٢

17 6 5
                                    

"

لطالما كُنتُ مولعة بالكتب
احاديث العشاق
مشروبات المقاهي الماليزيا
والوشاح الاسود الساتر
لم ترق لي يوما النهاية المبتذلة
ولا وضعي محل القارئ الغبي

كانتُ ابحث عن كُل تلك الاجوبة
وعن المزيد من الاسئلة

وعني

فأني اكتب من الغزل ما يرضي الجنان

كُنت اجلس قرب شرفتي

لم يكن لي منزل وانما اقمت في سكن الجامعي

ولحسن الحظ حصولي على غرفة منفردة

او ربما لسوءه

لم احبذ يوما الانفراد والوحدة

لطالما كُنت كثيرة الحديث متسللة بين انفاس المواضيع مخترقة الحدود الموضوعة

اتذكره

تلك اللكنة السلسة المتسربة من حلقه

جعلتني اجزم ان اللطيف ليس من بلدتنا
ليس شابا ماليزي

لكن تلك الملامح الهادئة، والعيون الضيقة النعسة

اخبرتني انه من احدى جوانب الوطن

واه مني ومن الوطن

كما ان مزاولتي لتمريض لسبع سنوات ليس بالامر الهين ، الركض خلف المال، المبتغى الهدف ، لكن الفجوة تَكبُر فنقع بشكل غريب داخل عمقها ونغرق

عدتُ الى محل القهوة التي رأيت ماثيو بها لاول مرة

كانت سُفن النسيم تضرب على اطيافنا واجسادنا

والظل مرتسم على جدران المدينة
اى المعزوفات الكلاسيكة تتراقص نوتاتها في جوف المحل

كان يجلس امامي رَجلُ وامرأته عجوزين
نال الشيب من سواد شعرهما، وارتسمت خرائط الزمن على اوطان الوجنتين وعاصمة الجبين
يمسح على كفيها ، كفوف جلدها يكادُ يمزق من الم المواقف التي مرت

يبدوان كسائحين وليس من سكان الموطن
لا اعلم ما راودني حينها لكن شعور جلوس عصفورين يتبادلان الحب في المقهى أمر غير اعتيادي
كان اليوم بأكمله لا يشبه باقي الايام
يدعو الى الغرق فيما يدعى بأول مرة
تنبلج في السماء تدرجات الالوان
والزهري قد طغى، يخبرنا ان الغروب قد حل
حتى لمحت طيف جسده يدلف من بوابة المتجر ذو الجرس اللطيف
وكالعادة يقعد في الطاولة المقابلة لشرفة
بيده كتاب، ودفتر صغير
الامر المختلف ليلتها لمحه لي ، ابتسم فبادلهوون ادراك مني
كل ما حدث حينها روح تبتسم لروح
وعيون تقع في لمع اخر للعيون

كان يشبه الامسية الساحرة ، لامعة، جميلة، ونادرة

يَرقُص مع النَسيم

يَرقُصُ مَعَ النَسِيم Where stories live. Discover now