الجزء_السادس_عشر ( الحلقه الأولى ) ( صوت الدنيا ) ❤ ❤

5K 178 45
                                    

#رواية_مهلكتى_الجزء_السادس_عشر
( الحلقه الأولى ) ( صوت الدنيا ) ❤ ❤
................
( ف الحلقات السابقه )
ام احمد : ( على سجاده صلاتها تهرع إلى خالقها وتدعوه بأن يَرد لها صبّيها )
.......
ام سلمى : الواد ده عمل كده ليه ؟
ابو سلمى : ( بتوتر وسكوت وخوف ) ماله ؟ هو واخد سلمى ورا منه وواقف كده ليه ؟ هو باصص على حد ؟
.......
سلمى : احمد ! احمد فيه ايه ؟
احمد : خليكى ورايا يا سلمى ... خليكى ورايا
................
( توقفت الحياه ف تلك اللحظه عن الحركه ..اصبح الهواء ثقيلا .. اصبح الجو باردا شاحبا يكسوه الضباب ... رأت العين ما رآت .. وتوقف القلب عن الخوف وعن النبض ... مُعلنا استجابته وموافقته للتضحيه من أجل ما يُحب ..
تدور ف ذاكرته كل شئ عنها .. يرى أمامه أول يوم نظر فيه إليها ...تذكر يوم كان فاقدا لذاكرته وتذكرها هى وحدها ... تذكر نغزاتها له وقت غيرتها .. تذكر احلامه عنها ... تذكر كل شئ .. كان كل شئ يمر من أمامه مرور السحاب ... ثم بدت لو أن عينه بدات ف افراز دموع الخوف من الفقد .. الخوف من انها نهاية معرفته بمُهلكته ... لا من الموت )
احمد : سلمى !
سلمى : يا عيونها !
احمد : أنا .....
( يُسمع ف المكان صوت لطلقة ناريه تدوى ف ارجاء المكان ... ثم يَعم الصمت )
........................... ( الاولى ) ❤
سلمى : ( بصوت خايف ) ايه الصوت ده يا أحمد .. ايه الصوت ده . ؟
احمد : ( لسا واخدها ورا منه ) ده صوت الدنيا !
سلمى : بس الصوت صعب اوى ده شكله صوت مسدس
احمد : لا ! صوت الدنيا !!
الدنيا بتُعلن عن وشها الحقيقي يا لوم ( صوته أصبح شاحب )
سلمى : الناس واقفه محدش عارف فيه ايه !
احمد : على فكره أنا بحبك
سلمى : قولت ايه !
احمد : بِعُمرى كله بحبك
سلمى : ( بابتسامه وقلبها بيتخطف وبتلف علشان تشوف وشه بتلاقي صدره كله دم )
احمد : ( بيبدا يغمض عينه وبيقع على الارض وبيصطدم بحجر في راسه )
سلمى : ( ف حالة رُعب عمرها ما عاشتها وايديها ورجليها بيترعشوا وصوتها اصبح مخنوق وهى شايفه قدامها اللى بيحصل )
احمد ! ا احم .. اح ... احم ( بيغمى عليها جنبه )
.........
ام سلمى : ( بتمسك قلبها وبتصرخ ) بننننننننتى !
ابو سلمى : ( بيجرى على الباب وبينزل برعب الدنيا كله )
............
ساره : ( بتبص من بعيد بتلاقيهم الاتنين واقعين على الارض .. بتبدا رجليها تسابقها ليهم بتجرى ناحيته والناس كلها بتجرى عليهم )
...........
سالى : ماما ! مش هتدخلى تنامى
ام احمد : خدى اتصليلى على اخوك
سالى : هو لسا ماجاش !
ام احمد : اتصليلى عليه يا حبيبتى بسرعه !
.............
( مشهد المستشفى )
الممرضه ( شهد ) : تعالى معايا يا لمياء بسرعه ع الطوارئ
لمياء : استر يارب !
شهد : الواد محمد ( سائق الاسعاف ) بيقول الحاله خلصانه ! مضروب بالنار ف قلبه
لمياء : ياستار يارب !! هو كل يوم حاله صعبه ف النبطشيه بتاعتنا ابو معرفتك معرفه سوده
شهد : يا ليلى شوفى دكتور خالد فين
ليلى : فوق . عندنا اخباريه بالحاله .. بسرعه هاتوه وبالراحه
............
( الاستقبال )
( احمد نايم وبينزف دم من بؤه وصدره كله مفروش دم )
( سلمى ابتدت تفوق وساره ماسكاها هى ومامتها من كتفها وبيجروا ورا احمد )
( ابو سلمى بيجرى مع عربية احمد اللى بتروح للعمليات فورا )
.........
خالد : استنوا استنوا ! ( بيبص على احمد وبيشوف مكان الطلقه وبيشوف الدم اللى ف بؤه ) شهد ! بسرعه شوفي العمليات جهزت ولا لسا .. بسرعه مافيش وقت .. الحاله بتمووووووووت
ابو سلمى : ( بيسمع الكلمه دى رجله بتترعش وبيقف بيسند جنب الحيط .. ومش عاوز بنته اللى جايه بتجرى ورا منه تسمع الكلام ده )
سلمى : ( الحوار كله مُرعب وف حالة رُعب والقلب واقف عن النبض ) بابا ! بابا خدوه فين ! احمد فين . ؟
ابو سلمى : ( بيحضنها ) جوه ف العمليات !! اهدى !! اهدى ان شاء الله هيقوم ( بيبكى ولاول مره من سنين طويله ) ان شاء الله هيبقي كويس
ام سلمى : ( بتبص لجوزها واللى بيبدوا عليه اثار ان الحكايه خلصت .. بتكتم نفسها وبتتكلم من ورا ايديها ) يا وجعى !! يا وجع قلبي ..
ساره : ( بتشوف رإكشنات ابو سلمى .. بتسيبهم وبتبعد وبتقعد على الارض من الخوف ) لا !! انا ف حلم مش كده !! استحاله اللى انا فيه ده يكون هو اللى بيحصل صح
سلمى : ( بتقع من ايد ابوها مغشي عليها وبتقع على الارض )
لمياء : خير خير يا فندم اتطمن !!! ( بتعمل اللازم وبيفوقوها )
..............
( ف العربيه )
سامر : ياكلب يابن الكلب لولا انى لحقت اللى خلفوك كان زمانك خلصت ع البنت هى كمان
بشر : ( ف حالة ثوره ) انا مش هرحمهم !
سامر : ( بيضربه بالقلم بشكل هيستيرى ) انزل يا وسخ .. انزل ومن هنا على فرنسا !! انا حاجز لميتين ام اللى جابك من بدرى .. الطياره الساعه 7 الصبح . اقفل تليفونك وماتردش على حد !! وماتكلمنيش غير من هناك !! تقولى انك ف زفت الشقه يابن الكلاب .... انا ؟؟ انا على اخر الزمن تعمل فيا كده ... غور ف ستين داهيه
بشر : انا مش مسافر
سامر : يلا يابن الكلب .. انزل معايا ... انزل !
......................
( الساعه 1 صباحا )
ابو سلمى : الو !
مصطفى : عمو ! ؟ خير يا عمى فيه حاجه ولا ايه
ابو سلمى : مصطفى !! تعالالى على المستشفى
مصطفى : ( بخوف ورعب ) خير يا عمى فيه حاجه . ؟ خير والنبى
ابو سلمى : تعالى بس على نفس المستشفى .. تعالى وماتبلغش حد نهائي
........
( مصطفى بيقوم يتخبط ف الشقه بيلبس ومابيعرفش هو بيلبس ايه ولا فين ولا راح للمستشفى ازاى )
...........
( ف استقبال المستشفى )
( مصطفى داخل وماشي ف الطرقه !! بيلاقى سلمى وساره وام سلمى قاعدين ع الارض وابو سلمى واقف ساند ع الحيط .. جنب غرفة العمليات )
مصطفي : ( بيمشى وكأنه ماشي على شوك !! ماشي ورجله بتعانده انها تكمل لقدام وعاوز يرجع ويقوم من حلمه ) عمو ! فيه ايه ! ( بيمسك ايده وبيبوسها ) فيه ايه والنبى ! مالهم دول قاعدين كده ليه
ابو سلمى : ( عينه بتدمع من شكل الصاحب اللى بيعيط على صاحبه وخايف ) ان شاء الله .. ان شاء الله خير .. احمد بس ف ...
مصطفى : احمد ! ايوه انا عارف انه اكيد احمد !! بس ماله احمد .. هو فين ؟ هو تحت طيب ولا جاى امتى ! هو فين ؟
ابو سلمى : ف العمليات جوه
مصطفى : ( بتبدا رجله مش قادره تشيله وبيرتعش ) عمليات ليه . ؟ الغُرز واجعاه من تانى ؟ ؟ داخ طيب واغمى عليه صح . ؟ انا قولتله يروح ينام ويريح نفسه مابيسمعش كلامى ... هيخرج معانا امتى . ؟
ابو سلمى : اسمعنى ! اسمعنى يا حبيبى !
مصطفى : ( بيبص ل سلمى اللى بيلاقيها مطفيه ومش معاهم ف الدنيا وقاعده فارده رجليها ومش واعيه ولا حاسه بشئ ) اسمع ايه !! منا مش هسمع حاجه غير لما تقولى الواد احمد فين . ؟
ابو سلمى : ( بيحضنه ) احمد انضرب بالنار ... وجوه ف العمليات .. ادعيله ربنا يلطف بيه
مصطفى : ( بيبتسم ) بتهزر صح ..؟ انت بتهزر . ؟ ( بيبصلهم كلهم ) كلكوا بتهزروا مش كده ... ( بيجرى ناحيه غرفة العمليات علشان يدخل بهيستيريا )
ابو سلمى : مصطفى مصطفى : ( بيشده ) اجمد يا مصطفى !! صاحبك هيقوم تانى بس اجمد وامسك نفسك !
......................
( بعد مرور ساعه بالظبط !! واللى ابو سلمى بنفسه بيروح يبلغ مامت احمد وبيجيبها معاه )
.....
( المشهد كالآتى :
( أم تصارع الحياه بتسبيحات ليّنه تملا فمها بذكر خالقها وتتضرع إليه بعيون باكيه شاكيه مأنونه يعتريها الخوف )
( حبيبه تفقد كل معانى الحس والادراك باى شئ حولها كما لو أنها تدخل ف عالم موازى .. ملابسها يختلط بها دم حبيبها )
( هذا الصاحب يلتفت يمينا ويسارا لا يجلس في مكان واحد يبحث عن كلمه . يبحث عن حركه )
( هؤلاء الصُحبه الطيبه على وحسن يجلسون وكأنهم يجلسون على بركان من نار ورماد قلوبهم تخفق بكل معانى الرعب والخوف والاسي )
( الصاحبه ساره عيونها اصبحت غير مرئيه بكل الدموع والشهقه )
( الاب الذى ينظر لابنته بعيون داميه )
( الأم للبنت الذى تنظر لابنتها راجيه خائفه داعيه ان يمر الامر على خير )
..........................
مصطفى : انا نفسي افهم ! فيه ايه ! عمليه اكتر من 4 ساعات ليه يعنى ! ( بيصرخ ) بيعملوا ايه ! هاا .. بيعملوا ايه ...؟
( فيه ممرضه بتخرج من العمليات بتجرى وبتزعق للمرضه اللى ف اخر الطرقه وبتقولها :: ده كلام !! اتأخرتى ليه هاتى الدم بسرعه الحاله بتنزف .. بسسسسسسسسسسسسرعه الحاله بتموت
( انهيار تام للكل وابتدا الصياح يعلوا إلاها هى ف هى مازالت ف عالمها الموازى ولا تريد تصديق ايا ما يجرى )
..............
( بعد مرور 5 ساعات ورُبع من اجراء العمليه بيخرج الدكتور اللى عمل العمليه وكلهم بيجروا عليه ف رعب وخوف ) )
ابو سلمى : خير يا دكتور .. يارب يكون خير
خالد : الحقيقه ! انا مش عارف اللى هقوله ده هيسعدكوا ولا هيحزنكوا
بس هو الجانب الحلو انه ربنا قدر ليه ولساه عايش !!
ابو سلمى : بمعنى ايه يا دكتور الكلام ده
خالد : معناه انه دخل ف غيبوبه !! وربنا وحده بس اللى يعلم هيفوق منها امتى . بعد يوم يومين شهر اتنين ويمكن سنه واكتر !!! العمليه كانت صعبه .. وربنا وحده بس اللى لطف بيه !! اول مره اشوف طلقه تكون جنب القلب ب 3 سم ! عارفين يعنى ايه 3 سم ..؟ يعنى حقيقي اتكتبله عُمر جديد !!
لكن هو الضربه والوقعه اللى خدها على راسه وهو واقع دى اللى سببتله ارتجاج ف المخ وهى اللى دخلته ف غيبوبه !! وللأسف الشديد علشان اكون صادق معاكو !! هو ف الدرجه الاولى من حالات الغيبوبه !! يعنى موضوع صحيانه من عدمه بإيد ربنا مش بإيد الطب !!
ام احمد : (لأول مره بتبرك على الارض برجليها ... رجليها مش بتشيلها وبتبدا تترعش )
( مصطفى وعلى وحسن : ف عياط وصدمه ومش قادرين ياخدوا نفسهم )
ساره : ( موجة حُزن بتكسر قلبها وخصوصا انها شافت احمد وسلمى وهما بيقعوا قدام عنيها )
سلمى : ( مفتحه عنيها ومش داريه باللى بيحصل ولا سامعه ولا شايفه حد )
......................
( ف غرفة مدير المستشفى )
ابو سلمى : ممكن حضرتك تشرحلى اكتر عن الحاله ؟
امجد ( مدير المستشفى ) اشرحله بالتفصيل يا دكتور خالد
خالد : بًص يا فندم !! الطلقه مضروبه من مكان عالى ! وده خلى الطلقه تدخل بزاويه حاده !! الطلقه فوق القلب بحوالى 10 سم !! يعنى بالظبط اد حجم الكمترايه . عرضها مش طولها لكن علشان انحدارها وانعواجها .. دخلت ف اتجاه القلب !! فضلت ماشيه وبتهتك ف خلايا الجسم لغاية القلب
ابو سلمى : ( بيرتعش ) يعنى لمست قلبه ... خلاص ؟ من فضلك قولى الحقيقه ..
خالد : اقسم بالله وقفت قبل القلب مش ب 3 سم ... لا !! ده بنص سم ... نُص ؟؟ يعنى حركه صغيره كمان مكنتوش هتيجو بيه هنا .. كنتو هتروحو تغسلوه ... ربنا وحده اللى لحقه .. مش انا ولا دكاتره ولا ممرضين ولا بتاع الاسعاف !! ربنا اللى كان لاحقه
ابو سلمى : طب والغيبوبه ؟ هل الطلقه ممكن تعمل فيه الغيبوبه دى ؟
خالد : مش بالظبط !! هو لما انضرب !! وقع على حجر او على حاجه صلبه عملتله خرشمه ف وشه وف دماغه !! اقول لحضرتك حاجه ..؟
انا نفسي مش مصدق انه لسا عايش !
ابو سلمى : مكن اشوفه !
خالد : لا !! مش ممكن !! مراعاة لحالتكو النفسيه مش ممكن
ابو سلمى : ليه . ؟
خالد : يافندم الواد بصراحة متخرشم !! بالمعنى البلدى كده زى ما بيقولوا . خلصان .. واى حد مكانه مش هيبقي عاوز حد من اللى بيحبهم يشوفوه وهو ف المنظر ده ... مهما كان مين . ؟ صدقنى . ده لمصلحتك ..لا تدخل تشوفه ولا تخلى حد من حبايبه يشوفوه .. طبعا ناهيك عن مامته وابوه واخواته .. مش هيستحملوا يشوفوه ...
ابو سلمى : ( بيقوم وعينه بتدمع ) انا متشكر جدا عن كل اللى عملتوه !
...............
( كلهم قاعدين امام غرفة العناية المركزه مش عاوزين يسألوا حد ولا يسفسروا عن اى حاجه .. رُعب ماسكهم وخايفين يسمعوا الحقيقه ... واللى شكلها بتقول ان صاحبهم ساعات وهيفارقهم )
........
( ابو سلمى بيخرج من عند مدير المستشفى بيروح يقعد جنب مراته وجنب ام احمد واللى فقد فيها شغفه وصلابته .. وقعد مستنى زيه زيهم )
...................
ليلى : شههههد !! اندهى لدكتور خالد بسرعه ! بسسسسرعه
.................
يتبع
قف على رُفات قلبك وقاتل .... قاتل يا صديقى

#أحمد_سعد

رواية مهلكتي من جزء 1 : 18Where stories live. Discover now