِبُها كَذلكَ؛

*كلٌّ مِنَّا يَظُنُّ أنَّ اِمتحَانَ الآخرِينَ أسْهلُ مِن اِمتِحانِهِ!*

مَن قَضَىٰ حَياتَهُ يَنظُرُ إلىٰ ما فِي أيدِيَ النَّاسِ لَن يَجدَ وَقتَاً ليَنظُرَ إلىٰ ما جَعلَ اللّٰهُ بَينَ يَدِيهِ؛

يَعِيشُ وطَعمُ الحِرمانِ مُرٌّ في فمِهِ وقلبِهِ؛

مَن عَرفَ أنَّها أقدارٌ مَكتُوبَةٌ وأرزَاقٌ مَقسُومَةٌ، رَضِيَ اللّٰهُ عَنهُ، ورضِيَ عَنِ اللّٰهِ؛

تَذكَّرُوا أن أكثرَ أهلِ الأرضِ شَقاءً يُغمَسُ يَومَاً في الجنَّةِ غَمسَةً وَاحدَةً، ثمَّ يُقالُ لهُ: هَلْ رَأيتَ بُؤسَاً مِن قَبلُ؟!

يَقُولُ: *واللّٰهِ مَا رَأيتُ بؤسَاً قَطُّ!*

وأنَّ أكثرَ أهلِ الأرضِ نَعِيمَاً يُغمَسُ يَومَاً في النَّارِ غَمسَةً وَاحدَةً، ثمَّ يُقالُ لهُ: هلْ رَأيتَ نَعيمَاً مِن قَبلُ؟!

يَقُولُ: *واللّٰهِ ما رَأيتُ نَعيمَاً قَطُّ!*

*🍃﴿وَالحَمْـدُ لِلّٰـهِ رَبِّ العَالَمِيْـنَ﴾🍃*

عجب. !! أما آن انتبصر العقول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن