⁦🎐_2_🎐

1.5K 26 0
                                    

حينها ، افلتت العربة و اطلقت العنان لرجليها . وهي لا تعرف الي اين  سينتهي بها الامر .
كان ذلك الوحش يلاحقها بشراسة . و إذ بصوت رصاص جعلها تنزلق و تسقط في المجهول .

⁦⚜️⁩

في غرفة دافئة و مظلمة نوعا ما عدى عن ضوء خافت ينبعث من المدفئة .
كانت الفتاة تحاول استعادة وعيها و النهوض لكن الألم الذي أحست به كان عائقا لحركتها و بالاخص بيدها التي اكتشفت انها في جبيرة و ايضا ضمادات على ساقيها المتورمتين .
حاولت أن تتذكر ما حدث معها . لكنها لم تستطع .
فأخذت تبكي بكاء مريرا بالكاد يسمع .
فجأة ، دخل شخص ما لم تتمعن في التثبت من شكله بسبب اعيائها الشديد .
لكنها استطاعت أن تميز شكله عموما . كان شخصا طويلا جدا ، عريض الجسم مما يدل على صلابته و قوته ، كما كان يلبس الاسود من رأسه حتى قدميه ، و يغطي رأسه و لم تتمكن من رؤية وجهه ابدا .
عندما، رأى هيجانها اتجه نحوها بسرعة حينها  ، لاحظت نوعا من عرج في مشيته .
جلس بجانبها و كان يحدثها بهدوء " الحمد لله على سلامتك "
و لكن ، تملكها الرعب حيال هيئته و حالها فحاولت الصراخ دون جدوى "من انت ما الذي تريده مني "
لقد كان صوتها شبه انين ضعيف

" لا تقلقي ارجوك ... اهدئي من فضلك .. لقد تعرضتي لحادث في الغابة ليلا . كان دب ضخما و قد انزلقتي في حفرة كبيرة اثر طلقي للنار على الحيوان ."

قال هذا و هو يحاول تفحص الخدوش التي في ساقيها و قال إنها ستشفى في اقل من اسبوع بالاستمرار في العنايه بها . و تابع كلامه " و للاسف لقد دخل شيء حاد في بطنك مخلفا جرحا عميقا . انا اخبرك بهذا ليس لاخافتك لكن ، لتحذري عند الحراك ... اااا، لا تقلقي لقد قمت بخياطة الجرح ."

ثم استأذن منها بكل ادب للكشف عن الحرج ، كان مضمدا بعناية و احترافية .بينما هو كذلك قالت فجأة
" اريد الذهاب ارجوك .. اتركني "

" لا استطيع ترككي و انت بحال كهذه "
لكن هذا لم يجدي نفعا فهي لا تزال مستمرة في هيجانها ، بينما، حاول أن يهدأها دون جدوى

"اذا انا مجبر على اعطائك هذه الإبرة المهدئة "
لكن بمجرد أن قال كلمت إبرة حتى اختفى صوتها و بدأت في الهدوء

" جيد ، حافظي على هدوئك حتى تستعيدي صحتك بسرعة .... و تذهبي من هنا ... فانا مشغول جدا.."

قال هذا و هو يدثرها و يهم لنهوض . الغريب أنه حتى عندما كان يحدث و مقتربا منها كثيرا . كان يشيح بوجهه عنها . لم تشاهد غير السواد . الا انها شعرت بارتياح حياله و ارتاحت له حقا . فقد كان محترما جدا . و يبدو أنه هو من قام بحمايتها و أنقاضها . لذا ، أرخت راسها على الوسادة . و حاولت الاسترخاء . رغم أنها شبه ناسية لهويتها و من تكون . لكنها ، مرتاحة جدا

بعد لحظات قليلة، عاد الرجل و هو يحمل طبقا بيده . أما هي فقد استعادت وعيها بالكامل . وضع الطبق على الطاولة جانبا . و استاذن ليساعدها على الجلوس .
"انظري هذا حليب الكرز الاحمر و التوت ... امل ان يعجبك ..  اكمليه تماما فقد كنت نائمة لمدة يومين ..."

تورد وجه الفتاة و قالت بعفوية
" حقا ، مرحا ... الحمد لله "

فتعجب فهو لم يتوقع ردة فعل كهذه . لكنه لم يعلق بل بقي صامتا و ناولها الكاس . و بقي يراقبها و هي تترشف اكنها طفلة صغيرة .
وثم أعطاها قطعا من الكعك والخبز و اقراص دواء فتناولت بدون كلام .
" هذه ثياب نظيفة ارتديها بعد أن تنتهي ... اسف لا املك ملابس نسائيه الان لكن هذه ستفي بغرض  ... "
و هم بالذهاب لكنها قالت
" شكرا لك لن انسى معروفك هذا .."
فهمهم بعفوا . و قال أنه سيذهب و يعود  بعد ان تنتهي من تبديل ملابسها و خرج ايضا هذه المرة و لم تستطع أن ترى وجهه . و فعلا ، غيرت و نهضت من السرير ببطء و هي تتالم ثم اتجهت نحو الباب ففتحته و خرجت فرأت قصرا باتم معنى الكلمة   .
" سيدي .... ايها الرجل ... اين انت "
حين لم تسمع له جوابا ارتعدت و ظنت أنه خرج و تركها وحدها . فسارعت خطواتها تحاول أن تجد الباب . لعله بخارج .

عاشقة الظلامWhere stories live. Discover now