01 | الْحُسَيْنُ.

39 5 3
                                    

حبُّ النَّبي للحُسين: توالت أقوال رسول الله لي مقام الإمام الحُسين عليه السَّلام، وموقعه الرَّفيع من الرِّسالة ومنه، ومدىٰ محبَّة النَّبي لِسبطهِ، ومنها:

«حُسَيْنٌ مِنِّي وأَنَا مِنْ حُسَيْن، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِيْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ.»

عن سلمان الفارسيّ، قال: سمعتُ رسول الله يقولُ:

«الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ابْنَايَ، مَنْ أَحَبَّهُمَا أَحَبَّنِيْ، وَمَنْ أَحَبَّنِي أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ الله أَدْخَلَهُ الْجَنَّة، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا أَبْغَضَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَنِي أَبْغَضَ الله، وَمَنْ أَبْغَضَ الله أَدْخَلَهُ الْنَّارَ.»

وعن البرَّاء بن عازب، قال: «رأيتُ رسول الله حاملًا الحُسين بن عليٍّ عليهما السَّلام على عاتقهِ وهو يقول: «الْلّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ.»

عن الإمام الباقر عليه السَّلام، قال: «كان رسول الله صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم إذا دخل الحُسين اجتذبهُ إليه، ثمَّ يقول لأمير المؤمنين عليه السَّلام: (أمسِكهُ) ثمَّ يقع عليه فيُقبِّله ويبكي.

ويقول الحُسين عليهِ السَّلام: (يا أبَه، لمَ تَبكي؟!) فيقول صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم: (يا بُنيَّ أقبِّل موضع السِّيوف منك وأبكي) فيقولُ الحُسين: (يا أبه، وأُقتَل؟)

فيقولُ صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم: (إي والله، وأبوك وأخوك وأنت) فيقولُ عليه السَّلام: (يا أبه، فمصارعُنا شتَّى؟!)

فيقولُ النَّبيّ: (نعم يا بُنيَّ) فيقولُ عليه السَّلام: (فمن يزورنا من أمَّتك؟)

فيقول صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم: (لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلَّا الصِّدِّيقون من أمَّتي) »

عن ابن عبَّاس، قال: « لمَّا أشتدَّ برسول الله مرضه الَّذي توفِّي فيه، ضمَّ الحُسين عليه السَّلام ويسيل من عرقه عليه ويجودُ بنفسهِ ويقول: (ما لي وليَزيد، لا باركَ الاهُ فيهِ، اللّهمَّ العن يزيد)

ثمَّ غُشي عليه صلَّىٰ الله عليه وآله وسلَّم طويلًا، ثمَّ أفاق وجعل يُقبِّل الحُسين عليه السَّلام وعيناه تذرفان ويقولُ: (أما إنَّ لي ولِقاتلك مقامًا بين يدي الله عزَّ وجلَّ).»

وأخيرًا، ندركُ كيف كان رسول الله يهيِّءُ ولهُ الحُسين عليه السَّلام لدورٍ رساليٍّ فريد، ويوحي به ويؤكِّده، ليحفظ رسالتهُ من الإنحراف والضَّياع.

ولذا نجدُ أنَّ سيرة الإمام الحُسين عليه السَّلام هي من أبرزِ مصاديق وحدة الهدف في تحقيق وحُفظ الإسلام العُليا، والَّتي أتَّسمت بها أدوار أهل البيت عليهم السَّلام، على الرَّغم من تنوِّعها في الطَّريقة وتباينها الظَّاهري في المواقف.

بحارُ الأنوار: جُ ٤٤، صَ ٢٦٦.

السَّلام على الحُسينِ الشَّهيد..
وفي حُفظ الله وأمنهِ.🤍

قَبَسٌ.Där berättelser lever. Upptäck nu