|٨| لقد قتله!

84 44 7
                                    

توقف لِيل يُتابع ما يحدث بأعين مُتسعة، يتنفس بِسرعة غير قادر على فعل شيء، فـ صدمته قد شلته نسبيًا حينما لمح ذاك المدعو " حامد " قاتِل والده، يُهدده بِـ مَوْج الآن.

« كُنت بتعيط كمان؟ لأ راجل أوي يلا، ما أنا هخليك تعيط بجد. »

نبس بِنبرة ساخرة، يسخر مِن بكاءه بِحجة أنه رَجل، لا يحق له البُكاء وإظهار مشاعره، وكأن الرجل هذا ليس إنسان كباقي البشر مثلًا.

حينما سمعت مَوْج جملته حاولت التملص من بين ذراعيه وهي تتحرك بِعشوائية، وفتحت فَمها بِهدف التكلم وإصدار أي صوت لكنه كان يضع يده فوق فمها مانعًا إياها مِن الحديث.

« ثيبها! ( سيبها ) أنت مشكلتك معايا مِش معاها! وهي ملهاش ذنب في أي حاجة، ابعد عنها! »

حينما سمع حامد حديث لِيل المُنفعل، حتى صدحت قهقهاته المُثيرة للاشمئزاز في المكان، يتحدث بِنفس صوته الجهوري الذي تذكرته مَوْج، وعلمت أنه نفس الصوت الذي كان يتحدث حينما أتت أول يوم إلى الجزيرة.

« دي حقيقة فِعلًا، مُشكلتي معاك ومع أبوك مش معاها، بس دي طُعم، وصدقني إن حاولت تعمل أي حاجة، راسها هتنفصل عن جسمها! »

نظر لِيل حوله بِتوتر وقد على صوت تنفسه أكثر، يَبتلع رَمقه بِبطء وقد أدمعت عيناه مُجددًا، قبل أن يسير إلى الخلف قليلًا، يُمثل أنه سقط أرضًا بِحجة الصخرة التي أعاقت حركته، كل هذا وذاك المدعو حامد يُتابع ما يحدث بِصمتٍ وحذر.

امسك لِيل بِبعض الرمال مِن خلف ظهره، قبل أن ينهض مِن على الأرض، مُقتربًا قليلًا مَن موقعهما يُخبئ يده خلف ظهره، لِيوقفه صوت حامد الذي صاح بِه بينما بدأ يُحرك السكين بالفعل على رقبة تلك التي بدأت بالبكاء بلا حول منها ولا قوة.

« اقف مكانك! قولتلك متفكرش تقرب، أنا مبهرجش، هقتلها! »

ابتلع لِيل رمقه بِصمتٍ ولم يرد على حديثه، ثم بِـ كل سرعة مِنه، ألقى بِكومة الرمال التي يُمسكها بِيده في وجه ذاك الرجل الأخطل، ليصيح بِصوتٍ عالٍ بينما أبعد يداه بالفعل عن مَوْج، لِتركض هي مسرعة جِهة ليل، الذي اقترب مِن حامد يدفعه بِقدمه، حتى سقط على الأرض يضع يديه فوق عينيه لا يقوى على فتحمها؛ بسبب الرمال التي دخلتهما.

« هقتلها وهقتلك، مِش هسيبك! »
صاح بِغيظ بينما هو مُلقى على الأرض يفرك عينيه بِكفا يديه، لِيُخرِج لِيل الخنجر خاصته مِن جيبه، قبل أن يدنو جِهة حامد المُلقى أرضًا، هامسًا بِكُل شر بِجانب أذنيه:

« دا إن لحقت تعملها بقى، عارف يا حامد؟ كان نفثي ( نفسي ) أوي أعمل الحركة دي مِن زمان، ومش هتتخيل أنا مبثوط ( مبسوط ) قد إيه دلوقتي، الوداع يا حامد! »

Night Wave | مَوْج ليْلِيWhere stories live. Discover now