الْعَشْرَةُ الْمُبَارَكَةُ.

31 3 0
                                    

ماذا نعمل في هذهِ العشرة المباركة؟

أولًا: معرفة فلسفةِ البُكاء..
علينا أن نعِي لماذا نحضرُ المجالِس؟
ولماذا نبكي؟ ولماذا نندُب؟
لأن معرفة الشيء؛ طريق إلى إتقان ذلكَ الشَّيء.

ثانيًا: التأسي بالنبي صلَّىٰ الله عليهِ وآله وسلَّم.
فالبُكاء، والنُّدبة، والتَّأذي ممَّا جرىٰ على سيد الشهداء في هذا اليوم، هو من سُنَّة الأنبياء:

فنبيٌّ الله يعقوب من الأنبياء الكِبار والعِظام، لماذا يبكي علىٰ ولدهِ يوسف، وهو يعلم بعلم الله عزَّ وجلَّ أن هُنالكَ غدرًا ومؤامرة في البين، ومع ذلك {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} لا علىٰ موتِ يوسف، بل علىٰ فراقه..

فإذن، إن التَّألُّم على أذىٰ أولياءِ الله عزَّ وجلَّ من سُننِ الأنبياء.

وهذه هي سُنة النَّبيِّ، خرج النبي صلىٰ الله عليهِ وآله وسلَّم من بيت عائشة، فمرَّ على بيت فاطمة، فسمع الحُسين يبكي، فقال: ألم تعلمي أن بكاءهُ يؤذيني؟

هذهِ رقَّةُ وعاطفةُ النَّبيِّ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم، رغم أنه لم يكن هناك ما يقاس بما جرىٰ في أرض كربلاء.

ثالثًا: إعلان موقف..
في هذه الأيام تعبر الدول عن احتجاجها علىٰ عملٍ ما: بالإضراب عن الطعام، أو بمظاهرة، والبعض يجعل على فمهِ لاصقًا؛ ليحتج على عدمِ حُرية التعبيرِ مثلًا.

ومن الأساليبِ، أن يبكي الإنسان على مظلوم
فنحن في هذا العمل يومِ عاشوراء، نسجِّل موقفًا نقول من خلاله: أن الإمام عَليهِ السَّلام قُتل مظلومًا!

إنَّ هناك تعاطفًا عالميًّا مع قضية الإمام الحسين عليهِ السَّلام.

أحدهم مسيحيُّ المذهب، وله مؤلفات كثيرة عن أهل البيت، عندما سُئل عن سبب ذلك، قال: أنا لا أدافع عن أهل البيت من منطلقِ الاعتقاد، وإنما من منطلق الظلامة.

فالحسين صلواتُ الله عليه، معشوق الأحرار، وكثيرًا ما يتردد قول غاندي: تعلمت من الحسين، كيف أكون مظلومًا؛ فانتصر.

نحن لا نعول على هذهِ الكلمات، فالحُسين أعظم وأعظم!

إذ يكفي أن جدِّهِ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم، قال عنهُ ما قال: وأما الحَسن والحُسين: فهما ابناي، وريحانتاي، وهما سيِّدا شباب أهل الجنة.

وما قيلَ في الحَسنين عليهُما السَّلام، ملأ بطون الكتب.

-لِقائلهِ.

قَبَسٌ.Where stories live. Discover now