يَرقُصُ مَعَ النَسِيم

٤

كنتُ اريد ان اخبره اننا البشر
نحن الصعفاء الاقوياء في الحب

نحنُ نحبُ حين يشتد الشتاء
ويبزغ ضوء القمر في دجنة السماء ليلا
نحب حين تندثر الاغطية
وتمزَقُ المعاطف
ويبدأ النسيم يراقص اجساد الموتى
وحين نحبُ
نحيا
فتجد السلاسل الصدئة تنتج من جوف قُعرها الزهور
والمطر دافئ يقبل مواطن الجسد
حين نحب، يهدأ المحيط، وتنتهي العاصفة
لا قوارب تغرق سوى العاشق في عيون سيد الهوى
وحين نحب
تصبحُ نهايات الكتب سعيدة
والغربان مثيرة لدهشة
تصبح السحلية محط انظار العابرين
والطريق المليء بصخور طريق اثري عتيق
ينتهي الصخب في مسامعنا
ولا يؤذينا الظل اسفل المصابيح
لا تخيفنا كلمة النهاية
ولا يغرينا صوت نحيب العشاق قبلنا
حين نحب
تدق الساعة، وتتوقف في تلك الثانية
ثانية عظيمة وعميقة
نتبادل فيها العناق، والقبَل والرقصات
تلتف الانامل تراقص اقمشة الثوب المحتضن للخاصرة
يصبح وقع المطر اعظم الحان التاريخ
لا برد يحتلنا
فقط الدفئ
حين نحب يصبح الكون ارجواني، يبدو لنا عن قرب زهري للغاية، ولا نرى ذلك الظلام الممزوج ببهاء ما نراه
فور ما نصطدم بالاسود نندثر
فنصبح حطام محترقين كما لو اننا لم نكن يوما زهور حب في ثياب العشاق غارقين
وننتهي، ونهمس لانفسنا، ليتنا لم نحب

وبعضُ الزمن اخبرني ، ليتنا لم نلتقي يا ماثيو
ليتنا لم نغرم ونغرق في الهوى سويا .

يَرقُصُ مع النسيم