٥

11 6 0
                                    

ليتها لا تنتهي، تلك الامنية التي على وقعها رقصنا"

كانت بداية يناير من السنة الجديدة

ارتديتُ نعلي جلدي خشن الملمس اسود الحلة

وثوب صوفي طويل واسع استر به ضئل جسدي

مانت تلك السنة الاولى بعيدا عن الوطن، عن الاسرة، عن الاحبة

كم كان عندها الهجر حزين

لففت وشاح زهري اللون حول عنقي
وكنت قد تخصلت من طول خصلاتي ومن اللون الاسود، استبدلته بلةن بني فاتح

كانت روحي هدات حينها وهوسي بالالوان الصاخبة

ماعادت تغريني الاقراط الفضية المعلقة عند ابواب المتاجر
ولا لمعة المجوهرات الرقيقة
ولا لُطفُ البدايات

ركضت بسرعة ولم ادرك كيف انتشل القطار الكهربائي جثماني داخله

شعرت بسكينة

لم يكن الاكتضاض داخله

كما اعتدت في موطني، ولا رجال تتدافع بأجسادها نحو النساء

ظننت حينها انني لن اغادر هذه البلدة ما حييت

احدهم يقرأ كتاب بينما يده تلتف حول كوب القهوة

كانت احدى امنيات منذ زمن فارط

والبعض نائم
كالعشاق قبالتي

كان طالبي ثانوية اجزمت ذلك من ثيابهم المدرسية الموحدة

اتكأت بجسدي على جدار القطار

واغمضت عيوني استنشق ذلك الهواء المعطر اللطيف

شعرت بيد تتلمس اطراف بناني، هلعت للوهلة الاولى فقط قاطع سكيني ذلك الشخص المنشود

واذا به زُمردي العيون

يسحب يدي ، يهز جسدي ويشير لي ان اجلس محله

نفيت اهز رأسي لكنه استقام ودفعني بخفة غير مؤذية لاجلس

لم اكن مستعجلة كثيرا، لكن وجب علي ان اصل المشفى ابكر لكي اكون مرتاحة حين اتجهز

كانت جفوني على وشك ان تغلق وتخفي علي نور المكان، فلم انم ليلة امس بشكل جيد
صراخ الرجل في البناية ازعج راحتي، والدراسة في منتصف الليل ارهقتني

لكن ذلك اللحن المحبب لقلبي فور ما سمعته صحوت من بأسي، ومن تعبي
واجتاحني فرط النشاط حينها

كان يقف قبالتي

- اظن اننا التقينا سابقا

نبس بينما كف يده تتمسك باساور القطار المعلقة للركاب
يرتدي بنطال اسود ذو طابع كلاسيكي من قماش خشن بعض الشيء، وكنزة صوفية سوداء برقبة
ومعطف بني
وخصلاته كانت قصيرة شقراء يرفعها الى العلو فتظهر سمات جبينه لناظرين

اومأت

فتبسم

وكم غرقت حينها في الحفرة المرسومة عند شفتيه

مد يده ينتشل يدي

بلطف اخبرني انه " يدعى ماثيو جيمين"

وانا التي ظننته فراشة الحب التي تراقص النسيم...


يرقُصُ مع النسيم

يَرقُصُ مَعَ النَسِيم जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें