🎐_4_🎐

854 24 0
                                    

الام شديد اجتاح معدتها تلك الليلة ، و شيء ما يبلل ملابسها ... شعرت بالرعب فأشعلت المصباح الذي بجانبها فاكتشفت انها دماء و أن جرحها ينزف باستمرار ... فأخذت منشفة و ضغطت بها عليه حتى يكف النزيف ...
و خرجت من الغرفه مسرعة و هي تتعثر باحثة عنه ... فتحت الباب المقابل لحجرتها ... و لم تكن تظن أنها ستجده هناك ... كان نائما على كرسي خشبي هزاز أمام المدفئة ... و مكشوف الوجه ... فلم ترد أن توقذه ... فكم كان يروق لها شكله و هو نائم .... ما الذي كانت تفكر به و هي بتلك الحال  ؟؟؟!
لكن لحسن الحظ أنه شعر بها فنهض مسرعا
حينما رأها
" ميرا .. ما الأمر .... "

فقالت بصوت مخنوق و هي تكاد تفقد وعيها
"  جرحي ينزف ... ساعدني ارجوك ... ارجوك ..."
" اطمئني ... اتركيها علي ... ساحلها أن شاء الله... "
و اتجه مسرعا نحو الرفوف و بسط غطاء ابيض على السرير و ساعدها على الاستلقاء . ثم كشف عن الجرح بعد أن نزع الضمادات
"لقد فكت الخياطة ... كم حذرتك من هذا ... حسنا ، اهدئي ...."

عقم يديه    و ارتد قفازات طبية .. و قام بإعادة تعقيم و تخيط الجرح  .. عمله كان دقيقا للغاية و قد نسي أنه لا يلبس قناع الذي يلازمه طوال الوقت...
ميرا كانت تلاحقه بعينيها الرماديتين و لم تشعر بالنفور و الخوف من جانب وجهه  الذي كان مشوها بشراسة باثار حروق قديمة و ندبات  عميقة رغم هذا و لتكون منصفة لقد اعجبت بجماله و هيئته فتلك الآثار لا تنقص من جماله شيئاً
" لقد انتهيت .... كوني اكثر حذرا هذه المرة"
تحدث وهو منفعل و اخذ يمسح على وجهه . فاكتشف أن وجهه مكشوف فارتبك كثيرا
"سيد جوليان ... جبيرة يدي هي السبب ... لم أكن أريد ازعاجك ..."

" لا تتعبي نفسك .. لحظة سأتي فورا "

غاب قليلا و أتى بالطعام والشراب و ثياب نظيفة و الماء الدافئ و عاد ليجلس على الكرسي المجاور السرير . و بدء ينظف اثار الدماء على بطنها و يديها و نشفها و ساعدها على تغير سترة البيجامة التي كانت تلبسها
" ساذهب لغسل يدي ... لا تتحركي من فضلك ."
ميرا كانت غارقة في حيرة شديدة بسبب شدة لباقة و رحمة هذا الرجل فقط ما كان يزعجها هو ملازمته على ارتداء ذلك القناع و اخفاء ملامحه عنها الذي يخفي حتى بريق عينيه السماويتين  ثم أرخت راسها من كثرة التعب حتى عاد و اصبح يطعمها بكل لطف و رأفة حتى شبعت ...
"ساذهب الان سوف تنامي هنا الليلة لو احتجتني فقط ناديني "
قال هذا بهدوء تام و هو يضع كفه على ركبته . و قبل أن يهم بالنهوض مسكت يده الأقرب إليها و كانت تلك المشوهة  و قبلتها تعبيرا عن شكرها له و هي تكاد تنام و تفقد وعيها قائلة
" لن استطيع رد معروفك  ... شكرا لك ... سامحيني لو سمحت .. 💞"

فارتبك و قال عفوا بعد تلعثم دام لحظات
" لِم كنت تخفي وجهك عني ..."
و هذا السؤال لم تكن لتطرحه لو كانت بوعيها ...... صمت برهة يفكر في جواب مناسب
" الم تشاهديه ... الم تري حاله ... لِما لم ترتعبي ... أو تشمئزي من منظري و حالي "

لكن الان لم يكن ينتظر جوابا كهذا .... لقد كان بريئا و خاليا من اي تصنع

" كنت جميلا حقا ... لم ارى شيئا يجعلني اخاف أو اشمئز "

صعق من جوابها الذي لم يحسب له حساب...... و جعله يبتسم  كما لم يبتسم من قبل
" عدني الا تلبسه امامي مجددا "

"ههه .... سأحاول جاهدا فقط من اجلك .... تصبحين على خير يا صغيرتي "
منذ ذلك الموقف تغير كل شيء لم تعد مجدر ضيفة يقوم بمعالجتها بل ....
اكثر من ذلك
⁦⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩⁦❄️⁩

عاشقة الظلامWhere stories live. Discover now