3

111 8 1
                                    


مضى ما يقارب الأسبوع منذ آخر مرة كانت على تواصل فيها مع عادل العمري حيث أطلعها على الشكل الأخير للإعلان ومع ذلك ها هي اليوم , تجلس أمام الشاشة مع كيس من رقائق البطاطا برفقة والديها المتحمسين مثلها ينتظرون العرض الأول للإعلان ..

-سيكون شيئا مميزا ..

علقت سعاد بينما لا تبارح نظراتها الشاشة تأكل من كيس الرقائق بحماس يشبه حماس ابنتها , بينما محمد رغم ترقبه للإعلان كذلك إلا أنه يجلس برزانة مرتشفا من الشاي المحلى بالعسل والذي تجبره عليه سعاد مؤكدة أنه أفضل بكثير من السكر الأبيض ..

-كم مدته ؟

تساءل بفضول لتتبادل نورا وأمها النظرات المفكرة وتجيب بعدم تأكيد

-دقيقة وبعض الثواني ؟

هزت سعاد كتفيها ب ( لا أعلم ) وتابعت مشاهدة التلفاز ..

وتماما في الوقت المحدد كانت السيارة فجأة تشق الغبار داخل الشاشة قبل أن تنزل منها نورا ...

صفر والدها بإعجاب

-تبدين سيدة أعمال !

شمخت نورا برأسها عيناها تلمعان بالنجوم تراقب الإعلان بكل شغفها , حتى قالت سعاد بفخر

-نعم هذه هي ابنتي !

تحمحم محمد رغم كرهه للعب دور الشرير إلا أنه يجد المتعة به أحيانا وقال بابتسامة ملتوية

-للعلم بالشيء لا أحد يعلم أنها ابنتك سوانا !

نظرت له نورا بعبوس تطلب بقنوط

-لا تذكرني !

لو كانت تعلم أن والديها لن يعارضا فكرة الإعلان لما وافقت أبدا على أن تكون الشخصية السرية , على الأقل كان لديها أمل بأن تتفاخر بين صديقاتها بمقابلتها لرجال آل خير بك ..

-إنها الحقيقة !

اعترض محمد ليتلقى نظرة حارقة من سعاد التي نظرت في اللحظة التالية بهيام لوجه ابنتها الذي لا يشبهها الآن على الإطلاق ومرغمة أقرت

-والدك على حق انظري لنفسك في الإعلان , تبدين مختلفة تماما بهذه الزينة المبهرجة وحتى الزي .. إنه خرافي !

ثم التفتت لها تسألها

-هل هو معك ؟

هزت نورا رأسها بنعم وصوتها الهامس ينتشر في الصالة

-نظفوه وتركوه معي على أن يكون جاهزا للاستعمال وقت الحاجة .

-اسمها جاهزا للباس عزيزتي ..

صحح محمد لها وكتم صوت التلفاز ينظر لهما

-حقا إنه شيء مميز صغيرتي .

كان فخورا بها , تربعت سعاد قربه على الأريكة بينما نورا متربعة على الأرض أمامهما

-هل سيكون هناك إعلان آخر ؟

لعلي ألقى ... عيناكWhere stories live. Discover now