◦•●◉✿ الفصل 15 ✿◉●•◦

14.7K 901 425
                                    




بدت آنسيا مذعورة في البداية وهي تراقب جايد يغمس أصابعه في شرائح اللحم ويتناولها دون استخدام الشوكة والسكين الموضوعين أمامه .

لم يكتفي بقطعة واحدة بل ظل يحشو فمه بالقطعة تلو الأخرى الى أن أنهى الصحن .وقف بجانبه الهيكل العظمي المكلف بخدمته وسأله بصوته العجائبي الشبيه بطقطقة العظام :"المزيد يا سيدي ؟".

حرك جايد رأسه بالإيجاب وعيناه تنظران الى آنسيا براحة تامة .وبسبب تعطش آنسيا لتناول هذا اللحم الذي ظلت تعتقد أنها لم تتناول مثله طوال حياتها ، فكرت أن جايد ربما كان يشجعها على تناول المزيد .

وهذا ما دفعها الى انهاء طبقها ثم طلب المزيد أيضا .كانت تقاوم لتكون متأنية في تناولها للطعام باستخدامها للشوكة والسكين، حيث كانت منتبهة للعيون المتسعة التي كانت تراقبها هي وجايد بذهول تام .

ظلت أطباق الآخرين سليمة حيث لم يجرؤ أي منهم على لمس طبقه بينما أعينهم تستنكر في صمت .إنهم حقا يعتقدون أن الطعام مسموم أو ربما هو كذلك حقا .لكن آنسيا كانت واثقة من شيء واحد ، لو كان طعامها مسموما لم يكن جايد ليسمح لها بتناوله دون أن يمنعها .إلا إذا كان يدرك أن السم لن يؤثر بها مثله تماما ، فلطالما تحدث عن مدى  تميزها .وهذه الأفكار وحدها دفعتها لطلب الطبق الثالث دون أن تهتم بالعواقب .

كانت شهيتها كبيرة وكلما تناولت المزيد كلما شعرت بقوة رهيبة تتجمع بداخلها .تدفقت دمائها بغزارة داخل عروقها وانفجرت أوردتها بطاقة هائلة جعلتها تشعر أنها قادرة على مواجهة أي خطر يمكن أن يكون مخبئا من اجلها في هذه اللحظة .

عندما وضع الهيكل العظمي المسؤول عن خدمتها طبقها الثالث أمامها .سألته مستثارة وهي تبتلع قطعة جديدة :"ما نوع هذا اللحم ؟".وفكرت إذا كان نوع من الطرائد الذي لا يعيش سوى في المستعمرة .

لاحظت ابتسامة سريعة تنفلت من شفتي زوج ليانا الذي تبادل نظرة مع زوجته وهو يحاول أن يكتم أنفاسه .لقد كانت نظرته تفوح بالسخرية وكأنه قد سمع أغبى سؤال في حياته .وهذا ما جعل أسنان آنسيا تطقطق من الغيض .كانت تكره أن تكون الحمقاء الوحيدة في المجموعة .

ولم تكن ليانا وزوجها فقط من كانا مركزين  معها لدرجة أن يسمعا تساءلها الخافت، بل لاحظت أن الجميع قد أمالو رؤوسهم الى الأمام قليلا وكأنهم يسعون الى كتم رغبتهم في الضحك .

أجاب الهيكل العظمي بسرور وكأن تبادل الحديث مع آنسيا هو كل ما كان يتوق إليه :"يو يو يا سيدتي العزيزة .ببالغ سعادتي أستطيع أن أخبرك بأنك بصدد تناول لحمي المتواضع ".حدقت آنسيا ببلاهة ولم تفهم ما كانت حفنة العظام المتقافزة امامها تقوله .

"ماذا تقصد بلحمك ؟". استفسرت آنسيا وقد شعرت بالحماقة التامة لتبادلها الحديث مع كائن يتحرك بالسحر .

𝖙𝖍𝖊 𝖈𝖔𝖑𝖉 𝖉𝖆𝖓𝖈𝖊 ꕤ الرقصة الباردةWhere stories live. Discover now