٨

13.7K 1.2K 383
                                    

تناولت طعامي، ساعدت ستورم بتنظيف الطاولة والأطباق، ثم ارتميت على الأريكة، أحتاج لنوم طويل الآن ولكني أعرف بالفعل أنه لا يوجد غير سرير واحد في هذا البيت، هناك غرف ذات أبواب مقفلة واستطعت معرفة ما بداخلها، رائحة الأوراق والمواد السحرية تنبعث منها ولا يصلح النوم فيها. وهو يعتقد أني سأنام بجانبه، لن أحقق رغبته مع الأسف.

تحولت لذئب وعانقت نفسي فوق الأريكة حتى أحافظ على حرارتي وغفوت فقط، لم أعرف أن ذئبتي ستقوم بخيانتي بعدما أنام، عندما استيقظت في الصباح عثرت على نفسي في سريره، كان يعانقني ويمسح على فرائي الرمادي، ذئبتي تحب هذا ونظراً لأني سأموت من الخجل فلن أعود لهيأتي البشرية قبل أن يتوقف.

"أنتِ صغيرة جداً كذئب، تبدين لطيفة يا وينتر" همس بالجملة الأخيرة ليطبع قبلة على رأسي وينهض عن السرير، لماذا يعتبرني صغيرة، حجمي طبيعي جداً كأنثى. كما أني اكتشفت أن هو من جرّني إلى هنا. راقبته بعيني وهو يفتح خزانته ويأخذ منها بكرة خيط أحمر.

رفع البكرة واستطرد "لدي عمل أقوم به، من الأفضل ألا تخرجي قبل أن أعود، ربما يحالفنا الحظ ونعثر على ڤاليري اليوم، أوه لا تنسي تناولي طعامك بدوني، إلى اللقاء"

سرعانما سمعت صوت الباب يُغلَق عدت لهيأتي البشرية، تنفست الصعداء وأنا أتمتم مع ذئبتي "هل ستفعلين هذا دائماً! أنتِ تحبينه ولكن ليس عليكِ إظهار هذا، يجب أن يُحاسب على فعلته، هل فهمتِ الآن..."

نهضت ورتّبت السرير، لم يكن لدي شيء لفعله لذا صنعت معروف لستورم ونظفت المنزل قليلاً وفي النهاية وجدت نفسي أخرق قواعده وأخرج إلى الغابة، بالطبع سأخرقها ما الذي يتوقعه مني غير ذلك؟

كنت أجمع التّفاح من الغابة وأضعه داخل سُترتي، لم أجلب معي شيء لحمله لذا كان علي أن أرتجل. عدت للبيت سيراً على قدمي وأنا أعانق تفاحاتي، كنت أراه من بعيد ولاحظت أن الباب مفتوح.

اقتربت أكثر وكانت تنبعث رائحة مختلفة من الداخل، أدركت أن شخص غريب في البيت، سارعت لهناك وعثرت على رجل ما يفتح الثلاجة وكل ما أراه هو ظهره.

صرخت به "هي! ماذا تفعل في بيتي!"

أسقط الرجل الطبق المعدني الفارغ من يده باِرتعاب واستدار نحوي "لقد أفزعتني! ماذا تقصدين ببيتك! هذا بيتي أنا"

"ماذا! أخرج من هنا لا أريد مناقشتك هيا من غير مطرود"

عقد حاجبيه باِنزعاج ورفع إصبعه علي "أنتِ فتاة صغيرة ولا أريد مشاجرتك! أخبرتكِ أن هذا بيتي هيا إرحلي"

يجب أن أُخيف هذا الرجل وإلا لن يرحل، جعلت أنيابي تبرز وأظافري تنمو وكان الأمر ينجح لأن خفقاته بدأت ترتفع لكنه رفع قبضته ورمى تراب أبيض على وجهي ففقدت قدرتي على الرؤية وسقطت أرضاً لتتدحرج التفاحات حولي وأنا أحاول جمع الهواء برئتيّ، كنت أسعل بقوة عندما سمعت صوت ستورم يركض للداخل وقام بلكم ذلك الرجل صارخاً به "هذه رفيقتي يا حقير"

|| وينتر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن