يَرقُصُ مَعَ النَسِيم

٣

كنٓا نتبادل الاحاديث والشاي والقُبل

مآثيو

- في السنة الاولى عندما درست التمريض اتذكر ان احدى اساتذتي في علم النفس اخبرنا ان لكل احد منا غريزتين قاهرتين
احداهما غريزة الحياة
والثانية غريزة الموت

تتدافعان

كُل واحدة منهما تريد الانتصار

كنآ في شهر كانون الاول حينها
واذكر كم كنتُ بائسة رغم السعادة التي تحيط بي
لا شمس تنبلج في السماء، الجو بارد ولا مطر ينزل
وكأن الغيوم فاقت مكبوتاتها قوة النحيب والشكوى

كانت سنة مليئة بالغرابة

اكملت كتاب متجر السحر وبدات كتاب اسباب للبقاء حي

انهمرت الافكار برأسي تضمأ عطشه
وفترة الاكتئاب التي مررت بها لم تجعلني افكر في الموت
ربما دعوت الله ان انجو من الحياة
من الالم
كل ما نريده حينها توقف الالم
كم كنت ساذجة
مرت عن تلك الذكرى  عشر سنوات بتحديد
انا هنا
بعيدا عن بلدتي المليئة بالاشخاص عند الخامسة مساء يشاركون ازدحام ركوب الحافلات للعودة الى البيت
يتركن النساء هناك
او فوضى الزملاء في فصلي الدراسي

بعيدا عن طريق مصنع الحلوى ذو الرائحة الشهية

ولا بيتنا في المزرعة الريفية

ولا نظرات البشر الغريبة

ولا الشتائم، او حتى الشجارات

ابتعدت نحو الهدوء
او نحو الربيع مثلما يدعوه فنسنت

كُنت قبل عشر سنوات من الان مغرمة بالفن

وكعادة عقلي اللعين
اسألني

- ماذا يعني الربيع

في رسائل الاخيرة من فينست الى ماثيو اخبره انه راحلٌ نحو الربيع

هل الربيع هو ما انا اليوم عليه

ام ان حياة الخلد الجميلة التي سنحيا بها بعد ان نموت

ام الربيع متجر السحر الذي ركضت خلفه لعشر سنوات ابحث فيه عن روث

او مشتل السيد الياباني في حارة عربية في ارجاء العراق

اين الربيع

في المتاحف

ام في المنازل الدافئة

ام متجر القهوة الماليزي

بحثت لسنوات، لعقد كامل عن الربيع

وانتهى بي اجده في عيون احدهم يخبرني بلطافة انه يدعى ماثيو

- يرقُص مع النسيم

-