Due

574 41 31
                                    

ما جرى لقلبي لا يرومُ سواك
ما اعتراني أهذا عشقٌ ام هلاك




العُلية، تماماً فوق سقف الكونت حيث مكانه المفضل، يرقد مستلقياً على جانبه وفوق الأرضية الخشبية القاسية، تحاول أُذناه استراق السمع الى نشاطات من يقبع تحته، يستمع اليه، الى تنفسه، الى دقات قلبه، الى كل شئ حوله


صوت تلك المدفأة يحجب عنه صوت من جُن في كيانه، لكنه ولسببٍ ما احب امتزاج ذلك الصوت بصوت جونغكوك
"استطيع الشعور بك أليك انهض وتعال لحجرتي"

كانت مجرد همسةٍ خفيفة من فاه الكونت، لكن صداها كان صاخباً على أليك وبشدة، قلبه يقفز فرحاً يستقيم من معانقته للارضية التي تستسقف سيده

في الجانب الاخر من تلك الارضية، في تلك الغرفة التي تنيرها تلك المدفأة، يجلس بكل ما يحيطه من كبرياءٍ وغرور، ينتظر بهدوء، ينتظر حضور من ارسل له الامر بالحضور

يفكر للحظة، كم هو ممتع ان يلعب بمشاعر الذي يكبره سناً، يبتسم بلعوب حينما داهمته فكرة ان يستمر باللعب بها اكثر فأكثر، هو على علمٍ ويقين ان الاكبر يُكن له مشاعراً قوية تختلف عن مشاعر الوفاء والولاء

شارداً متكئاً على كرسيه الجلدي حاملاً كأساً من نبيذ سانجيوفيسي، يستلذ به وبالافكار التي تدور حول رأسه مع دوران الخمر في دواخله، دهورٌ ودهور مضت على اخر مرةٍ تلاعب بها بأليك

ليس وكأن جونغكوك لم يصارحه بالامر، المشاعر والاحاسيس اشياءٌ مؤقتة، لذا هي خُلقت للبشر والبشر فحسب، ليست مقدرة لمن يمتلك الخلود، لذلك هو يتخذ الحب كلُعبة كهواية يمارسها لفترة مع اي احد يروق له، ان كان بشرياً سيصبح وعاء تغذيةٍ مستمر له حتى يشعر بالملل من طعمه وينحر عنقه واهباً اياه لافراد عائلته ليتغذو عليه

أليك..
دوماً ما كان مختلفاً، مضت حوالي تسعمئة وتسعٌ وخمسون سنة على اعترافه له بالحب او اياً كان ما يسميه، شبحُ ابتسامة تزوره وهو يتذكر كيف انفجر ضاحكاً انذاك

يستمر في تتبع سلسلة احداث ذكرياته عن تلك الحقبة، حينما تبع صوت ضحكته صوتٌ اخر، صوت ضحكة أليك الممتزج بصوت بكاءه الصامت، وما بدر منه من كلام بعدها
'انا سعيد حقاً انني كنت مصدراً لضحكتك سيدي'

يتذكر بعدها كيف كان يُعذبه بصمت، يعذبه بتقبيله بين الحين والاخر، وبأتخاذ عشيقٍ يتلو الاخر امام ناظريه، بالممارسة معه دون اي شعور، وما احب اكثر بين طيات تلك الذكريات هو تقبل أليك لكل ما كان يفتعله به دون اي اعتراض

تلمس سبابته طرف شفته السفلى مداعباً ابتسامته الخبيثة تلك، يبتسم على تأثيره الكبير على أليك، يستمتع بشدة على مضي كل هذه السنين وأليك لم يفقد الامل ولو قليلاً

ارتميس || 𝑉𝐾Where stories live. Discover now