🎐-1-🎐

4.7K 72 11
                                    

________
استيقظت ميرا  كعادتها مع اول بشائر اليوم الجديد . حاولت النهوض ببطء شديد فهي لم تستعد وعيها بالكامل لفتح النافذة فلطالما أحبت استنشاق الهواء البارد صباحا . فهو ما يجعلها قادرة على القيام بكل تلك المشاق التي تنتظرها . و بمجرد أن فتحت النافذة حتى تدفق النسيم البارد للداخل الغرفة . وجعل خصلات شعرها الاسود  الطويل تتطاير بحرية . يبدو أن شتاء هذه السنة على الابواب . و من المعروف أن شتاء كندا غالبا ما يكون قاسيا على الفقراء و المحتاجين أمثالها و عائلتها . لذا فعليها  ملئ المخزن حطبا للتدفئة و جلب الوقود لاستغلاله في الإضاءة ليلا و ملئ المخزن المخصص المؤونة و الاشتغال بالصوف ليلا . هذا بغض النظر عن باقي الأعمال المنزلية الاخرى .
لكنها رغم ذلك لم تكن تشعر بالضجر بسب كل أكوام الاشغال التي أمامها مقابل الاستياء الذي تشعر به بسب شقيقيها . فالاول كان يصغرها بعامين أما الثاني فهي من تولى تربيته حرفيا .
أما هي فكانت في 18 من عمرها .
ميرا كانت تعيش حياة قاسية رغم كونها في عمر الزهور . لو قابلتها يوما لحسبت انها ربت بيت فعليا رغم أنها كانت ضئيلة الجسم.
________
***
اعدت ميرا نفسها لبدء يومها الجديد
و شرعت في تحضير الطعام . و ترتيب المنزل . و جلست على الطاولة تتناول فطورها   . كان فطورا عاديا و روتيني بنسبة لهم . حليب و زبدة الرنة*(هو حيوان أليف معروف جدا في كندا ) ، خبز ، عسل اسود و بيض لكنها كانت تكره الحليب لذلك لم تأكل غير الخبر و البيض و القليل من العسل .
بينما كانت هكذا دخلت والدتها
"صباح ميرا "

"صباح الخير امي انا ذاهبة الان لجمع الحطب لا تقلقي حيال هذا "

"حسنا  خذي العربة اذا و حاولي جمع قدر المستطاع فنحن في امس الحاجة إليه "
ميرا بكل استسلام : "حسنا"
نهضت و ارتدت معطفا ابيض ثقيل و قبعة بنفس اللون . بينما كان شعرها على شكل ظفيرتين طويلتين تخفيهما تحت المعطف و حذاء حتى الركبة و قفازات طبعا
اخذت العربة و بدأت في عملها .
كان بيتها في قرية جبيلة و معظمها غابات صنوبر .
بعد أن انتهى النهار و قامت بكل الأعمال عادت إلى البيت و قد وفرت المؤونة و الحطب لعائلتها المتكونة من جد و جدة ، والدان و شقيقها
بعد الانتهاء من ترتيب المطبخ بعد العشاء ، اجتمعت كل العائلة حول المدفئة كان والدها و جدها يتحدث عن الأمور السياسية والاقتصادية للبلاد أما النساء فكن يقمن بحياكة ملابس لكافة دالعائلة و خصصن جزاءا كاملا ليقمن ببيعه لجني بعض المال .
و طبعا ، كل ليلة يحكي الجد 'جو' قصة او بعض الطرائف . انه خفيف الدم  و جدٌ رائع رغم إصابته بعض الأمراض التابعة لكبر السن .
الجدة ماري مرأة ع و ٧عغعدددددمتمصلبة في الظاهر لكن لها قلبا حنونا و هي تقوم بإدارة البيت رفقة الام
أما الاب سام فلطالما كان ابا صالحا لكن بقسوة الحياة هناك هو يظطر للعمل في القرية المجاورة للحفاظ على عائلته

انهم كانوا يعيشون ببيت بسيط جدا رغم كثرة، أفراد الأسرة
و عليهم النجاة كل الشتاء من الموت جوعا أو احيانا كثيرة بردا

هكذا تعيش ميرا الشابة التي لطالما أرادت أن تغير حياتها و تعيش شبابها كما يفعل الجميع .
لكن ، ليتها لم تفعل . فقد تندم فيما بعد .
و بينما ، لا تنازل العائلة مجتمعة حول المدفئة يتبادلون الأحاديث
إذ قال شقيقها الاصغر "ابي متى سيبدء موسوم صيد الدببة "
اجابه و هو منغمس بقراءة الجريدة " اه ، نعم عن قريب يا داني "
فأجاب ذلك الذي تدعوه ميرا 'الوغد'
" انا ساكون في المقدمة هه .. ساقتلع راس ذلك الدب اللعين "
شهقت الامه واضعت يدها على صدرها " اتود قتلي يا هذا أنك لم تتم سنتك 16 اتحسب نفسك رجلا ... ما هذا..."
فصاح و ملامح الثورة بادية عليه  "سحقا ، لقد قلت اني اصبحت رجلا لست فتاة يا اماه.."
فغضب الاب لتصرفه و أمره للخلود الي النوم
حاولت ميرا تغير الموضوع "امي ... ابي ... من صباح الغد سابدء بالبحث عن الحطب في المنطقة الشرقية "
قال الوالدان باستلام "ليعنك الله يا حبيبتنا . لو... لا الظروف لَما سمحنا لكي أن تتعبي هكذا."

قالت الفتاة مشجعة " كي لي أن اكون فردا من هذه العائلة دون اساعدكم و اهتم لامركم "

" بارك الله لكي يالغالية "

⁦⚜️⁩
انه يوم جديد ، كانت ميرا فيه راضية نوعا ما . و لم تأثر عليها كل الأعمال الشاقة التي تنتظرها . كانت هادئة و لم تشتكي حتى . جهزت نفسها و عندما همت بالخروج سمعت جدتها تناديها فالتفتت
"اه .. ههه جدتي صباح الخير انا ذاهبة الان .. كما تعلمين ساعمل بالمنطقة الشرقية اليوم .. هي بعيدة طبعا .. فلو تاخرت فاخبري الجميع انني سانام بمنزل عمي جورج "  
و ما أن فتحت الباب حتى قالت العجوز "الن تقبلي جدتك "

فارتمت ميرا عليها تحتضنها ...و ودعتها و رحلت
و بعد مشي شاق بدأت ميرا تلتقط الاعواد التي تعترضها حتى حل الليل و همت برحيل تجاه منزل عمها .
كان الطقس باردا ، رياح ، و ثلج يتراكم بسرعة معيقا حركته خاصة مع الكم الهائل من الأخشاب الذي تجره في العربة . لم يظهر القمر ليلتها
كانت خائفة بجسمها الصغير مقابل كل تلك الأهوال التي تواجهها . خاصة صوت الحيوان المتوحش الذي كان يلاحقها .
حينها أفلتت العربة و اطلقت العنان لرجليها  . و لا تعرف الي كيف سينتهي بها الأمر .

عاشقة الظلامWhere stories live. Discover now