|١| صوت غير مألوف!

222 49 10
                                    

الأمواج الهادئة التي تزداد كُلما تعمقت في مياه البحر أكثر تتلاطم في القارب، عبائتها تسبح في الجو مِن شدة الهواء، بينما تحتضن بين عبائتها قِطها ( سيمبا ).

تنهدت تاركة المجاديف من يدها واضعة اياها بداخل القارب ليتوقف القارب في وسط البحر، خرج سيمبا تلقائيًا من عبائتها جالِسًا فوق ساقها بينما يُطالعها بِنظراته اللطيفة.

ظلت شاردة لمدة قبل أن تتحدث بِصوتٍ مُرتجف وأعين دامعة:

« سِيـ.. سِيمبا، أنا حتى مش عارفة أنا رايحة فين، أنا تايهة يا سيمبا.. تايهة وهُما السبب في دا، صدقني لولاهم مكانش دا حصل! أنا بكرههم، بكرههم أوي. »

نزلت دمعة تلتها الأخريات فوق وجنتيها، كانت لا تصدر أي صوت يدل على بكائها فقط كانت عيناها تذرف الدموع بصمتٍ.. صمت نم عن حجم الألم الذي تشعر بِه في هذه اللحظة.

ارتجفت يدها اليُمنى بينما ترفعها لِتمسح بها دموعها، قبل أن تنبس بِصوتٍ هادئ وابتسامة جانبية:

« بس عارف؟ أنا مبسوطة، مبسوطة أوي إني أخدت الحاجة الوحيدة الِـ كانت ممكن تساعدهم يهربوا من الأذى الِـ مُتأكدة كويس جدًا إنه قريب منهم، مبسوطة أوي يا سيمبا إني بعيد عنهم! »

أنهت جملتها تحمل سيمبا بينما تحضتنه بِشدة، وكان هذا القط هو ملجأها الوحيد وصديقها الذي لم تندم يومًا ما على وجوده معها.

« بيتهيألي إننا لازم نتحرك دلوقتي بدل ما نتلج هِنا، صح؟ »

اردفت ضاحكة ليصلها مواء صغير من سيمبا، فوضعته داخل عبائتها مُجددًا، ثم أمسكت بالمجاديف لكي تُحركها في الماء؛ فَـ ابحر القارب مُجددًا.

« تخيل يطلع قِرش يبلعنا حالًا! يكون أحسن والله، دا انا عايشة خسارة أكسچين. »

فورما أنهت جُملتها البائسة تلك، وكانت اقتربت مِن جزيرة رملية أخرى، حتى سمعت صوتًا أجش عاليًا للغاية، اثار الرعب داخل قلبها.

« صدقني مش هسيبك، مش هسيبك تهرب وأنا عارف أنتَ فين كويس أوي، نهايتك هتكون على إيدي! زي ما قتلته هقتلك، وخليك فاكر كلامي كويس. »

تردد صدى الجملة في المكان نظرًا لفراغه، لتجفل هي في مكانها مُحتضنة سِيمبا بِشدة أكثر.

« إحنا لازم نتحرك ونشوف مكان نقعد فيه. »

أنهت جُملتها تعاود تحريك القارب حتى وصلت إلى الرمال وأصبحت أمامها، لتوقف القارب وتهبط منه بينما عاد سيمبا فوق كتفها مجددًا، ثم سحبت حقيبتها الضخمة من القارب تجرها خلفها مُبتعدة عن القارب.

Night Wave | مَوْج ليْلِيWhere stories live. Discover now