8

101 9 1
                                    


تلفت حوله يتأكد أن كل شيء كما خطط له , اليوم ولأول مرة منذ أشهر يفعل شيئا ما يريده , فقد الشغف بفعل ما يحب من زمن لا بأس به والآن ها هو من جديد يتحرك شيء في داخله ..

ربما ليس بالقدر الكافي ..

وقف قرب نافذة مكتبه يراقب الشارع بأعين فارغة فقدت بريقها , تسكنها قسوة غريبة , منذ أن عاد من السفر فقد الكثير من نفسه ..

ربما أكثر مما يجب لرجل مثله أن يفقده ..

لمس الزجاج برقة بينما نظراته ساهمة لا يرى أمامه إنما غارق في خياله

-سيلين ..

همس بشوق وأغمض عيناه قليلا , كانت سيلين هي المرأة التي أحبها من أعماق قلبه , زوجته .. كانت زوجته ..

شكل قبضة وفتحها ببطء ..

كانت ملكه وذهبت بكل بساطة ..

كقبضة رمال ناعمة , لطيفة تسربت منه وكأنها لم تكن يوما ..

تنهد بتعب وفرك عينيه مرهقا من أفكاره التي لا تتركه ليلا ولا نهارا ..

ما يجب عليه فعله اليوم هو أن يركز بموعده فقط وليس بأي شيء آخر , ومع ذلك ها هو الآن فقط يفكر بالماضي الذي لا معنى له ولن يعود يوما .

ترك مكانه وألقى نظرة على طاولة العشاء الفارهة التي طلبها منذ بعض الوقت , سيكون الطاهي حزينا إن علم أن معظم هذا الطعام سيتم التخلص منه دون فائدة ..

تلقى اتصال عادل الذي يخبره أنه على وشك الوصول , فابتسم بجفاء , وحث خطاه حتى استقبلهما على باب مكتبه ...

تمكن من ملاحظة توتر عادل وتصرفاته الغير راضية عما يجري , ومعه الحق فهو أخذ على عاتقه مسؤولية الفتاة وكأنه وليّ أمرها , لذلك يرافقها في كل مكان , بينما في هذه المرة رفض وليد تماما وجوده ..

لم يلق بالا بالنظر نحو الفتاة المتشحة بالسواد بل أشار لها لتتقدمه , حينها فقط عبس قليلا بتركيز وتذكر رؤيته لهذا الثوب أثناء جلسة التصوير , وارتفع حاجبه بتسلية وأخيرا قررت أن تخرج عن عنادها وترتدي أحد تلك الأثواب الكثيرة التي حصلت عليها ؟

تطور ملموس حقا !

تقدمها بكياسة

-من فضلك .

بكل نعومة نطق , بينما يمد يده بنبل يدعوها للدخول , ولم يتمكن إلا من الابتسام بمكر حينما رأى تأثير ما تراه في ارتجاف جسدها ..

افترت شفتيه القاسية عن شبه ابتسامة مائلة يقول بلطف لم تعتده منه

-يمكنك اعتبار عشاء اليوم مجرد اعتذار عما بدر مني سابقا ..

دارت على عقبيها مباشرة حتى واجهته بنظراتها , وارتعدت حين مد يده بجرأة يرفع القناع عن وجهها ..

لعلي ألقى ... عيناكWhere stories live. Discover now