مضى ما يقارب الأسبوع منذ آخر مرة كانت على تواصل فيها مع عادل العمري حيث أطلعها على الشكل الأخير للإعلان ومع ذلك ها هي اليوم , تجلس أمام الشاشة مع كيس من رقائق البطاطا برفقة والديها المتحمسين مثلها ينتظرون العرض الأول للإعلان ..
-سيكون شيئا مميزا ..
علقت سعاد بينما لا تبارح نظراتها الشاشة تأكل من كيس الرقائق بحماس يشبه حماس ابنتها , بينما محمد رغم ترقبه للإعلان كذلك إلا أنه يجلس برزانة مرتشفا من الشاي المحلى بالعسل والذي تجبره عليه سعاد مؤكدة أنه أفضل بكثير من السكر الأبيض ..
-كم مدته ؟
تساءل بفضول لتتبادل نورا وأمها النظرات المفكرة وتجيب بعدم تأكيد
-دقيقة وبعض الثواني ؟
هزت سعاد كتفيها ب ( لا أعلم ) وتابعت مشاهدة التلفاز ..
وتماما في الوقت المحدد كانت السيارة فجأة تشق الغبار داخل الشاشة قبل أن تنزل منها نورا ...
صفر والدها بإعجاب
-تبدين سيدة أعمال !
شمخت نورا برأسها عيناها تلمعان بالنجوم تراقب الإعلان بكل شغفها , حتى قالت سعاد بفخر
-نعم هذه هي ابنتي !
تحمحم محمد رغم كرهه للعب دور الشرير إلا أنه يجد المتعة به أحيانا وقال بابتسامة ملتوية
-للعلم بالشيء لا أحد يعلم أنها ابنتك سوانا !
نظرت له نورا بعبوس تطلب بقنوط
-لا تذكرني !
لو كانت تعلم أن والديها لن يعارضا فكرة الإعلان لما وافقت أبدا على أن تكون الشخصية السرية , على الأقل كان لديها أمل بأن تتفاخر بين صديقاتها بمقابلتها لرجال آل خير بك ..
-إنها الحقيقة !
اعترض محمد ليتلقى نظرة حارقة من سعاد التي نظرت في اللحظة التالية بهيام لوجه ابنتها الذي لا يشبهها الآن على الإطلاق ومرغمة أقرت
-والدك على حق انظري لنفسك في الإعلان , تبدين مختلفة تماما بهذه الزينة المبهرجة وحتى الزي .. إنه خرافي !
ثم التفتت لها تسألها
-هل هو معك ؟
هزت نورا رأسها بنعم وصوتها الهامس ينتشر في الصالة
-نظفوه وتركوه معي على أن يكون جاهزا للاستعمال وقت الحاجة .
-اسمها جاهزا للباس عزيزتي ..
صحح محمد لها وكتم صوت التلفاز ينظر لهما
-حقا إنه شيء مميز صغيرتي .
كان فخورا بها , تربعت سعاد قربه على الأريكة بينما نورا متربعة على الأرض أمامهما
-هل سيكون هناك إعلان آخر ؟
YOU ARE READING
لعلي ألقى ... عيناك
Romanceما نخفيه وما يعلمه الآخرون عن حياتنا... تلك التفاصيل الصغيرة التي تغيرنا دون أن نشعر ... كيف ستكشف نورا أنها حقا تحبه !