السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهمع بداية القرن التاسع عشر. كانت آداب الزيارة طقساً راسخاً في المجتمع، وكانت بطاقة الزيارة أو التعرف جزءاً أساسياً من المقدمات والدعوات والزيارات.
كانت بطاقة المرأة أكبر من بطاقة الرّجل وأكثر زخرفة و حيويّة، لاحتوائها على الألوان البهيجة و الأنماط المنمّقة، وقد كانت البطاقة تحمل مبكراً لقب الشخص واِسمه فقط لكلا الجنسين، مع إمكانية إضافة إسم منزله أو منطقته في بعض الأحيان.
لكن بحلول نهاية القرن التاسع عشر، تم إضافة العنوان إلى البطاقة، وتسجيل يوم الإستقبال المفتوح للزيارات الذي وجب على الجميع احترامه والتقيّد بمواعيده حتى لا يقع الجميع في موقف محرج!.بعد البحث والدراسة، جمعت أهم القواعد والآداب التي كان على الجميع الإلتزام بها بهذا الشأن في ذلك العصر الغابر وهي كالتالي:
* إذا وصل السيد إلى المدينة فإن عليه أن يرسل بطاقته ليخطر الجميع ومنهم عائلته بوصوله.
* إذا أراد شخص ما أن يزور أحدهم، فعليه أن يبقى في عربته، ويرسل بطاقته مع خادمه والتي بدورها ستحملها مدبرة المنزل لسيدتها، وإن كانت سيدة المنزل غائبة، فستترك مدبرة المنزل بطاقة سيدتها مع الزائر وهذه دعوة إلى إعادة الزيارة مرة أخرى، ولكن إن لم يحدث ذلك فهي عادة تعني عدم وجود رغبة في تعزيز العلاقات.
"مثال عن الصّينية الفضيّة"
* يتم ترك بطاقات الزيارة عند غياب أسياد المنزل على قطعة فضية في صالة الدخول، وفي الأسر الأقل ثراءاً كانت الأواني الخزفية تستخدم لحمل البطاقات.
تم اِستخدام نظام مفصَّل يستخدم فيه الزّائر طيّ زوايا البطاقة لإيصال رسائل مختلفة إلى سيدة المنزل الغائبة، وشملت بعضها هذه:
زيارة تهنئة: الزاوية اليسرى العليا.
زيارة التعزية: الزاوية اليسرى السفلى.
أخذ إجازة (إذا كنت ذاهبًا في رحلة طويلة): الزاوية السفلية اليمنى.
إذا كان هناك سيدتان أو أكثر في المنزل ، فإن الرجل المحترم يرفض طيّ ركنٍ من البطاقة للإشارة إلى أن المكالمة مصممة لجميع أفراد الأسرة.لكن بحلول نهاية القرن التاسع عشر، كانت عادة طيّ الزّوايا قد خرجت عن العادة، على الرّغم من أنّ ترك البطاقات عند الوصول للزّيارة سيظل عادةً لمدة عقدين آخرين.
* بالنسبة للزيارة الأولى، أترك بطاقتك مع الخادم بدون استفسار عن وجود سيد المنزل.
* يجب إجراء الزيارات في أيام وأوقات محددة.
* إذا انتقل شخص إلى مكان جديد واستقبل بطاقات من جيرانه، فمن اللائق أن يستدعيهم إلى منزله بارسال بطاقاته في المقابل.
* عادةً يتم إجراء الزيارة بعد المناسبات، مثل الزواج، أو الولادة، أو تعزية وتهنئة بعد حوالي أسبوع من الحدث إن كان شخصاً مقرباً.
* تم تخصيص أوقات لكل نوع من الزيارات:
- زيارات الصباح تكون في فترة ما بعد الظهر، عادة عند وقت شاي الظهيرة.
- زيارات احتفالية في فترة ما بين الثالثة أو الرابعة مساءاً.
- زيارات شبه احتفالية بين الرابعة والخامسة مساءاً.
- زيارات حميمية أي إلى الأشخاص المقربين من الساعة الخامسة إلى السادسة مساءاً.* الزيارات يجب أن تكون قصيرة تدوم إلى عشرين أو ثلاثين دقيقة، إذا حضر زائر آخر أثناء الزيارة، وجب على الزائر الأول ترك المنزل بعد دقيقتين على الأكثر، حتى يترك المجال للمضيف باستقبال زائره بحفاوة.
إلى هنا ننتهي من تقرير اليوم، هل استمتعتم بالقراءة ؟.
مارأيكم بهذه العادة ؟ ☺🌹
YOU ARE READING
{غير روائي} العصر الفكتوري
Randomيا باحثاً عبر سجلات التاريخ، وعابراً بوابات الزمان نحو عصور غابرة، أنت تقف معي اليوم أمام أعتاب العصر الفكتوري. فإن كنت تبحث عن العمق لتضعه بين سطور روايتك و قصتك، أو كنت مهووساً بمعرفة كل التفاصيل صغيرةً كانت أو كبيرة، فأنت في المكان الصحيح. كتاب غ...