٢٣

9.1K 1K 218
                                    

من وجهة نظر الراوية:

لم يبقَ أحد ليسرد الباقي، ليس لدي متسع من الوقت أو الأوراق لأكتب ما حصل، إذا كنت تقرأ الآن فيجب أن تركّز جيداً، عليك أن تعرف أني انتهيت وأطلب فقط أن تستمر بسرد كلماتي لأي مخلوق حي قد تراه.

لأختصر الأمر، ستورم في المدينة المتجمدة جعل المكان مظلم بقدرته، وترك النمور الثلجية تهاجم جنود ناركاس، هو رفض أن يأتي أي ذئب برفقتهم لأنهم ليسوا ند للشياطين والمخلوقات القادرة على استخدام السحر الأسود، كانت تلك لتكون فكرة سيئة وتودي بحياة الكثيرين…

في نفس ذلك الوقت وصلت جولين، أجل الفتاة تدخلت رغم أن الجميع منعها وجلبت معها الشيء الذي كانت تنبشه وينتر في الرؤية، أقحمت نفسها بحرب داخل الظلام، كل شيء يغطيه ضباب أسود كثيف ولا يُسمَع غير زأير ونواح مرعب ورائحة دماء تملأ الهواء، هي خائفة وبقوة لكن هذا لم يوقف رغبتها في المساعدة. كانت ترتدي ملابس كثيفة جداً تعيق حركتها.

حاولت بجهد أن تفرق رائحة وينتر من بين كل هذا لكن لم تقدر فأخذت تمشي بين ذلك الدخان وتحاول الإنصات جيداً، عثرت على مدخل القلعة، توجب أن تكون وينتر هنا مختبئة من كل هذا الصراع.

دخلت وكانت تلك حدود الدخان، مشت محاولة العثور على أي آثار سحر أو رائحة لوينتر لكنها سمعت صوت صراخها من الخارج تنادي على ستورم، أوشكت جولين على الخروج أيضاً لكن جسد ما ظهر أمامها فجأة ما جعلها تصرخ ذعراً، صوفيا بمعالم غاضبة وقدميها لا تلامسان الأرض، بنطالها كان ملطخ بدماء نمر.

ابتلعت جولين ريقها وأخذت تتمتم بتعويذة دِرع لكنها صاحت بها "من أنتِ! هل تظنين أن أشياء كهذه تمنعني عن هزمك" هي لم تهاجمها على الفور لأنها لا تبدو كتهديد كبير.

اتسعت مقلتي جولين لتتفوه "مهلاً… تكلّمي مجدداً، أرجوكِ قولي أي شيء"

"ما الذي تهذين به!"

إنه صوت وينتر من الرؤية، لم تكن واثقة كلياً بما ستفعله الآن، في الأمس أثناء نوم ستورم وجولين ومشاركة بعضهما الحلم نفسه، قرين جدها أخبرهما أن وينتر من الرؤية كانت تنبش عن جرعة الغرام الأبدية من الثلج، لقد حكى لهما قصة حُب الساحرة الخامسة، والديّ ستورم، أخبرهما أن أمه صنعت شيء لا زوال له وهو هذه الجرعة بالذات لكن لم تسنح لها الفرصة لاِستعمالها ولم تجرؤ أبداً.

هي كانت تحملها معها لأن ستورم قرر صنعها رغم أنه لم يعرف بعد لماذا وكيف لهذه الجرعة أن تنهي ناركاس، والجيد بالأمر أنه سمح لجولين بصنعها معه بما أنها تحتاج لشخصين لهذا تعلمت كيفية استعمالها أيضاً.

كانت تقبض على تلك الزجاجة الصغيرة الحاملة للسائل الوردي بقبضتها، رغم كل البرد هنا لم تبرد بعد، المرأة الشقراء وقفت أرضاً أخيراً وحركت شفاهها "أنتِ صغيرة على الصراع، ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟"

|| وينتر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن