الثالث والثلاثين

94.2K 6.8K 3.1K
                                    

سيُصادفُك شيءٌ طلبتَهُ منَ اللّه منْذُ زمنٍ بعِيد ، ربَّما نسِيته ، لكِنَّ اللَّه لم ينْسَاه.

- الشيخ محمد متولي الشعراوي

صلوا على نبي الرحمة ..

________

ابتسم ايثان بسمة واسعة وهو مازال يعطي ظهره للباب ولمن اقتحم الغرفة دون أن يتم تحذيره حتى من وجود دخلاء،  لكن يبدو أن ضيوفه الاعزاء لم يكتفوا بما فعلوه من وقاحة في منزله بل تحرك احدهم وهو ينظر في ارجاء المنزل يقول بصوت بارد كالصقيع:

" اسمح لي أن اعبر لك عن رأيي في ذوقك البشع،  مكتبك يدفعني للتقيأ حقًا لايوجود من يمتلك ذوقًا ابشع منك عدا ذوق اخي الصغير في الموسيقى "

استدار ايثان بكل برود ينافس خاصة المتحدث والذي لم يكن سوى انطونيو ومعه بعض رجال عائلته،  لكن ايثان لم يعبأ بأحد منهم وهو يتحرك صوب البار الجانبي يضع لنفسه كأسًا من المشروب يردد بكل برود:

" حسنًا ربما ذوقك هو البشع،  وليس خاصتي او خاصة اخيك "

انتهى من كلماته، يستدير حاملًا الكأس في يده يتكأ بمرفقيه على الطاولة المرتفعة خلفه وهو يقول بتفكير:

" صحيح كيف حال جدك؟؟ هل مازال يبكي ابنائه أم تجاوز الأمر "

تحرك من مكانه وهو يقول بهدوء مستفز متجرعًا بعضًا مما بكأسه وصوته يخرج ببساطة:

" أبي اخبرني سابقًا كيف انهار عندما رأى بعينه والدي العزيز ينتهي من ابنائه الثلاثة رفقة ايدن وبعض الاصدقاء،  يا رجل كانت واحدة من تلك الحفلات التي تندم عمرًا كاملًا لعدم حضورها،  لكن لسوء حظي كنت صغيرًا وقتها؛  لذلك فكرت أن نقيم حفلة أخرى تكونون انتم ضيوف الشرف بها "

وبمجرد انتهاء كلمته حتى ابصر ايثان أربعة مسدسات تقبع أمام وجه وصوت انطونيو يقول بشكل مرعب وكأنه خرج من الجحيم:

" ما رأيك أنت في حفلة كتلك التي اقمناها لوالدك قبل رحيله بساعات؟؟ مازالت صرخاته وتوسله يرنّ باذني حتى الآن،  جسدي يرتجف حزنًا كلما تذكرت بكاءه كالاطفال،  اقسم أنني لو كنت امتلك قلبًا وقتها،  لكنت اشفقت عليه "

اشتدت شراسة النظرات في عين ايثان وهو يرتشف كأسه دون أن يعبأ بكل تلك الاسلحة امام عينه، يقول بنبرة خرجت باردة رغم الحمم التي تخفيها اسفلها:

" لا بأس عزيزي أنا اسامحك،  في النهاية كان ذلك المتوقع لشخصٍ حقير كأبي"

صمت ثم قال وملامحه تنطق بالاسى:

" لكن اشخاص صالحين كأبائكم صدقوني لم يستحقوا بشاعة الميتة التي رحلوا بها،  كان الأمر مفزعًا في الحقيقة "

انتهى ايثان من كلماته وهو يتحرك صوب مكتبه بعدم اهتمام قبل أن تتوقف اقدامه في مكانها برعب أجاد اخفائه وهو يستمع لصوت واحدٍ منهم:

الوجه الآخر للمافيا ( أحفاد اليخاندرو 2 )                                     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن