◦•●◉✿ الفصل 39 ✿◉●•◦

5.7K 320 167
                                    




"آه يا صغيرتي ".

بالكاد كان مجال رؤيتها الضيق يسمح لها برؤية بعض الضوء الذي تجمع على شكل نقاط صغيرة .لتحدث انتقالة مفاجئة مثل ما يحدث في الأحلام الغير منطقية عادة و تتوضح الصورة .

تألق وجه أمها أمام عينيها كشمس صيفية دافئة .

"ماما ". نطقت بنبرتها الطفولية المدللة التي اعتادت أن تستخدمها وهي صغيرة .

"يا صغيرتي البائسة .أتمنى أن تسامحي أمك الحمقاء يوما ما ".

اهتز جسدها إثر حركات الأم المتأرجحة ،بينما فاجأتها الدموع وهي تتساقط فوق وجهها .

"أنا أغرق". قالت بعفوية ،فابتسمت الأم قليلا وتابعت البكاء بصوت أعنف .

إنها حزينة .

"توقفي يا آشتانا إنك تثيرين فزعها ".

استدارت آنسيا بلهفة لتنظر الى وجه والدها ،كان يجلس في كرسيه المفضل بجانب المدفئة .لم يكن وجهه يتسم بأي نوع من المرح الذي اعتادته ،بدا يائسا كرجل مهزوم .

"لو كنت أنوي إتمام المهمة لما أخبرتك ". تابع والدها بنبرة متوسلة ،اقترب منهما حتى أًصبح لآنسيا القدرة على رؤية عظمة تروقته وهي تعلو وتهبط مع أنفاسه المتواترة ."أنا أحبك من كل قلبي وأحب طفلتي الغالية ".تحركت عيناه نحوها وابتسم بتلك الابتسامة التي يحتفظ بها لأجلها خصيصا .

"لا أصدقك .كان والدي محقا بشأنكم .كلكم وحوش ". دفعته أمها بعنف وهي تنهض وتقف بعيدا بينما لا تزال تحتضن آنسيا بين ذراعيها .ربما أراد والدها التربيت على شعرها .تمنت لو أنه قد فعل .كانت لتفعل أي شيء لتشعر بذلك الإحساس من جديد .

"حقا يا حبيبتي .عدتي لأفكار والدك العنصرية ".

لم يبدوا أن والدتها كانت تسمع لأنها تابعت بحزن مرير :"لست سوى حمقاء رأيت بكوني المناسبة لولادة النسل الذي سيُفيد جماعتك  ".تزايدت شهقاتها .

تنهدت بعمق وهي تخفي آنسيا خلف ظهرها بينما تضغط شيئا حادا داخل راحة يدها .إنها تحمل شفرة صيد .تساقطت دماءها على السجادة ولطخت فرو الدب الجميل الذي حبكته بنفسها .

"بكل ما أوتيت من ذكاء وحذر إلا أنك قد تفوقت علي يا رو .أوقعتني في حبك .أقنعتني بالإنجاب .والآن ستسلمهم طفلتي .طفلتي أنا ".بدت عيناها ضاريتين مثل وحش قد تم مضايقته ."أعرف أنني لا أستطيع التغلب على مستذئب بمثل قوتك ".تحول الغضب في عينيها الى عزيمة .

استدارت واحتضنت آنسيا بين ذراعيها ولوحت بالشفرة بجانب رأسها :"سأقتلها أولا ثم سأقتل نفسي، لكنني لن أسمح لك باستخدامها ".

"لن أسمح لك بالمبالغة في الجنون يا حبيبتي ".قُذفت الشفرة في المدفئة فتأججت نيرانها وارتعشت .لتجد آنسيا نفسها ساكنة تحت ذراع والدها .أفرحها ذاك الإحساس فتشبثت بذراعه أكثر .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now