لعلي ألقى ... عيناك

6

ما أجمل هذا المكان !

هذا ما فكرت به نورا , بينما تضع قناعا ذهبيا يظهر إحدى عينيها التي تم وضع زينة مبهرجة مبالغ به عليها بينما غُطي وجهها الباقي بالقناع ما عدا جزء من شفتيها ذات اللون الأحمر الصارخ .. ترتدي لجلسة التصوير فستانا أبيض اللون قصير من الأمام طويل من الخلف يغطي الصدر مع كمين طويلين من الشيفون الضيق , ولا ننسى حذائها ذي الكعب العالي , حتى هي نفسها تستغرب من طولها الجديد في كل مرة تخطو به خطوة واحدة .

أمها لم تكن معها هذه المرة بل فضلت الاستمتاع بتجربة المواد التجميلية التي لديهم في البيت بعد كل شيء ورغم مظهر نورا البريء إلا أنها تملك لسانا طويلا يحميها وعظام قوية يمكنها أن تشكّها بخاصرة من يزعجها ولا خوف عليها ..

الحديقة الغنّاءة التي هم فيها الآن كانت أجمل ما رأته نورا طيلة حياتها , كيف يمكنهم تنسيق هذا الجمال ؟

فكرت مجددا أنها بحلم وقد تخرج منه ما أن تفتح عيناها , ولكن لا ..

حتى بعد أن قرصت كفها .. كانت لا تزال جزءا من هذا المكان , بل الأفضل هي هنا لتكون جزءا جميلا أيضا !

شيء يدفع للغرور ..

تجاهلت وليد الذي يقف جانبا مع سها , وركزت مع عادل الذي يجهز المكان لبدء التصوير المبالغ به ..

من ستقرأ كتابا بينما تضع قناعا من الذهب ثقيل يؤلم الوجه وزينة مبهرجة ؟

لا أحد !

ومع ذلك كانت هنا مع مجموعة من الكتب التي تراها لأول مرة , ومن المفترض أنها تقرأ بمتعة ..

ما الهدف من هذه الصور ؟

سؤال لا تعرف جوابه , وربما كما قال عادل سها هذه فقط تريد أن تحظى بما حظي به وليد بعد كل شيء حتى لو كلفها الأمر ثروة ..

ومن نورا لتعترض على المال مقابل بعض الملابس والصور ؟

حسنا من المفرح أنها علمت للتو أن الملابس التي سترتديها في جلسات التصوير ستكون هدية لها , وليد أخبرها باختصار أن لها ارتدائها أثناء المناسبات التي ستحضرها معه إن أرادت ..

لكن عادل اعترض لاحقا وأكد لها

( إن أردت البقاء مميزة استمري بلبس الزي الخاص بك فقط )

ورغم لهفتها للخروج بهذه الملابس الراقية إلا أنها ستفعل كما قال عادل فقط حتى لا تفعل ما يريده وليد !

حركة طفولية ولكنها تريحها قليلا على الأقل لن يتحكم بكل شيء يخصها .

تهدلت كتفيها وقد ولّى الحماس ( هو فعليا يتحكم ! )

-جاهزة ؟

خرجت من أفكارها على صوت عادل الذي تناقشت معه مطولا لما يريد منها فعله .