🎐_10_🎐

622 18 0
                                    

👒✨🍂👒✨🍂👒✨🍂👒
___________________________

لقد اعتاد على قلة النوم ....
و ليضيع الوقت قليلا دخل المطبخ و اعد كعك التوت البري و وضعه بعناية في سلة صغيرة ... وذهب حتى يحضر نفسه للموعد من ثم ركب عربته التي ملئ مؤخرتها حطبا و انطلق .... عندما, كاد يصل لمحها عن بعد و هي تعمل بجد .. و بمجرد أن توقفت العربة حتى قفز أرضا و ركضت هي و تشبثت بعنقه تحتضنه و كأنهما يحاولان تعويض ايام الفراق الماضية
" سيد جوليان عزيزي لنجلس هنا على جذع هذه الشجرة ... هههه يبدو أن رسالتي قد وصلتك ..."

" نعم ... كيف حالك ... لاتزالين في نفس جمالك و نضرتك المعتادة ....حمدا لله على سلامتك "

"اه .. ههه هذا يعود اليك ... لكنك تبدو متعبا ... ما الأمر ... هل انت مريض ... ها ؟؟! .. ما الذي يألمك ... ارني هيا ... "

" لا تقلقي ... انا متعب فقط ..."

فارتمت مجددا في حضنه و هي تمسح على ظهره
" لا تتعب نفسك ارجوك ... على فكرة انظر الى هذا .. صنعته لأجله "

" اااه .. أنه وشاح جميل حقا ... لكن جمال صانعته لا يقاوم بثمن ... هذا لكي الكعك الذي تحبينه كثيرا "

لقد كان حديثا ممتعا و بدى الاثنان كما لو أنهما لم يتفارقا اصلا .. و رغم هذا هما لم يصلا لصلب الموضوع .....
" جوليان كم عمرك .. ان كنت تسأل عني فانا اكبر من شكلي عمري 18 سنة"
" عمري 30 سنة .... هل انت مستعدة لتسمعي قصتي فانا على وعدي ... و اعلمي أنك قد تكرهينني.. إلا أنني لن اكذب عليك في شئ ساكون صريحا باتم معنى الكلمة ...."

" لا ... تفكر هكذا يا حبيبي .... ساستمع اليك جيدا... هيا ... لا تقلق حيال اي شيء ... "
" انا من عائلة "آلبارت" ولدت في فرنسا ..و هي موطني الام. حيث كان والدي من أعيان البلاد و صاحب اكبر مناجم الذهب و اغناهم كنا عائلة سعيدة حقا .... و كنت جميلا نوعا ما و حياتي رائعة و لقد أخذت تعليما جيدا ثم تابعت دراسة الطب الحديث .... لكن لم اتمه .... بسب الحرب التي أتت مدمرة كل شئ و أولها حياتي ... عند اول بشائر الحرب تظرر والدي كثيرا ... فأخذ اخي الاكبر مكانه ..... و لشدة تعرك الأوضاع انتقلنا من بلد إلى آخر و لم نجد الأمان في اي مكان و كانا نسافر مشيا ، ركوبا على الخيل أو بحرا .....ثم نستاجر منزلا ونستقر في الأماكن التي تكون آمنة ....
ذات يوم كنا نحتفل بميلاد ابنت اخي الاكبر جافريس . إذ بنا نسمع دويا مرعبا و صافرة انذار تعلن مداهمة العدو لنا ... فكان علينا أن نتجه نحو الملاجئ حتى نحتمي من الغارة الجوية .... خرجنا من البيت و ركضنا مع سروب البشر الذين كانوا يرجون النجاة بأنفسهم ... كنت اركض حاملا في حضني زوجة أخي و ابنتها حديثة الولادة ... هاربين من الموت ... كنا نظن أننا نترك الموت ورائنا لكننا كنا نسير نحوه ... كل شيئ على ما يرام و اصبح الملجئ قريبا .... و ....و في إحدى خطواتي .. أحسست أني وقت فوق شيئ صلب ... كان لغما و لم استطع تميزه رفعت قدمي و انفجر المكان .... ماتت زوجة أخي و ابنته على عين المكان .... و انا منذ ذلك الوقت و انا احتضر .. اموت ببطء .... و رغم عظمة الانفجار إلا أنهم لم يتوقوا بل كانوا يتسابقون لأخذ مكان في الملجئ ... و يدوس الواحد على الاخر ... بكل جنون .... لن انسى ذلك اليوم ابدا .... و لا تظني أن هذه النهاية .....فهناك المزيد ....
بعد اختباء الجميع بقيت ملقى بين اكداس الجثث البشرية .... لا اقوى على الحراك أو الكلام ..... لمدة يومين و نص ... بعد ساعات من ذلك شعرت بشخص ما ينقلني من على الارض الي ظهر حصان حيث يتدلى راسي و يداي من جهة و رجلاي من جهة أخرى ....
ثم غطى جسمي كله بغطاء ... و اكتشف أنه اخي جافريس ... كنت اظن انه سيقلني لمكان اتعالج فيه أو ربما حيث يجتمع باقي الأسرة ....

لكن ... لا ،لم يحدث شئ مما كنت اتوقعه ... فوجدت نفسي ملقى مرة أخرى في مكان مألوف جدا ... كان أحد مناجمنا الخاصة بالذهب و الالماس .... ثم قال لي شيئا لن انسه قال أنه سيقوم بلانتقام مني... سيأخذ روحي كما قتلت عائلته و كلام كثير ... ثم اشبعني ضربا و ركلا حتى أغمي عني .... و لم اكن اعلم كيف استطعت العيش في ذلك المنجم المظلم البارد ما عدى بضعة مصابيح في بعض الزوايا .... لم أكن أتوقع انني سانجو فحالي كان يرث له .... لقد احترق معظم جسدي و أصبت بجروح بليغة و خاصة في قدمي اليسرى ... حتى اني كنت قادرا حينها على رؤيتي عظمي ...
حينها..

لم احسب نفسي ناج ... لكني هنا الان و هذا عجيب ... في يوم كنت اموت الما و جوعا انعكس نور خفيف على وجهي ... لقد كان واحدا من العمال الذي كان يحرس المنجم ساعدني على خروج و اخذي الي المستشفى حيث تعالجت هناك ... و بترت قدمي ايضا حينها تقبلت فكرة الموت و تاهبت له ... امضيت اكثر من سنة اتعالج و من حسن حظي كانت مستشفيات تقدم علاجا مجانيا للمتأذين في الحرب ... و في هذه الأثناء حسبني الجميع ميتا أما ذلك الحارس وضع جثت رجل مات في نفس الحادث و قال أنه يشبهني نوعا ما .... و هو الوحيد الذي ساعدني حتى شفيت و عدت لاقف مجددا... كنت حينها في اسبانيا ... و بمساعدته ايضا استطعت السفر إلي كندا بعد أن بعت كميات من الذهب و الماس تكفيني حتى استطيع مواصلة العيش ..... أن امكنني ... كنت احاول الابتعاد قدر المستطاع ... عن كل البشر ... كما أصبحت احاول جمع شتاتي و الاعتماد على نفسي ... كنت اعمل داخل القصر أو حوله نهارا و اخرج لحراسة الغابة و معالجة بعض الحيوانات او ناس احيانا في الليل ... وفي ليلة من الليالي كنت كعادتي اتجول في الغابة و املئ رئيتي بالهواء النقي رايت فتاة تجري تحاول الهرب من الدب الذي أراد افتراسها فأطلقت النار عليه إذ به جثت هامدة حملت الفتاة في حضني و انت الان تعرفين باقي القصة ... إذ ما رايك في هذا اصبحت تعلمين كل الحقيقة و الان علي الرحيل"

بينما كان جوليان يحكي لم تنبس ميرا بكلمة فقط تعابير وجهها كانت تفضح خبايا قلبها ... و عندما رأت أنه يهم بالرحيل ......

#_يتبع_#

🎋🎐🎑🎎⁦🎗️⁩🎋🎐🎑🎎🎋

عاشقة الظلامWhere stories live. Discover now