يا باحثاً عبر سجلات التاريخ، وعابراً بوابات الزمان نحو عصور غابرة، أنت تقف معي اليوم أمام أعتاب العصر الفكتوري.
فإن كنت تبحث عن العمق لتضعه بين سطور روايتك و قصتك، أو كنت مهووساً بمعرفة كل التفاصيل صغيرةً كانت أو كبيرة، فأنت في المكان الصحيح.
كتاب غ...
يقول اللورد تشيسترفيلد في رسائله إلى ابنه: "الرقص ، في حد ذاته ، شيء تافه وسخيف للغاية: ولكنه أحد الحماقات الراسخة التي يُلزم الأشخاص العقلاء أحيانًا بالتوافق معها".
بعد أن تعرفنا على برنامج الرّقص و أنواع الرّقصات الرائجة في ذلك الوقت، وجب علينا أن نسلط الضّوء على أهم الآداب التي تخص قاعة الرقص، فأي خطأ تسفر عنه قد يسلط عليك أنظار الجميع، وستتلطخ سمعتك بصورة غير جيدة لمدىً طويل.
١) تجهيز حفل راقص: إذا كنت لا تستطيع تجهيز حفل راقص بأسلوب جيد ،فمن الأفضل ألا تحاول ذلك على الإطلاق. لكن إن عقدت العزم على ذلك، وبعد أن اخترت الوقت المناسب، فإن الشيء التالي هو أن تقرر من وكم ستدعوا لحفلك.
عند اتخاذ قرار بشأن الرقم، يجب أخذ بعين الاعتبار حجم الغرف، وفي نفس الوقت تكون الأرضية خالية بشكل مناسب للرقص. فكلما زاد عدد الضيوف لديك، كلما بدوت أكثر ذكاءاً.
٢) اختيار الضيوف: نظرًا لأن الرقص هو تسلية المساء، يجدر الأخذ بالاعتبار من أن أغلبية الضيوف المقترحين مؤهلين للرقص.
٣) إصدار الدعوات: كما أشرت إليه في فصل سابق بعنوان "الدعوات" تتم كتابة الدعوات لحفل مسائي بنفس الأسلوب الذي تم وصفه بالفعل لحفل عشاء. يجب إرسالها على الأقل من سبعة إلى عشرة أيام قبل اليوم المحدد للحدث، ويجب الرد عليها في غضون أسبوع من استلامها، من خلال حضور هذه المجاملات، سيكون لدى الضيوف الوقت الكافي للنظر في ارتباطاتهم وإعداد فساتينهم، وستعرف المضيفة أيضًا عدد الحضور.
٤) متى تصل: لسنا مضطرين للذهاب بالضبط في الساعة المحددة؛ حتى أنه من المألوف الذهاب بعد ساعة. السيدات المتزوجات سيحضرن برفقة أزواجهن ؛ أما الشابات سيحضرن رفقة والدتهم، أو من قبل مرافق.
٥) كيف تطلب من سيدة الرقص: دعوة سيدة للرقص معك تكون على هذا الشكل: "هل تكرمني بيدك من أجل الكوادريل؟" أو "هل لي شرف رقص الفالس معكِ؟.
٦) مغادرة قاعة الحفلة: لا يمكن للسيدات المتزوجات أو الشابات مغادرة غرفة الرقص أو أي حفلة أخرى بمفردهن. يجب أن تكون الأولى مصحوبة بامرأة متزوجة أو زوجها، والأخيرة برفقة والدتها أو سيدة لتمثيلها.
٧) كثرة الكلام: يجب على السيدات تجنب الحديث كثيرا ؛ ومن سوء المظهر أيضًا أن تهمس باستمرار في أذن شريكك. ٨) واجبات السادة: يجب على أي رجل يعرض عليه المضيف الرقص مع أحد السيدات الحاضرات، أن يكون مستعداً لتلبية رغبته بصدر رحب وأن لا يبدي تردّدًا بأي شكلٍ كان. وأن لا يخاطبها لأي سببٍ كان إلا بلقبها وليس بإسمها الأول.
٩) أثناء الرقص: عند مد يدك لمرافقة شريكك بالرقص للحلبة، يجب على الراقصين أن يبتسموا بميل مهذب للرأس على طريقة التحية. في نهاية الرقصة، يعيد الرجل النبيل السيدة إلى مكانها، وينحني ويشكرها على الشرف الذي منحته، فتنحني هي الأخرى بدورها له بابتسامة أنيقة.
١٠) حفلة خاصة: في الحفلة الخاصة، من المناسب للسيدة أن تبدي مزيدًا من التحفظ، وألا تظهر اهتماماً أكثر برجل نبيل على الآخر، يجب أن ترقص مع كل من يسأل بشكل صحيح.
١١) الحفلات العامة: في الحفلات العامة، يقدم رجل نبيل لشريكته المرطبات، لكنها نادرًا ما تقبلها، إلا إذا كانت على معرفة مقرّبة منه. لكن في الحفلات الخاصة، قرب نهاية المساء وفي حفلة منظمة جيداً، من المعتاد تناول العشاء ؛ لكن إن لم تكن الحفلة كبيرة، قد نستغني عن العشاء ؛ ومع ذلك ، فإن المرطبات ضرورية، وعدم الحصول عليها سيكون أعظم خطأ أو سوء أدب.
١٢) زيارة الشكر: يجب أن نغادر الحفلة بهدوء وبدون توديع المضيف، حتى لا نزعج سيد المنزل وزوجته ؛ وعلينا أن نخطط لزيارة شكر في الأسبوع الموالي للتحدث فيها عن متعة الحفلة والاختيار الجيد للضيوف.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
* يجب ارتداء القفازات البيضاء أو السوداء في الحفلة، ولا يتم خلعها إلا في وقت العشاء.
* عندما يدخل الضيوف الغرفة، ليس من الضروري أن تتقدم سيدة المنزل في كل مرة نحو الباب، ولكن تستطيع النهوض من مقعدها لتلقي المجاملات والتهنئة. إذا رغبت المضيفة بالفعل في إبداء تفضيل خاص لبعض الضيوف المفضلين ، فيمكنها تقديمهم للآخرين..
*في الحفلات الخاصة ، لا يجوز للمرأة أن ترفض دعوة رجل نبيل للرقص، إلا إذا كانت مخطوبة من قبل. يجب أن يُفترض أن تكون المضيفة قد استضافت أولئك الأشخاص الذين تعرف أنهم محترمون تمامًا وذو طابع لا تشوبه شائبة، فضلاً عن المساواة في أعداد السادة والسيدات ؛ وبالتالي ، فإن رفض عرض أي رجل نبيل حاضر سيكون انعكاسًا ضمنيًا على رجل أو سيدة المنزل.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كانت هذه أهم الآداب المعمول بها وقتها، وإن كنت مستغرباً من كمية القيود المفروضة على الجميع، فنعم! أنا كذلك احترت مثلك 😅... إن كل شيء كان خاضعًا لأقسى الأنظمة: الحركات، والإيماءات، ورنّة الصوت، والقفازات، وموضوعات المحادثة. كان على كل تفاصيل مظهرك وسلوكياتك أن تصرخ ببلاغة عما أنت عليه، أو بالأحرى تحاول تمثيله، وعلى هذا الأساس، يفرض التدريب المنزلي عليهم منذ نعومة أظافرهم.
لنلتقي بموعدٍ آخر في القريب بإذن الله 💞🤗 دمتم بود.
