16

58.7K 2.4K 1K
                                    

في مكان مظلم وهادئ لا يسمع فيه سوى صوت طرقات حذاءٍ منتظمة ..

كان الممر مظلم على الرغم من وجود مشاعل نار ممتدة على طول جدرانه ولكن بسبب لون أحجاره الرخامية المائلة للسواد جعلت انعكاس الضوء عليها ضئيل ..

مما زاد من ظلمة هذا المكان وجعلته يبدو مخيفاً ومهجوراً ..

أكثر من كونه ممتلئ بالسكان ..

تقدم أنثانيوس بين الممرات وهو يحدق أمامه ببرود ويتجه إلى مكانه المعتاد ..

إلا أنه توقف بجانب أحد الممرات الجانبية ثم حدق بعينيه الباردة إلى الرجل الذي كان يقف وينتظر عودته ..

"ماذا تريد كليزور؟"

أردف أنثانيوس ببرود للرجل صاحب الملامح القاسية والعيون الزرقاء الحادة والشعر الأشقر ذو الخصل البنية الذي يقف ويحدق به ببرود ثم أردف له بصوته الخشن البارد:

"أردت مقابلتك بنفسي بما أنك تتهرب مني منذ عودتي"

عقد أنثانيوس حاجبيه بغضب وهو يحدق به بصمت فأردف كليزور ببرود:

"أعلم بأنك غاضب بسبب ذهاب سانسا مع رفيقها فأنا أعلم جيداً بأنك تكنّ لها مشاعراً خلف برودك هذا أنثانيوس"

اشتاط أنثانيوس غضباً واستدار نحوه وهو يهتف بغضب وحدة:

"كليزور تعلم جيداً بأنني أكره التلاعب ولست مهتماً لمعرفتك بذلك أو عدمه لذلك قل ما تريده مني بسرعة فأنا لست مهتماً لأضيع وقتي معك أكثر"

ارتسمت إبتسامة قاسية على وجه كليزور قبل أن يردف ببرود وعدم اكتراث:

"ما أريده هو إعادة وريثتي إلي وإبعادها عن ذلك المستذئب فهو لن يجلب لها سوى الموت وأنا لم أربيها حتى تصبح لونا لقطيعه البائس لقد ربيتها لتشاركني في حكم العالم وأنت تعلم ذلك جيداً"

خرجت ضحكة ساخرة من فم أنثانيوس قبل أن يردف له بسخرية وغضب:

"جدياً كليزور هل ترى وجودها بجانب رفيقها سيسبب لها الموت أم أنك قلق على أن تستخدم المعلومات التي لديها لتفشل مخططاتك وتكشفك أمام الجميع لا تدعّي أنك مهتمٌّ بها وأنت تعلم بأن حياتها صارت متعلقة به فهل تريد انقاذها من الموت إلى الموت؟ هل هذا ما تريده؟"

أنهي كلامه بحدة وعينيه تقذف شرراً حاقداً بينما يرى ملامح وجه كليزور التي لم تتحرك ولو بمقدار شعرة بينما بقي يحدق به بقسوة وشر ..

ألفا القمر الأحمر ..Alpha Red MoonWhere stories live. Discover now