الفصل السادس

116K 7.5K 4.9K
                                    


”ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فإنّ الناس مجبولون على الزلات والأخطاء، فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب“
-ابن الجوزي

صلوا على نبي الرحمة .....

___________________

" اعزائي الركاب شكرًا لكم للسفر على الخطوط المصرية ونتمنى لكم رحلة سعيدة في مصر "

كان صوت المضيفة يصدح في أرجاء المطار، وما بين عناقات وصيحات شوق، كانت تتحرك هي بكل خفة متجاهلة تلك النظرات التي تحركت صوبها بانبهار، تسير وخلفها بعض رجالها، وهناك بسمة ماكرة ترتسم على فمها ترفع نظارتها على شعرها تخطو خارج المطار تنظر في المكان حولها، حتى وجدت سيارة تتوقف أمامها ويخرج منها السائق يفتح لها الباب باحترام شديد :

" اتمنى ألا أكون قد تأخرت عليكِ سيدتي ؟؟"

لم تهتم له وهي تبتسم بسمة صغيرة تصعد للسيارة، ويصعد جوارها شاب يماثلها في العمر يستقر في مكانه، ثم أخرج جهاز لوحي متوسط الحجم من الحقيبة التي كان يحملها على ظهره يقول بجدية :

" أخبرت رجالنا في مصر، وقد بدأوا البحث عنه آنسة واتسون "

ابتسمت الآنسة واتسون، وهي تنظر نظرة سريعة لقدمها التي من المفترض أنها أصيبت بها منذ أيام في منزل انطونيو الصيفي، لكن كل ما حصلت عليه هو جرح طفيف تغطيه بلاصقة طبية، بعدما نجحت تجربتها الأولى لما يسمى بـ ( جلد مقاوم للرصاص المصنوع من حرير العنكبوت وخلايا الإنسان )، لم تكن تصدق أن الأمر حقيقي، لكن ها هي التجربة قد نجحت وبامتياز .

" اريد معرفة كل شيء عنه، وسبب وجوده في مصر، ومع من أتى، كل شيء "

أنهت كلماتها تتحسس موضع الجرح في قدمها تهتف بشر :

" لدي حساب مع آل فوستاريكي علينا أن ننهيه، ولا أجد افضل منه لتصفية جميع حساباتي معه من بين كل أحفاد اليخاندرو فوستاريكي"

أنهت حديثها وهي تنظر للنافذة بشرود، تهتف في نفسها بخبث وترقب :

" ها نحن مجددًا يا فابري "

___________________________

ليلة هادئة كأي ليلة مرت عليها، تجلس على سطح منزل جدتها تراقب القمر والنجوم كما اعتادت الفعل في طفولتها أثناء زيارة الجدة لولو، نفس الشعور بالاسترخاء والراحة، لكن هذه المرة تختلف، تختلف أنه يجلس جوارها يحدثها بكل انطلاق بعيدًا عن صمته المعتاد، يحدثها ببسمة صغيرة يحاول بها إيصال القليل مما يضمر لها من مشاعر، وفي الخلف تجلس جدتها رفقة جارتهم الجدة سوسو، يتسامرون ويتضاحكون .

" السماء تبدو جميلة وصافية "

" نعم كثيرًا، لكن الجو بارد بعض الشيء "

استدار فبريانو بعض الشيء يخرج شيء من حقيبته التي اتى بها وأحضر بها كل ما يحب هو وروبين، ثواني ووجدت روبين علبة كبيرة من المثلجات توضع في الفاصل بينها هي وفبريانو، وفبريانو يمد لها يده بملعقة بلاستيكية، يقول ببسمة صغيرة :

الوجه الآخر للمافيا ( أحفاد اليخاندرو 2 )                                     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن