◦•●◉✿ الفصل 1 ✿◉●•◦

37.5K 2K 572
                                    




انها الخامسة صباحا والجو بارد ومظلم يجعلك تشعر أنه لا ينبغي لك الخروج من تحت الملائة الدافئة .

في أحد أحياء روسفيل البائسة ربضت فتاة خلف عبوة القمامة غير عابئة بالرائحة الكريهة التي كانت تصيب بالدوار .ظلت تعد الأرقام في عقلها وهي تراقب منزلا قديما مكون من أربع طوابق .بالضبط كانت تراقب الأدراج المنبثة عن المنزل والتي كانت تتفرع نزولا الى مكان ما بالأسفل .

انتهت النصف ساعة المعتادة .

عندها أطلقت زفرة ارتياح :"الوضع آمن ".

كانت كل صباح عند خروجها الى العمل تقوم بعدة لفات في أرجاء الحي مترصدتا أي حركة مريبة ،بعدها تربض في مكان قريب من البيت يعطيها رؤية واضحة ،تغير مكانها في كل مرة ،ثم تراقب الوضع لنصف ساعة قبل أن تغادر .

في المساء وعند عودتها من العمل كانت تقوم بنفس الخطوات قبل أن تجازف وتدلف الى البيت .

منذ عودتها الى روسفيل وهي تعتمد نفس الطريقة في تأمين البيت كل يوم بالإضافة الى جهاز الإنذار الذي كانت تثبته في مدخل البيت  .كانت تخشى أن يكون أحدهم قد تعقبها أثناء عودتها  في المساء حيث أحيانا تكون منهكة ومشوشة وتنسى أخذ احتياطاتها .

لم تكن تعرف أن هناك بعض الكائنات القوية القادرة على الذوبان في الأمكنة كأنها مجرد هواء .وفي ذاك الصباح كان هناك ظلين من أعمدة الهواء يراقبانها منذ فترة طويلة .

أحدهما عجوز كان يتشمم هواء الصباح بنظرات ثاقبة والآخر شاب ملتحف بالسواد .

عندما بدأت في الركض تحرك الشاب وانزلق من خلفها دائبا في هواء الليل بينما بقي العجوز في مكانه .

ركضت آنسيا في الشوارع الخالية والمظلمة معتمدتا على عينيها الذئبيتين في قيادتها وتجنيبها الطرق المليئة بكلاب البوكسر .طوت أصابعها المتجمدة داخل أكمام سترتها محاولة بث فيهما بعضا من الدفء .

"يا إلاهي ما هذا البرد اللعين ".

زفرت دوائر ساخنة من شفتيها .واستمتعت بمنظر الهواء وهو يتجعد فوق رأسها .

استقلت القطار الأرضي المتوجه الى ساحة زيوس .

كان القطار فارغا ماعدا شاب وحيد كان يجلس بعيدا عنها بصفين من المقاعد .كان شابا مألوفا حيث كان يستقل معها القطار يوميا طوال السنتين السابقتين .رغم أن شكله  الغامض قد يبدو مريبا بعض الشيء .

كانت كل ملابسه سوداء ويرتدي قلنسوة تخفي نصف وجهه مع قناع يخفي النصف الآخر من وجهه .لم تكن ترى منه سوى أنفه الدقيق .كانت أحيانا تلقي عليه التحية حيث تكون متعطشة لثرثرة بسيطة تنسيها ساعة الطريق المملة .لكنه لم يرد عليها قط بل يغير مقعده حين تبدأ في الحديث .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now