٢١

9.6K 978 95
                                    

اليوم الثالث، أتساءل عمّا يجري مع قطيعي الآن، هل هُم بخير؟ هل العالم الخارجي يواجه شيء من خطط ناركاس أم أنه لم ينفّذ ذلك بعد...

لقد ظهرت الشمس بعض الشيء اليوم، فتحت ستائري وجلست تحت ضوئها، لن يسمحوا لي بالخروج طبعاً لذا علي التشمس بهذه الطريقة، بعد لحظات سمعت صوفيا تصرخ من الخارج "لا!!"

ناركاس كان صوته عالٍ أيضاً "لقد بدأتِ تغضبينني يا صوفيا! لولا وجود وينتر معنا لكنت دمرتك"

كل شيء هنا غير طبيعي وهذا ما علي استغلاله حتى أنجو، انتظرت بضع دقائق بهدف أن يهدأ الجميع قليلاً ثم خرجت، سأحاول سحب الكلام من الشقراء.

طرقت بابها وكما توقعت تجاهلتني، لن أنتظر أن تأذن لي بكل الأحوال، فتحت الباب ببطء، كانت الستائر مغلقة، رأيتها واقفة في زاوية الغرفة ووجهها للجدار، كما لو أنه عقاب أطفال الاِبتدائية لكنه فقط شيء من عادات الجن، هم متعلقين بالزوايا.

تقربت منها قائلة "هل أنتِ بخير؟"

"ابتعدي عني!"

"أردت فقط التحدث إليكِ"

"ابتعدي وإلا سأرعبك لدرجة تجعلكِ تخسرين طفلك"

زفرت أنفاسي "لم يسبق لمستذئبة أن خسرت طفلها بسبب شيء كهذا... فقط تحدثي إلي، ماذا حصل؟"

تجاهلتني فاقتربت إليها، كانت الحرارة تنبعث منها بشكل قوي، أستطيع الشعور بها على وجنتي وذراعي، لست أدري إن كانت فكرة سليمة أن أقترب أكثر، لازمت مكاني وحاولت حثها على التجاوب معي "أنا أيضاً أمقته، هو عديم إحساس وفهم... إنه يوبخك منذ الأمس، سأتحدث إليه لأجلك، لن أدعه يوبخك أكثر بعد"

"أجل... هو سوف يستمع لك"

"بالتأكيد يستمع لي، صحيح أنه ليس مثل ستورم، لا أستطيع التخاطر معه أو الإحساس بشعوره ولكن أستطيع إقناعه بكل تأكيد"

"لماذا تحبين التدخل كثيرا... إرحلي"

"لا أريد، أفضل التحدث إليك ومجادلتك على البقاء وحدي في الغرفة"

أدارت رأسها لي واستطردت ببرود "هكذا إذاً... أنا مجرد تسلية"

طقطقت بلساني "لستِ تسلية، بل مُسلّية، صحيح أنك لا تتكلمين كثيراً، لكني أستأنس معك"

كانت حرارتها تنخفض ببطء، يبدو أنها هدأت، ابتعدت بدوري وجلست على السرير مستطردة "كنت أتساءل، ما خطب ناركاس، لماذا يزعجك؟"

اقتربت نحوي بينما تتكلم "إنه لا يزعجني بل يكرهني"

"ولكن لماذا؟" قلت عاقدة حاجبي.

"لأني أفعل هذا" تفوهت ببرود وتحرّكت ملامح وجهها بشكل غامض ثم تلوّن شعرها لتتشكل في هيأتي أنا ببضع ثوانٍ أمام عيني، لم أصدق ما أرى، إنها نسخة مطابقة لي، الفرق هو لباسنا فقط، نهضت من مكاني بذهول ولم أجد كلمات مناسبة.

|| وينتر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن