الفصل الثاني
.....................
وقف عادل خلف شاشته الصغيرة , يدقق تماما بالصورة التي أمامه , يتأكد أن كل شيء معد تماما قبل أن يعطي إشارة البدء ليجلس على كرسيه بينما ملهم يقف خلفه ووليد بالقرب منه , عيناه لا تنظران للشاشة بل للفتاة نفسها التي تقف على بعد عدة مترات تجر خلفها حامل الرسم الخاص بها , بدت برية بالنسبة له حك ذقنه بينما هي ما زالت تمشي إلى حيث أشار لها عادل من قبل , ولم يجد نفسه سوى يقطع التصوير مقترحا ..
-لا أظن أن الفكرة جيدة , ما رأيك أن تبدأ من السيارة ذاتها ؟
عادل كان مقتنعا بفكرته تماما لكنه بالتأكيد لن يمانع فكرة تبدو مقبولة لصاحب الإعلان ذاته خاصة أنه سخي بالدفع ويرضيه دائما ..
-كيف ؟
تساءل ينقل نظراته بين نورا والسيارة , ليقول بريبة
-لا أظن أنها تجيد القيادة ؟
كان تساؤلا بذات الوقت ليجيبه بثقة
-لا أظنها مشكلة , لا تحتاج أن تظهر وهي تقودها أليس كذلك ؟
ملهم لم يعلق بشيء بل بدا متململا وكأنه يرغب بالذهاب من هنا وفقط !
يبدو أنه اكتفى بالمراقبة لهذا اليوم ..
نورا راقبتهم بضجر , بينما اقتربت إحداهن منها تعدل وشاحها وحمرة شفاهها اللامعة ..
-ما الذي يجري ؟
سألت الفتاة التي هزت كتفيها بكونها لا تعلم ولم تتعب نفسها بالحديث حتى , وابتعدت بنفس الوقت الذي اقترب فيه عادل من نورا ..
-تغيرت الفكرة قليلا يمكنك الجلوس والانتظار ريثما نعد الموقع ؟
رغم أن كلامه بدا وكأنه سؤال لكنه لم يكن كذلك , فما كان منها إلا أن أومأت برأسها وعادت للغرفة الصغيرة بعيدة عن ضجيجهم .
كانت لحظات قليلة فقط بعدها اكتشفت أن ملهم قد غادر بالفعل , بينما بقي الجلف الآخر والذي لا يلفت انتباهها على الإطلاق , ما كانت سوى دقائق قبل أن يتم ندائها من جديد , حيث بدا وكأن التصوير يتم بالفعل , فالسيارة المظللة النوافذ كانت تسير بسرعة مخلفة ورائها كومة من رمال الصحراء الهائجة مثيرة فوضى عارمة , والكاميرا تتبعها بدقة حتى توقف بحركة درامية الغرض منها لفت النظر ..
-اقطع .
هتف عادل فخورا بما حولها , ورفعت حاجبيها عجبا حين رأت المدعو وليد ينزل من السيارة ولم تملك الوقت لتغرق في أفكارها في حين أمسك عادل بكفها يسحبها معه , ليضعها في مقعد السائق يقول شارحا بدقة ومهنية
-ستنزلين من السيارة , تلقين نظرة ملولة لما حولك قبل أن تعودي للخلف وتسحبي عدة الرسم الخاصة بك وامشي عشر خطوات بالضبط قبل أن تثبتي الحامل على الرمال وجولي بنظرك عن شيء يلفت نظرك لرسمه ..
YOU ARE READING
لعلي ألقى ... عيناك
Romanceما نخفيه وما يعلمه الآخرون عن حياتنا... تلك التفاصيل الصغيرة التي تغيرنا دون أن نشعر ... كيف ستكشف نورا أنها حقا تحبه !
