الفصل الحادي عشر

1.1K 31 1
                                    

خطة بديلة

سجا الليل حتى هاج لي الشعر والهوى
وما البيد إلا الليل والشعر والحب

ملأت سماء البيد عشقـــــــــا وأرضها
وحملت وحدي ذلك العشق يا رب

ألم على أبيـــــــــات ليلى بين الهـــوى
وما غير أشـــواقي دليل ولا ركب

وباتت خيامي خطوة من خيامهــــــــا
فلم يشفني منها جـــوار ولا قرب

(أحمد شوقي)

❈-❈-❈

برقة شديدة راحت تداعب بأصابعها الناعمة خصلات شعره وهي تدندن بسعادة: قمرين دول ولا عينيك قلبي بيسألني عليك واتريني بفكر فيك.
ضحك ملئ فاهه هاتفا بمرح واستمتاع شديد بما تفعله زوجته الحبيبة: الله عليك يا زوز فنانة الحمد لله ان ما حدش بيسمعك غيري.
عبثت بوجهها كالأطفال وتوقفت عما كانت تفعله مغمغمة بحزن مصحوبا بدلال: كده برضوه يا سي عمار ربنا يسامحك ده أنا صوتي كروان أيوة والله.
وأنا قلت غير كده يا زوز والله أنت ما في منك يا قلبي.
أردف بتلك الكلمات وهو يجزب يدها برفق ويضعها فوق رأسه كي تكمل ما كانت تفعله.
أطلقت ضحكة مائعة وقالت مرح: أيوة كده رجاله ما بتجيش غير بالعين الحمرا يوه أقصد البني

❈-❈-❈

رغما عنه أغمض عينيه مستمتعا عندما تغلغلت رائحتها الحلوة إلى جميع حواسه فتأوه بخفوت جعلها تبتسم بداخلها.
فتشبثت به أكثر لكن سرعان ما استفاق إلى نفسه ودفعها بقوة متوسطة هاتفا بتعنيف: إيه اللي انت بتعمليه ده يا مدام رغد؟
لو غزل شفتك.
قاطعته بحزن: ما تخاف إستاذ رامي ما بقصد شي أنا يعتبرك متل خيي واكتر منشان هيك ما فكرت ورميت حالي بحضنك بعتذر منك كتير لو كنت أزعجتك.
شعر بالشفقة والحزن عليها فأردف باعتذار: سامحيني أنا ما كانش قصدي بس.
قاطعته وهي تمسح دموعها المزيفة بأطراف أناملها: ما تعتذر إستاذ رامي ما في شي وأنا بتشكرك مرة تانية تصبح على خير.
ألقت كلماتها وولجت إلى شقتها وأغلقت الباب من خلفها وهي تتراقص بداخلها من شدة السعادة.
بينما هو في الخارج نهر ذاته لأنه ظلمها وحدثها بهذه الطريقة.
كاد أن يطرق بابها ويعتذر منها لكنه تراجع في آخر لحظة واقنع ذاته بأنه سيفعلها لكن في الغد.
واستدار ليكمل طريقه إلى شقته وينعم بحضن زوجته التي اشتاقها كثيرا.

❈-❈-❈

يجلس في غرفة المعيشة يضع ساق فوق الأخرى وهو ينفث سجارته باستمتاع فهي ستأتي إليه أخيرا بقدميها.
مدح ذكائه كثيرا فالخطة التي حاكها منذ عدة أيام جنت ثمارها.
فقد حرصا أن تأتي هي بملء إرادتها وبعدها سينتقم منها على طريقته وبها سيكسر ظهر أخيها المغرور الذي أهانه أمام جميع الناس.
أطلق ضحكة مجلجلة عندما استمع إلى صوت رنين جرس المنزل
فنهض ببطء وسار بخطوات صغيرة كي يثير أعصابها أكثر.
دقائق قليلة وكانت تقف أمامه تنكس رأسها أرضا مما جعله يشعر بلذة الانتصار.
جذبها بقوة من رسغها واغلق الباب من خلفها هاتفا بفحيح: يا أهلا بالهانم اللي نورت بيت جوزها تاني.
ازدردت ريقها برعب وراحت تتراجع للخلف وهو يتقدم منها بخطوات مدروسة حتى اصطدم ظهرها بالحائط
نظرت حولها برعب وتشبثت قدميها بالأرض.
أغمضت عينيها بخوف عندما بات قبالتها مباشرة فغمغمت بصوت مهزوز: عايز إيه يا حسن وليه حبتني هنا؟
سلط بصره عليها مما جعلها تتململ في وقفتها وهتف بصوت دب الرعب في ثنايا خلاياها: جبتك عشان اخد حقي منك ومن أخوكي يا حرمي الماصون.
وقبل أن تستوعب ما قاله إنهالة عليها بالصفعات واللكمات وهي تصرخ بكل ما أوتيت من قوة.
لم يأبه لتوسلاتها وصراخها وضعفها وقلة حيلتها بل كان كل هاؤلاء يشعروه بلذة لا مثيل لها.
ظل يضربها ويركلها حتى استمع إلى صوت طرقات عنيفة فوق باب المنزل وشخص يقرع الجرس بطريقة هستيرية.
لوهلة شعر بالخوف أن يكون المدعو عمار قد حضر لكنه سرعان ما نفض رأسه من تلك الأفكار فعبير ليست بهذه السذاجة كي تخبر أخيها.
فدفعها فوق الأرضية الصلبة وتقدم نحو الباب ليفتحه يطلق سبة نابية: انت ازاي يا حيوان.
وقبل أن يكمل باقي كلماته انهال رؤوف عليه باللكمات والصفعات فهو يشعر بالغضبه منه لأنه استمع إلى صراخ وتوسلات عبير من الخارج.
راحة يسدد له اللكمات العنيفة وهو يسب ويلعن فيه هادرا بعنف: بقىيا عرة الرجالة بتعمد ايدك عليها تاني وديني لاكون مقطعهم لك
ده أنا هخليك تسف تراب الشارع يا كلب ورحمة أبويا لأخليك تبوس رجليها وتطلب منها السماح عشان أرحمك.

في غياهب القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن