|١٠| النهاية؟ ربما..

208 45 5
                                    

استيقظت مِن غفوتها تِلك، تستمع إلى صوت خطوات الأقدام الذي يقترب مِن موقعها، انتفضت في مكانها حينما استطاعت تمييز أن الصوت ليس لِشخصٍ واحد، بل مجموعة أصوات.. والمُصيبة الأكبر أنها تشعر بِهم يسيرون نحو الكوخ القابعة هيّ به!

نظرت حولها بسرعة تبحث بِعينها عن أي شيء يُمكنها أن تدافع بِه عن نفسها، حتى وقعت عيناها على عصا في رُكن مِن أركان الكوخ، لِتنهض سريعًا تسير بِحذر على أطراف أقدامها جِهة تلك العصا.

أمسكت بِها، ثم اتخذت وضعية الهجوم مُتأهبة لِذلك في أي حين، كان تنفسها يزداد كلما شعرت بِصوت الخطوات بٍجانبها، حتى شعرت بِهذا الصوت يتوقف أمام الكوخ تحديدًا، قبل أن يصدح صوت تعرفه هي جيدًا يُنادي باسمها.

« مُوج؟ أنتِ لثه ( لسه ) هَنا؟ »

القت العصا سريعًا مِن يدها حينما سمعت تلك اللدغة المُميزة، لتركض سريعًا جِهة باب الكوخ _ أو بالأحرى الخشبة التي استعملتها كَـ باب _ دافعة إياها حتى سقطت أرضًا، لتُطالع المَنظر أمامها بِاستغراب قبل أن تتحدث بِتعجب:

« إيه دا؟ »

خرج السؤال بِعفوية مِن فمها حينما لم ترى لِيل بِمُفرده، بل كان يُمسك بِيده طفل صغير توقعت أنه مازن، وبِجانبه تقف فتاة ذات شعر أشقر وأعين بُنية وتُمسك بيدها يد طفلًا صغيرًا، وبيدها الأخرى تُمسك يد طفلة في نفس عمر الآخر وملامحها تشابه ملامحه إلى حدٍ كبير، يبدو أنهم توأم.

« أنا رانيا.. »
تحدثت الفتاة مُعرِفة بِنفسها، لتنظر لها مَوْج مُردفة:

« آه تشرفنا. »
أنهت جُملتها تنظر إلى لِيل بمعنى أن يتحدث، ليتنهد الأخر بينما يهسهس بِوجهٍ محمر:

« مُوج، عشان خاطري مترفضيش الِـ هقوله، بجد معدش فيا طاقة إني اتكلم حتى، عشان خاطري توافقي! »

صمت ينتظر ردها، لتصمت هيّ تُطالعه بِنظرة معناها أن يُلقي عليها ما بجعبته، ليتنهد لِيل بصوتٍ عالٍ قبل أن ينبس:

« مُوج، البلد اتدمرت يا مُوج! معدش في ناث ( ناس ) هِناك غير الِـ معايا دول، كُله خلاث ( خلاص ) راح! خالتو.. خالتو ماتت يا مُوج! »

لاحظت مَوْج انخفاض نبرة صوته في نهاية جُملته، لتشهق بِصدمة واضعة يدها فوق فمها التي فتحته أثر صدمتها، هي كانت تتوقع أن هذا سيحدث، خصوصًا بعد مُكالمة لِيل مع الصغير مازن.

« خـ.. خالتك! وماما وبابا يا لِيل! »
تسائلت تنتظر رده بِتوجس وقلق، لتخرج تنهيدة طويلة مِن شفتيه، قبل أن يهسهس دون مُقدمات:

« ماتوا! ماتوا يا مُوج! ماتوا يأما ماجد والِـ معاه خدوهم هِناك عندهم، مبقاش في حد عايش يا مُوج غير رانيا والطفلين دول ومازن! كله راح يا مُوج! »

Night Wave | مَوْج ليْلِيWhere stories live. Discover now